ولد في محافظة كربلاء عام 1960م وسط أسرة مؤمنة حسينية، ، فنشأ مؤمنًا حسينيًّا، استلهم من جواره للإمام الحسين الاباء والرفض والوقوف بوجه الظالمين.
أكمل الدراسة الابتدائية ثم أكمل المتوسطة في مدرسة المعارف في حي العمال، بعدها اتجه للعمل مع والده.
بتاريخ 10/10/1979م، أستدعي للخدمة الإلزامية، وبعد اندلاع الحرب زج فيها إلى أن أسر بتاريخ 22/07/1982م، ثم نقل إلى معسكر الداوودية للاسرى في طهران…
كان الأسر فرصة مؤاتية لإعداد نفسه، ثم القيام بدوره الرسالي بهداية الأسرى، وكان دوره مشهودًا.
يذكر المجاهد أبومحمد الكعبي عن دوره في معسكر الأسرى فيقول « لقد كانت لأبيعامر الكعبي مواقف بطولية في معسكرات الهداية، حيث كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وكان يتصدى للبعثيين بشجاعة…
لم يقف عند ذلك بل كان يطالب المسؤولين في معسكرات الأسر بإلحاح على السماح له بالالتحاق بالمجاهدين، ليؤدي ما عليه تجاه شعبه ويقف بوجه الظلم الذي رفع لواءه صدام وحزبه اللعين.
حقق الله له أمنيته بالالتحاق بالمجاهدين بعد خروجه من الأسر والالتحاق بالدورة الأولى من دورات المتطوعين من معسكرات الأسر والتي بدأت تدريباتها في معسكر الحر الرياحي بتاريخ 10/07/1986م في مدينة سنقر التابعة لمحافظة كرمانشاه، لتكون أولى مشاركاته الجهادية على مرتفعات گردمند في حاج عمران، وقد كان له دور بطولي رائد في تلك المعركة.
بعد أشهر قليلة وبتاريخ 20/01/1987م اشترك في عمليات جهادية على مشارف مدينة البصرة، وكانت ملحمة جهادية ضرب فيها المجاهدون مثلًا في التضحية والفداء.
شارك أبوعامر في العديد من الواجبات الجهادية في قواطع مختلفة ثم كانت المحطة الاخيرة في حياته الجهادية هي عمليات تحرير حلبچة بتارخ 14/03/1988م حيث كان آمرًا لأحدى سرايا الفوج الثالث، استطاعت في هجوم صاعق السيطرة على أهدافها.
فرح أبناء المدينة بإخوانهم المجاهدين، ظنًّا منهم بأن ليالي الظلم قد انقشعت عن مدينتهم الجميلة الوادعة، ولكن أنى لشياطين الانس وأبالسة البعث في العراق أن يدعوهم يكملوا فرحتهم، لهذا أصدروا أوامرهم لسلب تلك البسمة التي رسمت على محيا اطفال ونساء المدينة، فضربوهم بالغازات السامة المحرمة دوليًّا، والتي يأباها أي انسان يمتلك ذرة من ضمير أو قليل من رجولة، ولكن لاضمير ولا رجولة لتلك المخلوقات الغريبة مصاصة الدماء.
في دقائق معدودة حولت تلك المدينة التي كانت تنبض بالحياة إلى مدينة أشباح، تشم رائحة الموت من كل جوانبها، وسقطت كل الأقنعة التي توارى خلفها البعثيون الجناة، فقد كانوا يقصفون المدن الايرانية ثم يبررون ذلك بما شاؤوا من تبريرات، ولكن ساءت وجوههم عندما ضربوا مدينة عراقية، فلم يبق عذر لصاحب عقل ان يقف مع صدام ويدافع عنه؟
نعم! كفى أبوعامر واخوته المجاهدين فخرًا ان يكونوا مدافعين عن المظلومين واقفين بوجه صدام وعصابته. امتاز بأخلاقه العالية وبخدمته لإخوته المجاهدين، كما امتاز بابتسامته وإدخاله السرور عليهم.
كان شاعرًا حسينيًّا طالما نظم القصائد في رثاء الحسين وأصحابه، كما رفد أدب الجهاد والثورة في الشعر القريض والشعبي.
كان يشتاق إلى لقاء الله ويعشق الشهادة يطلبها حثيثا، وكم كان يذكر اخوته الشهداء ويتمنى اللحاق بهم، وقد جاء اليوم الموعود، يوم اللقاء بالمعشوق واستعد لذلك، فقد تزين وتعطر ثم بدأ مع سريته بالهجوم على أعداء الله، الذين عاثوا في الارض الفساد وحاولوا السيطرة على مرتفعات شاخ شميران من أجل التمهيد لاستعادة مدينة حلبچة، فبعد ان أذاقوهم الذل والهوان والموت الزئام، أصيب بشظايا في رجله وجبهته ليكون خضاب اللقاء دمًا طاهرًا قدّمه رخيصًا في سبيل دينه والمستضعفين من أبناء شعبه، فسقط شهيدًا على ربى شاخ شميران بتاريخ 15/04/1988م، لتعرج روحه الطاهرة إلى بارئها راضية مرضية.
شيع مع كوكبة من الشهداء ودفن في مدينة مشهد المقدسة.
السلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.
من وصيته رحمهالله:
إخوتي الأعزاء إنني أرى أبواب السماء مفتحة والملائكة واقفون عليها ضاحكين مستبشرين ينظرون إلى الارض بلهفة وخاصة إلى الخط الأول للمواجهة وان أشباحًا بيضاء ذات أجنحة تنزل كقطع الوفر الأبيض على الجبهة، وأخرى تصعد بالاتجاه المعاكس، لاأدري ماذا يعطون إذا نزلوا وماذا يأخذون إذا صعدوا.
الا يا اخوتي! فاستبشروا وتمسكوا بالامام وخطه الطاهر، خط الانبياء والائمة المعصومين، فما تمسك مخلوق بالولاية الا امسك بكأس المحبة عند حوض امير المؤمنين ويقول له ضاحكًا أسقني… وأن الجنة لتشتاق اليه والحور والولدان تنتظر قدومه فلا تبدلوا الآخرة بالدنيا فإنها دار عما قريب تخرب..
قصيدته الى أمه:
لاتسأليني فالمنون ركابي أو تندبي حظي وفوت شبابي
يافرحة القلب الكسير تجلدي من زفرة حدي وفرط عتابي
ماعدت يا أماه أحتمل النوى فلقد تمادى غيّه المتغابي
أماه قولي للفراق تولّ عن ولدي العزيز وردّ لي أحبابي
أماه طوفي بالحسين ونجله وأخيه وابن أآخيه والأصحاب
طوفي وقولي يابن بنت محمد حاش لوجهك أن ترد خطابي
ولدي بعيد والفراق آلم بي هلّا وجلت لمن تولى إيابي
أم أخطي يا أماه خطوات الى أم البنين فأربع غياب
فقدت بيوم الطف ورد ربيعها لله قلب صامد لعذاب
يا أم عبد الله! والبدر الذي طوت الليالي نوره الهياب
يا أم ساقي كربلاء وليثهـا وحمى الطفوف وسيفهـا الغلاب
سرت بابني أم جعفر موجة أبت الجنون لبعده الترحاب
أماه ضعت ولست أدري كيف ضعت وقطعت أسبابي
ياليت شعري كيف حالك سلوتي لو تعلمين لما جرى لي وما بي
هي لوعة حرى تهد جوانحي أو يستر الزفرات خفّ ثيابي
وهذه قصيدة ألقاها عام 1986 لما زار مجموعة من المجاهدين اول دورة من دورات المتطوعين من معسكرات الأسر في سنقر.
تصفحت الگلب والعين ، يا چلمة تلوك الجية الخطار يابسمه
أطشن طيب يا طيبين ، وعيون الي جاي إعللوفه والطيب متعنيه
أطشن ورد شنهي الورد يا هلناس ، معجون الورد ويٞٞٞه ماي وجه الجاي وبرٛٛٛٛسمه
حرت مدري اشيلوگلكم ينسل الطيب، يا چلمة تطرز شفاف يا نغمه
صرٚٚٚٚٚٚٚخٜ بي الگلب لتحير ، غير الهله ماكو أحلى بعد چلمه
هله وميّة هله وتاذيني هلچلمه عمنهه تذٚٚٚكرٛ بٞٞعادات اهلنه وللوفه تلمّٞٞٞٞٔه
هله يالمالواكم ضيمـ ، طيب وطشه رب الكون يٟٟٟٟٟٟمـ وجوهنه نشمّه
هله يالناذريـنٛٛٛٛ الروح لأٚٚٚٚجل الدٚٚيـنٛٛٛ ، بيكم عاشت الهمّه
يشتل الخير ، زرع الصدر ما يذبل ، وانتمـ من وروده وثورة الأٚٚمّٞٞٞه
شباب تضاحك البارود لو هلهل ، ولا تحني الظهر لو ثگلت الغمّه
حدٚٚٚهٛٛٛٛٛٛ بيهه العزم لحسين ، توچب يٟٟٟٟٟٟمـ ضريحه وتشبگه بهمّه
ياربي بحگ عليل حسين واطفاله ، نريدك يمـ ضريحه تعيد هلمّٞٞٞه
***
لـلچمنك يجرحي بجرح أبوجعفر ألف لچمه
ولاٚٚٚٚخليك تغفه الليل ، وانت تعيش هالنعمه
اخلي دواك بارودك لَوَن تهوى عطر بالملحـمه تشمّه
ولاٚٚٚٚخليك تنسه الآٚٚٚهٛٛٛ ، ولو تنسى يذكرك جرح أبوالثوار أبواليمّه
هذاك الماحناه الضيمـ ، من صفّت عليه الخيل ملتٝمّه
هو ابن المصطفى المختار ، ذاك اللّاٚٚٚعبه وشمّه
وابن الليث حيدرنه علي الكرار ، ذاك العشگته الأٚٚمّٞٞٞٔه
وابن الطاهرٚٚه الزهرٚٚه الزكيه الصابرٛٛه الچانت على بذل النفس بالموزمه اتعلمه
هو سهمـ المثلث ما أجه معّدل ، وحته المگمـط لفلفه بدٚٚٚمهٛٛٛٛ
علي الأكبر عزٝٚيزٛٛٛ الروح لمن طاح ما همّٔٔٔه بٝٝٝٝٔٔٔچي زٜٜيٞٞنب وهي مخدرة حامي الجار ما غٝمّٞٔٔه
بس وحده أظنه الغيّرٚٚت رسمه لمن طاح العلمـ والجود يمـ المشرعه ونادى عليه باسمه
إجاه ملهوف إجاه ذايب عليه، محني الضلوع ودنج وشمه
وحگ ضلع الحنيته بطف مصيبتنه ، تظل مرٛٛٛفوعه رايٞٞٞتنه
تظل محروسه حومتنه بعيٝٝون اشبال أمّتنه
هذوله أنصارك النذروا لعدٚحد السيوف نحور ، وتعنوا لعد درب الطفوف بعلمـ عزّٝتنه
يحدي بينه الشوك جينه، ندك على ابواب العراق چفوف من دٚٚٚمٛٛ
جينه نمسح دمعة الطفل التيتمـ ، جينه نطردليلهمـ ونرٛٛدٛٛ صبحنه الماتبسمـ
ياعلي بسمك هتٝٔفنه وندري باسمك ياعلي لـلجرح بلسمـ
بالگلب نيران تسعر بينه ، ونريدك تطفي النار من گلب المثلمـ
وانت تدري ياعلينه ، اشگد علينه اشگد بچينه بدمعه الهمـ
گلنه هذا الدٚٚٚٚٚمٛ رخيص الرايٞٞٞة الحگ ، ياعلي بس كون تسلمـ
ياعلي هاي العزٚيزٛٛه تروح فدوه الرفت أعلاٚٚٚم الـشهادهٛٛٛ وانت تعلمـ
ياعلي والله مصيبتنه عظيمه ، چمـ يتيمـ وچمـ يتيمه، تصيح ياقلوب الرٚٚٚٚٚحيمه
ويـن ثارات الحسين وصحبته ودمعة حريٟٟٟٟٟٟمهٛٛ
وين شبان الرساله ، الهودج المايل تجيمه
ياعلي تشوف الشباب البلـسجون ، تحنت بدٚٚٚٚمٛٛٛ الهضيمه
ارجال صدگت ، والصدگ يسهل على گلوب السليمه
احنه والله العطش هدنه ، وما يهمنا الدٚٚٚهرٛٛٛٛ لو يرٛٛٛٚٚعد بغيمه
احنه شدينه العزٝم للموت كلنا
الباري يشهد، طه يشهد، علي يشهد، والگلب يشهد بظيمه
انريد أبوالحسنين يوم المحشر لهاي الشباب يصير خيمه
إن شاء الله بحگ البتول يصير خيمه