إن العدو يسعى من خلال نشره للثقافة الخاطئة وثقافة الفساد والفحشاء أن يسلب شبابنا منا، العمل الذي يقوم به العدو ثقافياً (ترويج الفساد والفحشاء)، يجب أن لا نسميه بالهجوم الثقافي، إنما يجب أن نسميه بالغزو الثقافي، بالغارة الثقافية وبالقتل العام الثقافي، أمام هذا الغزو الذي يشنه العدو علينا، من الذي يمكنه الدفاع عن الفضائل هذه؟ الذي يستطيع هو ذلك الشاب المؤمن غير المتعلق بالدنيا، ولا بمصالحه الشخصية والقادر على التصدي للدفاع عن الفضائل، فذاك الملوث والمبتلى لا يمكنه الدفاع عن الفضائل، إنما هذا الشاب المخلص يمكنه الدفاع، فالشاب المخلص يمكنه الدفاع عن الثورة والإسلام والفضائل والقيم الإسلامية، لذلك قلت قبل فترة أن يقوم الجميع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والآن أكرر ذلك، انهوا عن المنكر، فهذا واجب عليكم، وهذه مسؤوليتكم الشرعية، كما أنه اليوم هو جزء من مسؤوليتكم الشرعية والثورية والسياسية.
البعض يكتبون لي رسائل والبعض يتصل بي هاتفياً، يقولون: نحن ننهي عن المنكر ولكن المعنيين الرسميين لا يكونون بجانبنا إنما في الطرف المقابل، أنا أقول كلا، لا يحق للمعنيين الرسميين سواء من المفوضين في الأمن الداخلي أم القضاء، الدفاع عن المجرم، يجب عليهم أن يدافعوا عن الآمر والناهي الشرعي، يجب على جميع أجهزة حكومتنا الدفاع عن الآمر والناهي عن المنكر، وهذا واجب، إذا كان أحد يصلي وقام شخص آخر بمهاجمة المصلي، أجهزتنا عمن يجب أن تدافع؟ عن المصلي، أم ذاك الذي يسحب (السجادة) من تحت جبهته؟ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو كذلك، الأمر بالمعروف هو واجب كالصلاة، في خطبة نهج البلاغة يقول: “وما أعمال البرّ كلها والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلاّ كنفثة عند بحر لجّي”، أي أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في مقياسه الواسع والعام، أعلى من الجهاد أيضاً، فإنه يثبت أسس الدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الذي يثبت أساس الجهاد.
وهل يمكن للمفوضين والمسؤولين أن يساووا بين الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر وبين الآخرين، فكيف إذا وصل الحال إلى أن يؤيدوا الطرف المقابل للآمر والناهي؟ طبعاً، يجب على الشاب من حزب الله أن يكون واعياً، يجب أن يفتح عينيه ولا يسمح لأحد أن ينفذ إلى صفوفه ليوجد فساداً باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويشوّه وجه حزب الله، يجب عليكم أن تحذروا، وهذا الأمر هو على عاتقكم، أنا على يقين حيث أن تجارب السنين الأخيرة قد أثبتت أنه بمجرد أن يأتي الشباب المؤمن وحزب الله إلى الساحة يقوم عدد من العناصر المزيفة والكذابة، بممارسة الفساد باسم هؤلاء الشباب المؤمنين ليسيئوا بنظرة المسؤولين تصرفات القوات المؤمنة وحزب الله والشعب.
كونوا على حذر، إن قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي كالصلاة، تحتاج إلى تعليم، يجب عليكم أن تذهبوا وتتعلموا مسائلها، أين وكيف يجب أن يقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ طبعاً أقول وقلت سابقاً، تكليف عامة الناس في المجتمع الإسلامي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان، إذا وصل الأمر إلى التصادم، ذلك يكون على عاتق المسؤولين فهم يجب أن يتدخلوا ويواجهوا ذلك، ولكن باللسان، والأهم هو هذا الذي يكون باللسان، فالذي يصلح المجتمع هو النهي عن المنكر باللسان، ذلك الإنسان السيّء التصرف، وذلك الإنسان المتخلف، وذلك الإنسان الذي يشيع الفحشاء، وذلك الذي يريد نشر الذنوب القبيحة في المجتمع، إذا قام الناس بنهيه، عشرة، مائة، ألف شخص، الأفكار العامة، ستؤثر على وجوده وذهنه، وستثقل عليه وهذا أشد الأشياء حدة.
القوات المؤمنة والتعبئة وحزب الله أي عامة الناس المؤمنة هذه، أي هذه الأكثرية العظيمة في بلدنا العزيز، وأنتم الذين أدرتم الحرب، ونفس هؤلاء الذين منذ بداية الثورة حتى الآن واجهوا وواكبوا كل الأحداث، بحيث لولا هذه القوات الشعبية ولولا هذه التعبئة، ولولا وجود قوة حزب الله العظيمة هذه لخسرنا الحرب، ولفشلنا في مواجهتنا لمختلف أعدائنا خلال هذه السنوات، ولكنّا قابلون لتلقي الصدمات، فقد أرادوا لمعاملنا أن تعطل، ولكن العناصر، وحزب الله من داخل المصنع كانوا يتصدّون لهم، أرادوا إحراق مزارعنا في بداية الثورة، قوات حزب الله، كانت تنهض من وسط الصحاري والقرى والمزارع وتصفعهم على أفواههم، وطبعاً على صعيد الحرب والجبهات الكل يعرف ماذا كان دورهم، فهؤلاء، هم تلك القوة الأساسية في هذا البلد، وأن النظام الإسلامي مستند على هذه القوة، إذا كانت هذه العناصر المؤمنة وقوات حزب الله مع النظام ومع الدولة وهم كذلك والحمد لله لا يمكن لأي عدوان يواجه الجمهورية الإسلامية.
وإذا كانت هذه القوة العظيمة وهذه القوة الشعبية الهائلة والتي لا تهزم جنباً إلى جنب مع المسؤولين وخلفهم وهم كذلك والحمد لله لا يمكن لأي عدوان أن يواجه الجمهورية الإسلامية، وهذا ما يخاف منه أعداؤنا، منذ فترة والأجهزة الإعلامية الأمريكية والصهيونية تتهم الجمهورية الإسلامية من خلال الإعلام العالمي بالتجهز العسكري وزيادة التسلح فيقولون هؤلاء عندهم سلاح إبادة جماعية، بدأوا بصنع السلاح النووي، وجاءوا بالرأس النووي من المكان الفلاني، والأمر لو تأمل به أي عاقل في العالم سيفهم أن هذا كذب، هل القنابل الذرية شيء يمكن نقله من بلد إلى آخر دون أي ضجة؟ ولكن على الرغم من أنهم يعرفون أن هذا كذب، يروّجون الشائعات لأجل أن يشوّهوا وجه النظام الإسلامي ويجعلوا منه وكأنه ضد استقرار السلم في العالم.
إنها إحدى المساعي الخبيثة التي تقوم بها أمريكا والصهيونية ضد الجمهورية الإسلامية، أنا أقول، أنتم أخطأتم بأنكم تصورتم أن قوة الجمهورية الإسلامية في تجهيزها للقنبلة الذرية أو تصنيعها في الداخل، فقوة الجمهورية الإسلامية ليست بهذا، لو كان بهذا، فالبلدان الكبيرة عندها المئات من ذلك، لو كان بمقدور أحد أن ينتصر على آخر بالقنابل الذرية لكانت حتى الآن قد أزيلت الجمهورية الإسلامية بواسطة أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق وسائر القوى الخبيثة في العالم لأكثر من مرة.
فالذي يعطي القوة للنظام الإسلامي التي عجزت أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق وسائر القوى الصغيرة والكبيرة حتى اليوم عن مواجهتها وسوف لا يقدرون على مواجهتها هي قوة الإيمان.
يجب على الجمهورية الإسلامية أن تحفظ هذه القوة العظيمة، أنتم أيها الشباب يجب أن تكونوا دائماً في الساحة، يجب أن تبيّنوا دائماً بأن الجمهورية الإسلامية غير قابلة لتلقي الصدمات، يجب على كل المؤمنين أن يعملوا شيئاً نقطع به أمل أمريكا والصهاينة وسائر الأعداء.
نسأل الله المتعالي أن يحفظكم جميعاً أيها المؤمنون المتقون والمضحون، ويجعل قلب صاحب العصر والزمان المقدس وأرواحنا فداه راضياً عنكم إن شاء الله، وتسقط كل مكائد ومؤامرات العدو وتفشل بقوة إيمانكم وحضوركم في الساحة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (دام بركاته)
الولاية الاخبارية