الخبير الأردني علي حتر للوقت: أكّد المحلل السياسي والباحث بأمور الشرق الأوسط علي حتر في حديثه مع موقع “الوقت” أنّ الجرائم السعودية وعلى رأسها الهجوم على حي “العوامية” يهدف لترسيخ الصراع الطائفي وتعميق الإيرانوفوبيا في العالم لضمان استمراريته وبقائه. كما أشار إلى وجود السعودية والكيان الصهيوني في خندق واحد وفق أجندات رسمها السّيد الأمريكي. وإليكم نص الحوار..
الوقت: إلى ماذا يهدف النظام السعودي من هجماته على مواطنيه الشيعة في السعودية وماهو سبب الهجوم على حي “العوامية” وحرق المنازل فيها؟علي حتر: آل سعود يستغلون القضايا الدينية وإثارتها لتحقيق مصالحهم وتوظيف مثل هذه القضايا لإثارة نزعات دينية ضد طائفة معينة لجذب واستقطاب الوهابية وتحريضهم ضد هذه الطائفة أو تلك لدوام بقائهم في السلطة وليجد شعبهم مايلتهون به عن مشاكلهم الداخلية وعن فقرهم وتعاستهم حتى ولو كان بقتلهم بعضهم البعض.كما أثار السعوديون النعرات الطائفية في سوريا واليمن ضد الحوثيّين أيضاً. فهم يتلقون أوامرهم من أسيادهم في المخابرات ووزارة الدفاع الأمريكية.
ووفق دراسات دولية أثبتت أنّ السعودية لاتملك انفعالات أو سياسات ذاتية وإنما تعمل بأوامر خارجية. كما أنهم لاينتمون للدين بصلة، والشعب السعودي منعزل عن السياسة وعن الواقع بشكل مطلق كما يريد حكامه.الوقت: لماذا تصمت المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان تجاه الإنتهاكات الصارخة للنظام السعودي ضد شعبه الأعزل؟علي حتر: في الواقع هذه المنظمات تؤيد السعوديين وتحاول أن تغطّي على أفعالهم.
وهناك أمثلة كثيرة عن انحياز وعدم مصداقية هذه المنظمات، نراها ونشاهدها في مواقفهم تجاه سوريا والعراق. ولهذا أصبح عدوهم الأول الذي يخيفهم هو؛ حزب الله، إيران والحليف الأسد في سوريا. وبالتالي ماتفعله السعودية والمنظمات الدولية يهدف لتهيئة الرأي العام وتحريضه بالأكاذيب لمقاتلة هذا الحلف والوقوف بوجهه.كما أنّ هذه المنظمات تدافع عن “الإنسان” من مفهومها هي والذي يعني الحاكم العميل،المطيع والتابع وهُم مستعدون لتسخير كل قواهم للدفاع عن هذا الإنسان وهذا مانشهده من مواقفهم تجاه الكيان السعودي.الوقت: نشاهد أنّ هناك تعتيم إعلامي من داخل السعودية وخارجها وسكوت عن جرائم النظام السعودي إلى ماذا تعزو هذا الأمر وماهو الهدف من هذا التعتيم؟
علي حتر: لأنّ الصمت في هذه الجريمة هو لصالح الكيان السعودي وإذا ما أجبر الإعلام على إختراق هذا الصمت فيتوجب عليه أن يكون قادراً على تغليف وتغطية هذا الهجوم وهذه الجرائم بشكل يستجره لصالحه كما يفعلون بالبروبوغندا الإعلامية التي اتبعوها في البحرين وسوريا. عدا عن أنّ السعودية تمنع حرية الإعلام بينما تستقبل الإسرائيلي بحرية كاملة على أراضيها.وفي الواقع أغلب القنوات في العالم موظفة من أجل خدمة أعداء الإنسان وخدمة الصهيوني والأمريكي والنظام السعودي هو خير خادم لهم لذلك من الطبيعي أن يدافعوا عنه ويصمتوا عن أفعاله.الوقت: لماذا تشعر السعودية بالقلق من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولماذا تحاول الضغط عليها بشتّى الوسائل وفي الوقت ذاته تسعى للتطبيع مع الكيان الصهيوني؟علي حتر: هما ضدّان في سياستهما الداخلية والخارجية،
فالجمهورية الإسلامية لم ولن تقم بجرائم ضد الإنسانية كما تفعل السعودية. وموقف السعودية ونتنياهو هو نفس الموقف من إيران باعتبارها العدو الأول والأخطر على الكيان الصهيوني حتى وفق الإستراتيجية الفكرية لإيران والمواقف المعلنة من الكيان الصهيوني، بالإضافة لتحالفاتها مع محور المقاومة.
فالعائلة السعودية الحاكمة تشعر بأنّ مشكلتها مع إيران هي مشكلة وجود لأنّ إيران تكشف حقيقتهم للعلن. بالإضافة إلى كونها عدو مشترك للسعودية والكيان الصهيوني في آن واحد. فدوام الكيان الصهيوني يعني دوام النظام السعودي، وبقائه في السلطة. هذا بالإضافة إلى أنّ السعودية في عدائها لإيران والتحريض عليها تسعى لتعميق الخلافات الطائفية والفتن المذهبية لتخلق سبب لدوام وبقاء نظامها وإبعاد شعبها عن الأمور السياسية والمطالبة بالحريات والديمقراطية.
فتشعره دائماً بوجود خطر وهمي محدق به بمسمّيات متعددة ومنها الخوف من إيران أو مايسمى بـ ” إيرانوفوبيا”.
https://t.me/wilayahin