فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرينَ
وكيف يواجه المهدي ( ع ) أمريكا ؟
يتساءل البعض عن الإمام المهدي عليه السلام وكيف يمكن أن يملأ الأرض كلها عدلاَ بعد أن ملئت ظلماَ ، وكيف يواجه قوى الإستكبارالعالمي وأمريكا وترسانتها النووية والصاروخية وحاملات طائرتها ، وأجيال حروبها الرابعة والخامسة والسادسة …!
والإجابة حسب رؤيتي وفهمي للنصوص هي :
أن أعلى درجات الدنيا أي عالم المادة هي أدنى درجات عالم الغيب ، ويوم المهدي هو من أيام الله وهو من الغيب حسب تفسيرات أهل البيت عليهم السلام في معنى ( وذكرهم بأيام الله ) ، ففي الحديث عن أهل بيت النبوة :
في كتاب مختصر البصائر/18 ، عن موسى الحناط قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
أيام الله ثلاثة:
يوم يقوم القائم عليه السلام ،
ويوم الكرة ،
ويوم القيامة).
ولا نتعجب من هذا فهذه المرحلة وردت فيها أيات وروايات خارج المألوف والمعروف للناس ولم يُفهم معناها حتى الأن ، ففي القرأن أية عن دابة الأرض التي تكلم الناس ، وأيات عن يأجوج ومأجوج ، وعن الصيحة بالحق .. وفي أحاديث أهل السنة روايات عن الدجال وشروق الشمس من مغربها ..
ولقد أرتبطت كلمة ( الغيب ) بالمنتظر والمنتظرين ، وهي مصطلحات مرتبطة بالمهدي عليه السلام حيث دائماَ ما يُوصف المهدي بالمنتظر ، ومن أدلة أرتباط ( الغيب ) ( بالإنتظار ) قوله تعالى :
( وَ يَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ
فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرينَ) .
وعن أرتباط أيام الله بالمنتظر والمنتظرين أيضاَ يقول الله تعالى :
( فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ
قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرينَ)
والدليل الأقوى هو وصف هذا اليوم بيوم الفتح مع استخدام عبارة ( الإنتظار والمنتظرون ) ..
يقول الله عز وجل :
( وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقينَ * قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذينَ كَفَرُوا إيمانُهُمْ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ *
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ انْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ).
فالمقصود بيوم الفتح هنا ليس فتح مكة ، لأن فتح مكة يقبل فيه التوبة ، ولكنه فتح العالم على يد الإمام المهدي عليه السلام حيث يُغلق باب التوبة …وبدلالة أستعمال كلمة الإنتظار والمنتظر …
ومن المعروف أن المهدي عليه السلام كباقي أئمة أهل البيت عليهم السلام عندهم ( علم الكتاب كله ) وبحرف واحد منه أتي وصي سليمان عليه السلام بعرش بلقيس في أقل من طرفة عين …! يقول القرأن عنه :
(قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) النمل )
ولاحظ أن للعلم مدخلية في إحضار العرش وليس المعجزة أو الدعاء ..