ضل زيارة أولاد الأئمة (عليهم السلام) و أصحابهم
عن عمرو بن عثمان الرازي قال ،سمعت أبا الحسن الأول (عليه السلام) ، يقول : ( من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي موالينا ، يكتب له ثواب زيارتنا ، و من لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا ، يكتب له ثواب صلتنا ) ، ( كامل الزيارات ص 319 بحار الأنوار ج 95 ص 295 ب 6 ح 1).
و قال السيد علي بن طاووس – قدس الله روحه -: ( ذكر زيارة قبور أولاد الأئمة صلوات الله عليهم و سلامه ، إذا أردت زيارة أحد منهم، كالقاسم بن الكاظم (عليه السلام) أو العباس بن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أو علي بن الحسين (عليه السلام) المقتول بالطف ، و من جرى في الحكم مجراهم ، تقف على قبر المزور منهم صلوات الله عليهم ) و قل:
( السلام عليك أيها السيد الزكي ، الطاهر الولي ، و الداعي الحفي ، أشهد أنك قلت حقا ، و نطقت صدقا ، و دعوت إلى مولاي و مولاك علانية و سرا ، فاز متبعك و نجا مصدقك ، و خاب و خسر مكذبك ، و المتخلف عنك ، اشهد لي بهذه الشهادة لأكون من الفائزين بمعرفتك و طاعتك ، و تصديقك و إتباعك. و السلام عليك يا سيدي و ابن سيدي ، أنت باب الله المؤتى منه ، و المأخوذ عنه أتيتك زائراً ، و حاجاتي لك مستودعا ، و ها أنا ذا أستودعك ديني و أمانتي ، و خواتيم عملي ، و جوامع أملي ، إلى منتهى أجلي ، و السلام عليك و رحمة الله و بركاته ) .
و من المعلوم حاله من بينهم بالجلالة ، و المعروف بالنبالة جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) المدفون بمؤتة ، و فاطمة بنت موسى (عليهما السلام) المدفونة بقم ، و عبد العظيم الحسنى رضي الله عنه المدفون بالري ، و علي بن جعفر (عليه السلام) المدفون بقم ، و جلالته أشهر من أن تحتاج إلى البيان.
و أما كيفية زيارتهم ، فلم يرد فيها خبر على الخصوص ، و تجوز زيارتهم بما ورد في زيارة سائر المؤمنين ، و يجوز تخصيصهم بالخطاب بما جرى على اللسان ، من ذكر فضلهم ، و التوسل و الاستشفاع بهم ، و بآبائهم الطاهرين (عليهم السلام).
و كذا يستحب زيارة المراقد المنسوبة إلى الأنبياء (عليهم السلام) كإبراهيم ، و إسحاق ، و يعقوب ، و ذي الكفل ، و يونس ، و غيرهم ، صلوات الله عليهم أجمعين.
وكذا يستحب زيارة كل من يُعلم فضله ، و علو شأنه و مرقده و رمسه من أفاضل صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) ، كسيد الشهداء حمزة أوسائر الشهداء كسلمان ، و أبي ذر ، و المقداد ، و عمار ، و حذيفة ، و جابر الأنصاري.
و كذا أفاضل أصحاب كل من الأئمة (عليهم السلام) المعلوم حالهم من كتب رجال الشيعة ، كميثم التمار ، و رشيد الهجري ، و قنبر ، و حجر بن عدي ، و أبي بصير ، و الفضيل بن يسار و أمثالهم مع العلم بموضع قبرهم.
و كذا المشاهير من محدّثي الشيعة و علمائهم ، الحافظين لآثار الأئمة الطاهرين و علومهم ، كالنواب الأربعة ، و الصدوق و المفيد و السيدين الجليلين المرتضى و الرضي و العلامة الحلي و غيرهم رضي الله عنهم.
وم قابر قم مملوءة من الأفاضل و المحدّثين، و تعظيمهم من تعظيم الدين ، و إكرامهم من إكرام الأئمة الطاهرين ، صلوات الله عليهم أجمعين.
و يكفي في عظمة السيد عبد العظيم الحسني (رضوان الله تعالى عليه) ما ورد عن الأئمة (عليهم السلام) فيه : ( فعن محمد بن يحيى ، عمن دخل على أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليهما السلام) من أهل الري ، قال: دخلت على أبي الحسن العسكري (عليه السلام) ، فقال لي: أين كنت؟ ، فقلت: زرت الحسين (عليه السلام) .
فقال: أما إنك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين بن علي (عليهما السلام) ) ،( وسائل الشيعة ج 14ص 575 ب 93 ح [19849] ).
و روي : ( إن من زار قبره ، وجبت له الجنة ) ، ( و هذا الخبر رواه أيضاً الشهيد في (حواشي الخلاصة).
و قال المحقق الداماد: ( إن الروايات في فضل زيارة عبد العظيم متضافرة ).
لذلك تعظم الشيعة حتى اليوم مزاره لأنه رمز التضحية و العمل الإسلامي الهادف.