رأيته واضعًا إصبعه على الزناد، وجالسا في موضعه القتالي ووجهه صوب منطقة العدو، في حالة تهيئ تام لمقاتلة العفالقة، فدنوت منه لأسلّم عليه، فإذا بجسده قد اخترقته شظية من جهة الظهر نافذة إلى الخارج من جهة الصدر، وكأنه يقول لازلت أقاتل العدو حتى وإن خرجت روحي من جسدي( ).
ولد عام 1952م في منطقة القصيرين التابعة لقضاء الخالص في محافظة ديالى وسط أسرة مؤمنة من أتباع أهل البيت عليهمالسلام.
أكمل الابتدائية ودخل المتوسطة، لكنه تركها ليتطوّع في الجيش العراقي عام 1970م برتبة عريف مخابر سلكي.
قضى اثنتيعشرة سنة في السلك العسكري، وما كان يخطر بباله أن يكون الجيش العراقي يوما آلةً طيّعة بيد صدام الكافر، يوجهها كيفما مالت نزواته وشهواته الصبيانية، لهذا وجد نفسه في وسط حرب عدوانية شنّها صدام المجرم على الجمهورية الإسلامية.
تحرك اللواء السابع والعشرين التابع للفرقة الأولى من الجيش العراقي — والذي كان كريم ينتسب إليه — إلى الخطوط الأمامية لجبهة الحرب، فوجدها فرصة ثمينة للخلاص من تلك المحرقة.
بتاريخ 08/07/1981م قرّر الهجرة تاركًا جبهة البغي والعدوان، متوجهًا صوب أراضي الجمهورية الإسلامية ليفتح صفحة جديدة من تاريخ حياته، وهي صفحة الجهاد والمقاومة حتى التحرير أو الشهادة في طريق الحرية والكرامة…
التحق بصفوف قوات حزب الدعوة الإسلامية المتواجدة في معسكر الشهيد الصدر في الأيام الأولى من وصوله أرض الهجرة ونفذ الكثير من الأعمال الجهادية والعمليات القتالية.
عندما تأسست قوات بدر كان من أوائل المبادرين للالتحاق بصفوفها فبتاريخ 06/12/1982م انضم إلى الدورة الأولى — دورة المرجع الشهيد محمد باقر الصدر— التي تشكلت منها سرية الشهيد الصدر ثم تنامت بصمود المجاهدين ودماء الشهداء الزكية، فأصبحت فوج الشهيد الصدر وهو الفوج الأول من قوات بدر.
اشترك في عمليات جهادية شرق مدينة البصرة، وفي العديد من الدوريات القتالية والكمائن والواجبات الأخرى.
بتاريخ 11/03/1985م اشترك في عمليات تحرير مخفر الترابة والمناطق والممرات المائية المحيطة به وبتاريخ 23/07/1985م اشترك مع فوج الشهيد الصدر في عمليات القدس التي نفذها المجاهدون للسيطرة على النصف الجنوبي لبحيرة أم النعاج وكان أبوسليم مع مجموعة من المجاهدين في أحد الزوارق التي صالت على مواقع العدو وسيطرت على أهدافها بزمن قياسي وكان لعامل المباغة الدور المؤثر في تلك العمليات التي لم يقدم المجاهدون في ليلتها إلا شهيدا واحدا وهو الشهيد محمد كاظم راضي — أبوحسن الكاظمي( ).
بعد ثلاثة أشهر نفذ المجاهدون عمليات عاشوراء للسيطرة على النصف الشمالي لبحيرة أم النعاج وكانت عمليات نوعية بوغتت فيها قوات العدو، وكان لوحدة الاستخبارات الدور الفاعل في إيجاد أفضل السبل للوصول إلى مواقع العدو والتي تهاوت مع صيحات الله أكبر التي دوت في سماء المنطقة، وبعد أقل من ربع ساعة سيطر المجاهدون على كل الأهداف.
عرف بسرعة البديهية وبالنكات واللطائف التي لاتفارق لسانه العذب وبمجالسته ترتفع هموم الغربة وتزول كدورة الصفو بسبب البعد عن الأهل والأحبة.
بتاريخ 01/09/1986 شن المجاهدون عمليات بطولية لتحرير قمم گردكوه وگردمند في حاج عمران في شمال العراق وبعد معركة بطولية سيطر المجاهدون على أهدافهم، أبلى فيها أبوسليم وفوجه فوج الشهيد الصدر بلاءًا حسنًا، ثم أحكموا مواقعهم واستعدوا لصد أي هجوم مضاد محتمل.
صبيحة اليوم التالي، حاول العدو البعثي استعادة ما فقد من مواضع لكنه اصطدم بصلابة وصمود كريم وإخوته ففر من المنطقة تاركا أشلاء قتلاه، ولم يكن أمامه سوى القصف المدفعي، وإثر ذلك القصف أصيب أبوسليم بشظية لقذيفة مدفع اخترقت جسده الشريف من جهة الظهر فاستشهد بعد ما أدى واجبه الرسالي تجاه دينه وشعبه عاملا بفتوى مرجعه الشهيد محمد باقر الصدر فشيع جثمانه الطاهر تشييعًا مهيبًا مع كوكبة من شهداء تلك العمليات ودفنوا في مقبرة الشهداء في قم المقدسة( ).
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا