استخدم نظام العفالقة المجرمين أخبث الأسلحة الفتاكة ضد أبناء الشعب العراقي كما استخدمها ضد أبناء الشعب الايراني، وما مجزرة حلبچة والمناطق التي نفذت فيها ما تسمى بعمليات الأنفال وغيرها إلا شواهد ومصاديق لجرائم البعثيين الجناة، فالشهيد نعيم كان واحدا من ضحايا تلك الأسلحة المحرّمة دوليًّا.
ولد في قضاء الشطرة التابع لمحافظة ذي قار عام 1945م ونشأ وترعرع في أحضان أسرة كريمة انعكست سجاياها الحميدة عليه( ).
انهى مرحلة الدراسة الابتدائية والمتوسطة في مدينته، ثم تطوّع في صفوف الجيش العراقي عام 1962م برتبة عريف، راجيًا أن يكون يومًا ما قد اشترك في تحرير فلسطين من براثن الصهاينة المحتلين.
كرد فعل على انقلاب 17تموز الاسود عام 1968م والجرائم التي ارتكبتها عصابات حزب البعث الصليبي، قامت مجموعة من الضباط وضباط الصف وبعض الجنود الشرفاء بمحاولة انقلاب ضد العفالقة وكان نعيم أحد أبطال ذلك الانقلاب الذي لم يحالفه الحظ، فقام نظام البعث برد فعل قاس حيث أعدم كل من ظفر أو شك به من الانقلابين، ففرّ نعيم إلى إيران متحملًا صعوبات ومشاق الطريق فدخلها في 07/07/1970م طالبًا اللجوء السياسي من حكومة إيران وقتئذ.
ظل يصارع آلام الغربة بمرارة بسبب البعد عن الأهل والأحبة والوطن. ومن أجل التخفيف شيئًا ما عن آلام الغربة سكن بجوار غريب الغرباء الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام في مشهد المقدسة ينتظر ساعة الفرج أو الساعة التي يكون فيها مقاتلًا ضد عصابة البعث الجائر.
مرت الأيام والسنون، وخلع الشاه وذهب حكمه أدراج الرياح بفعل الثورة الاسلامية العارمة بقيادة الإمام الخميني قدسسره ، فتآمر الاستكبار على ثورة الإسلام الفتية ودفعوا بصدام العفلقي لشن حرب ظالمة عليها بتاريخ 22/9/1980م، فوجد أبناء الرافدين الفرصة مؤاتية للكفاح المسلح، واستعدت قوافل المجاهدين لخوض جهاد مقدس ضد البغاة وقتلة الأخيار من أبناء الشعب فكان نعيم من السباقين للالتحاق بالمجاميع الجهادية بتاريخ 08/01/1981م، واشترك معها في العديد من العمليات في قاطع الجنوب وعلى أطراف هور الحويزة.
التحق بصفوف قوات بدر وشارك في الكثير من العمليات البطولية كما نفذ عدة واجبات ومهام قتالية ونفوذية لكنه أصيب بضربة كيماوية بتاريخ 21/12/1984م أثناء تحرير مناطق وجزر جنوب غرب هور الحويزة مقابل مدينة القرنة، وبقى يعاني آلامها لسنين، وشيئًا فشيئًا أخذت الغازات السامة تسري في أعضاء جسمه، فأرسل إلى ألمانيا لأجراء عملية جراحية بتاريخ 12/1/1992م، وبعد مضي شهرين على العملية التي لم يكتب لها النجاح، عاد إلى أرض الجمهورية الإسلامية ينتظر ساعة اللحاق بركب الشهداء السعداء ويطوي حياة قضاها مع عذابات الغربة وآلام الضربة الكيماوية.
بتاريخ 11/09/1994م، سلّم أبوجواد روحهُ الطاهرة إلى بارئها ليكون شهيدًا في مقعد صدق عند عليك مقتدر.
شيع جثمانه الطاهر تشييعًا مهيبًا ودفن في مقبرة الشهداء في مشهد المقدسة.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا