الوقت- ترسم تطورات البادية السورية، معالم مستقبل الصراع بين أمريكا وحلفائها من جهة، ومحور المقاومة من جهة أخرى. فالتطورات التي تجري على صعيد الميدان السوري والعراقي، تكاد تدفن المشروع الأمريكي الذي أراد إحداث تحولٍ نوعي على ساحة الصراع في المنطقة ومن البوابة السورية المرتبطة بالحدود العراقية. وهو الأمر الذي بات اليوم مقلوب التوقعات، حيث أن الأزمة السورية تنعكس يوماً بعد يوم بنتائج تُعطِّل مفاعيل المشروع الأمريكي في المنطقة. الأمر الذي باتت تُبرزه الإنتصارات الميدانية التي يُحققها الجيشين السوري والعراقي بالتعاون مع الحلفاء. فماذا في آخر تطورات المشهد على الساحة السورية؟ وهل تدفن تطورات الحدود العراقية السورية مشاريع أمريكا وحلفاءها؟
أبرز تطورات الميدان السوري لا سيما البادية
تمكّن الجيش أمس من تحقيق تقدمٍ مهم في ريف دمشق الشرقي، من خلال سيطرته على تل دكوة وعدد من التلال المحيطة به، شرقي محطة تشرين الحرارية للطاقة الكهربائية. هذه المجموعة من التلال الإستراتيجية والتي يُقارب ارتفاع بعضها 1000 متر، تُعدّ واحدة من أهم النقاط الواقعة على أطراف القلمون الشرقي. وهو ما سيُساعد في تسريع العملية التي يقوم بها الجيش السوري لإخراج فصائل تابعة للتنظيمات الإرهابية من منطقة بئر القصب الواقعة جنوب التل، وإغلاق الجيوب الممتدة على مساحة واسعة في بادية ريف دمشق والسويداء. لكون الجيش السوري وبعد هذا التقدم، أصبح على بعد 40 كيلومتراً عن القوات المتقدمة جنوب مطار السين.
في الشمال، تابع الجيش تقدمه جنوب شرق مدينة مسكنة، حيث أعلنت المصادر العسكرية سيطرة قوات الجيش السوري على 37 بلدة ومزرعة في ريف حلب الجنوبي الشرقي وريف الرقة الغربي. هذا التقدم وضع الجيش السوري على بعد مئات الأمتار فقط من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية” في أطراف قرية بو عاصي الواقعة غرب مدينة الطبقة.
تطورات البادية السورية: حين تُدفن أحلام أمريكا وحلفائها
يمكن تحليل تطورات البادية السورية من خلال التالي:
أولاً: لا شك أن ما يجري من أحداث على الساحة السورية وتحديداَ فيما يخص البادية والحدود السورية العراقية، هي من الأمور التي تُعتبر استراتيجية من الناحية العسكرية والأمنية الأمر الذي سيؤثر على كافة مجريات الميدان السوري حالياً ومستقبلياً، وسينعكس بالتالي على ساحة الصراع الإقليمي والدولي، لما تُمثله الأزمة السورية من أهمية تتخطى حدود الجغرافيا السورية.
ثانياً: يُثبت ما يجري أن واشنطن فشلت في مشروعها المتعلق بالمناطق الآمنة، والذي هدفت من خلاله الى قطع الإتصال الجغرافي بين أطراف محور المقاومة، الأمر الذي يبدو بوضوح أنه لم يتحقق، بل إن أحداث البادية الأخيرة، تأخذ الأمور نحو منحى آخر يتعلق بترسيخ وحدة المعركة بين أطراف المحور وتُساهم في بناء التكامل العسكري للميدان.
ثالثاً: تدل الأحداث المتسارعة على فشل حلفاء أمريكا والأطراف المدعومة منها في الميدان السوري، في تحقيق أي إنجاز نوعي، بل وعلى العكس، ومنذ الإنتصار الكبير الذي تحقق في معركة حلب، بدأ التحول النوعي في موازين القوى المتصارعة على الساحة السورية، لتصل الأمور الى مرحلة إيجاد القدرة على التنبؤ بقرب زوال تنظيم داعش الإرهابي، دون أن يكون قد تحقق لأمريكا أي هدف.
رابعاً: تمكنت القوات العراقية والسورية ومن خلال تنسيقها الإستراتيجي الميداني، من توسيع دائرة الأمان العسكري حول المناطق، لا سيما دمشق والموصل. وهو ما يجب قراءته على أنه إنجاز نوعي لهذه القوات مع الأخذ بعين الإعتبار أهمية النتائج والمساحة الجيوعسكرية للصراع والوقت القصير الذي احتاجته.
خامساً: في ظل السعي الأمريكي لتفعيل معركة الجنوب السوري، ومحاولة الإستفادة من نقاط ضعف الحدود السورية العراقية، استطاعت قوات الجيشين السوري والعراقي، وبالتعاون مع الحلفاء لا سيما الحشد الشعبي وحزب الله، إسقاط هذه المعادلة، وإعادة الأمن للحدود وتأمين الطريق بين البلدين، وبالتالي القضاء على رهانات واشنطن وحلفاءها من الدول والأطراف الإرهابية.
سادساً: لا بد من الإشارة الى أن هذا الإنجاز حصل كنتيجة لتضحيات الجيش السوري والإلتحام الشعبي حوله، بالإضافة الى تضحيات الجيش العراقي والإتحاد الشعبي حوله لا سيما من خلال قوات الحشد الشعبي. ليكون الإنجاز ثمرة القرار السياسي والعسكري الموحَّد لمحور المقاومة والحلفاء.
إذن، تتسارع الأحداث على الساحة السورية والتي أصبحت عبر التنسيق بين الطرفين العراقي والسوري مرتبطة من حيث النتائج. فالأهداف الموحَّدة للطرفين، والقدرة على إيجاد التناغم العسكري الميداني، يساهم في خلق واقعٍ يمنع المشاريع الأمريكية من التحقق. بل يُساهم في تأمين مساحة من الأمان الجيوعسكري، والذي يات يُشكل نقطة قوة لأطراف محور المقاومة. في حين يمكن القول وبوضوح، أن تطورات الحدود السورية العراقية، دفنت حتماً مشروع أمريكا وحلفائها!
https://t.me/wilayahinfo