ولد في ميسان، قضاء علي الغربي عام 1957م وسط أسرة مؤمنة ربته على الالتزام وحب أهل البيت، ثم سكنت أسرته في بغداد، الكاظمية لتنهل من معين الإمامين الجوادين.
أكمل الدراسة الثانوية وقبل في جامعة بغداد، كلية التربية، آداب عربي. لم يستطع إكمال دراسته لأنه اضطر للهجرة لمضايقة قوات الأمن له فترك الدراسة وهو في المرحلة الثالثة، وهاجر إلى الجمهورية الإسلامية عبر كردستان بمساعدة مجموعة من الكرد.
بتاريخ 07/10/1982م وفي رحلة شاقة وظروف قاسية ، استطاع ان يعبر تلك جبال كردستان الوعرة ، ويقطع المسافات الشاسعة ليصل إلى هدفه بعد ثلاثة أشهر وذلك في 5/01/1983م.
لم يكن هدف قاسم الخلاص من البعثيين والمخاطر التي كانت تحيط به ليعيش في أمان وراحة بال، بل كان هدفه حمل السلاح بوجه ذلك الطاغوت الذي كان جاثمًا على أرض المقدسات، فسارع ليشترك مع المجاهدين في العديد من الواجبات الجهادية وفي مواقع مختلفة من ميادين الصراع.
التحق بقوات بدر في 24/02/1985م ونسب إلى فوج الشهيد الصدر. شارك في العديد من الواجبات الجهادية في هور الحويزة منها عمليات القدس التي نفذت للسيطرة على النصف الجنوبي لبحيرة أم النعاج وكان هدف فوج الشهيد الصدر هو السيطرة على الجانب الغربي للبحيرة وعلى المناطق والممرات المائية المؤدية إليها، وفي عملية نوعية من حيث الدقة في الاستطلاع وسرعة العمل والمباغتة استطاع المجاهدون من السيطرة على أهدافهم بزمن قياسي فتهاوت قواعد العدو مع صيحات الله أكبر التي انطلقت من حناجر المؤمنين المجاهدين الواثقين بنصر الله في منتصف ليلة 23/07/1985م.
وفي عمليات عاشوراء التي نفذها مجاهدو بدر بعد ثلاثة أشهر من عمليات القدس للسيطرة على ما تبقى من بحيرة أم النعاج التي امتازت بما امتازت بها عمليات القدس من دقة الاستطلاع وسرعة العمل وعامل المباغة، حيث نفذت تلك العمليات في 23/10/1985م، فبأقل من ربع ساعة سيطر المجاهدون على كل الأهداف المرسومة وكان لأبيأيوب دور في السيطرة على هدف فصيله.
أنسحب فوج الشهيد الصدر وبعض الأفواج الأخرى وبقيت منطقة هور الحويزة بعهدة فوج أنصار الحسين عليهالسلام المتشكل بمعظمه من أبناء عشائر محافظة ميسان.
أشترك مع فوجه في العديد من العمليات الجهادية أهمها العمليات البطولية التي خاضها المجاهدون في حاج عمران على مرتفعات گردمند وگردكوه بتاريخ 01/09/1986م فسيطر فيها فوج الشهيد الصدر على أهدافه، وكان لأبيأيوب دور مشهود في تلك المعركة، وما زاده فقد العديد من إخوته الذين استشهدوا إلا إصرارًا على مواصلة طريق الجهاد، وعاهد تلك الدماء الطاهرة على المضي في الدرب حتى النصر أو الشهادة.
يذكر الشيخ أبوغالب الشريفي( ) بعض صفات الشهيد أبيأيوب فيقول: «كان مربيًّا ومعلمًا للأخلاق وكان يلتزم صغار السن في الفوج ويشرف على تربيتهم، كان قوي الإيمان والتقوى ويعجز اللسان ويكل القلم عن وصف تلك الشخصية التي تربت في مدرسة علي والحسين عليهماالسلام، فقد كان كثير الخشوع والتضرع لله سبحانه وتعالى..
جاء اليوم الموعود لتتحرر تلك الروح من قيود ذلك الجسد وتحلق إلى الآفاق ويختلط ذلك الدم الطاهر مع دماء أبناء حلبچة المظلومة.
ففي تاريخ 11/03/1988م شارك مع فوج الشهيد الصدر في معركة تحرير حلبچة وسيطر مع سريته على أهدافهم ولما سقط الفتى المجاهد حسن جواد الشريفي( ) شهيدًا بالقرب منه، حمله بيديه قائلًا: اللهم تقبل منا هذا القربان.
وفي تاريخ 16/03/1988م سقط أبوأيوب شهيدًا مضرجًا بدمه الطاهر بعد ان أصيب بشظايا في رأسه الشريف لتحلق روحه من على تلك المرتفعات وترجع إلى ربها راضية مرضية.
من وصيته رحمهالله:
أشهد ان لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدًا عبد ورسوله صلّىاللهعليهوآلهوسلم وأن عليًّا وليه بالحق وأن أهل البيت حجج الله على عباده فمن والاهم نجا ومن تخلف عنهم هلك وهوى…
إلهي نذرت نفسي وعلى يقين تام من ذلك النذر، أن أقطّع في سبيلك مظلومًا محرومًا، ولا ألوم نفسي على ذلك فالمشتري هو الجبار والبائع هو عبد من عبيدك، يا إلهي فبحقك على عبادك تب عليّ وارحمني واغفر كبائر ذنوبي وامح عني سوء عذابك العظيم، واعصمني من النار، واحشرني مع الإمام الخميني قدسسره، إمامنا به عرفت طريق الحق واجعلني أتنور بنوره يوم ألقاك.
واحشرني مع أحبتي من أخوتي الشهداء الذين سبقوني إلى رضوانك.
وصيتي إلى إخوتي المجاهدين أطلب منهم إبراء ذمتي لأنني مقصر بحقهم كثيرا، أما من جانبي فأنا قد أسقطت جميع حقوق الأخوة ما عدا الشفاعة والدعاء إن شاء الله.
إخوتي، أول كلامي لكم أن لاتستخفوا بصلاتكم وخاصة صلاة الجماعة، وكذلك أوصيكم ان تكونوا إخوة بحق لامجرد قول.
إخوتي، لاتتركوا طريقكم الذي يعصمكم من غضب الجبار، رابطوا وجاهدوا والأجر على الله العلي العظيم…
كذلك أوصي إخوتي ان يدفنوا جسدي بالقرب من الشهيد علي هلال كاظم (أبويوسف البغدادي) فإنه ابن عمتي وقد استشهد في عمليات حاج عمران.
شيع تشييعًا مهيبًا في مدينة قم المقدسة ودفن في مقبرة الشهداء( ).
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا