اجوبة الإستفتاءات – الامام الخامنئي 21
23 أبريل,2018
فقه الولاية
794 زيارة
كتاب الطهارة / الوسوسة وعلاجها
الوسوسة وعلاجها
س311: منذ عدة سنوات وأنا مبتلى ببليّة الوسواس، وهذا الموضوع يعذبني جدّاً، ويوماً بعد يوم تشتدّ حالة الوسواس هذه، حتى إنني اشك في كل شيء، وحياتي قائمة كلها على الشك، وأكثر شكي حول الطعام والأشياء الرطبة، ولهذا لا أستطيع التصرف كباقي الناس الإعتياديين، وعندما أدخل الى مكان أخلع جوربي مباشرة لأنني أتصور أن جوربي عرقت، وسوف تتنجس على أثر ملامسة النجس، حتى إنني لا أستطيع الجلوس على السجادة، وإذا ما جلست فسأقوم بتحريك نفسي دوماً لكي لا تلتصق شُعيرات السجادة بملابسي فأكون مضطراً الى تطهيرها بالماء، وفي السابق لم أكن هكذا، ولكنني الآن أخجل من أعمالي هذه ودائماً أحبّ أن أرى أحداً في عالم الرؤيا وأطرح عليه أسئلتي، أو أن تقع معجزة تُغير حياتي وأرجع الى حالتي السابقة، ولهذا أرجو منكم إرشادي.
ج: أحكام الطهارة والنجاسة هي نفسها التي فصّلت في الرسائل العملية، وشرعاً فإن كل الأشياء محكومة بالطهارة، إلاّ التي حكم الشارع بنجاستها، وحصل للإنسان يقين بها. والتخلّص من الوسواس في هذه الحالة لا يحتاج الى الأحلام أو وقوع معجزة، بل يجب على المكلف أن يضع ذوقه الشخصي جانباً ويكون متعبداً بتعليمات الشرع المقدّس ويؤمن بها، ولا يعتبر الشيء الذي لا يقين بنجاسته نجساً، أنت من أين لك يقين بأن الباب، والجدار، والسجادة، وسائر الأشياء التي تستخدمها نجسة، وكيف تيقّنت بأن شعيرات السجادة التي تمشي أو تجلس عليها نجسة، وأن نجاستها سوف تسري الى جوربك، ولباسك، وبدنك؟! وعلى كل حال لا يجوز لك في حالتك هذه الإعتناء بالوسواس، فمقدار من عدم الإعتناء بوسواس النجاسة والتمرّن على عدم الإعتناء سوف يساعدك (إن شاء اللّه وبتوفيق من اللّه تعالى) على إنقاذ نفسك من قبضة الوسواس.
س312: إنني امرأة عندي عدة أولاد وخرّيجة دراسات عليا، والمشكلة التي أعاني منها هي مسألة الطهارة، ولأنني نشأت في عائلة متدينة وأريد مراعاة جميع التعاليم الإسلاميّة، وبما أنني صاحبة أولاد صغار فأنا مشغولة دوماً بمسائل البول والغائط، وأثناء تطهير البول فان ترشحات إناء التخلية (السيفون) تتناثر فتصيب الرجلين والوجه وحتى الرأس أيضاً، وفي كل مرة تُواجِهُني مشكلة تطهير تلك الاعضاء، وهذه سببت لي مشاكل عديدة في حياتي، ومن ناحية لا يمكنني عدم مراعاة هذه الأمور لأنها ترتبط بعقيدتي وديني، حتى إنني راجعت طبيباً نفسانياً، ولكن لم احصل على نتيجة، بالإضافة الى أمور أخرى أُعاني منها من قَبيل غبار الشيء النجس، أو مراقبة أيدي الطفل النجسة التي إما يجب أن أطهّرها أو ابعدها عن ملامسة أشياء اخرى، علماً أن تطهير الشيء النجس عمل شاق جدّاً بالنسبة لي لكن في الوقت نفسه يسهل عليّ غسل نفس تلك الأواني والملابس حينما تكون متسخّة فقط. ولهذا أرجو من مقامكم الكريم أن تسهّلوا عليّ العيش بارشاداتكم.
ج: 1 ـــ في باب الطهارة والنجاسة الأصل هو الطهارة في نظر الشرع المقدس، يعني في أي موضع يحصل لكِ أقل ترديد في حصول النجاسة فالواجب أن تحكمي بعدم النجاسة.
2 ـــ الذين لديهم حساسية نفسية شديدة في أمر النجاسة (ومثل هذا يسمّونه وسواسياً في إصطلاح الفقه الإسلامي) حتى إذا تيقنوا بالنجاسة في بعض الموارد يجب عليهم أن يحكموا بعدم النجاسة بإستثناء الموارد التي يشاهدون حصول التنجس بأعينهم، بحيث إذا رآه أي شخص آخر يجزم بسراية النجاسة، ففي مثل هذه الموارد فقط يجب أن يحكموا بالنجاسة. وهذا الحكم مستمر بالنسبة الى هؤلاء الأشخاص حتى ترتفع الحساسية المذكورة كلّياً.
3 ـــ كل شيء، أو أي عضوٍ يتنجس، يكفي في تطهيره، بعد زوال عين النجاسة غسله مرة واحدة فقط من ماء الأنبوب، ولا يجب التكرار في الغسل أو الوضع تحت الماء، وإذا كان ذلك الشيء المتنجس من القماش وأمثاله فالأحوط أن يعصر أو يحرّک بالمقدار المتعارف حتى يخرج منه الماء.
4 ـــ وبما أنكِ مبتلاةٌ بنفس تلك الحساسية الشديدة في مقابل النجاسة فاعلمي أنّ الغبار النجس ليس نجساً في أية صورة بالنسبة اليكِ، ومراقبة يد الطفل الطاهرة أو النجسة غير لازمة، ولا يلزم التدقيق في أن الدم زال عن البدن أم لا، وهذا الحكم باقٍ بالنسبة لكِ الى أن تزول منكِ هذه الحساسية كلّياً.
5 ـــ الدين الإسلامي لديه أحكام سهلة وسمحاء، ومنسجمة مع الفطرة البشرية فلا تعسّريها عليكِ، ولا تلحقي الضرر والأذى بجسمكِ وروحك من جرّاء ذلك، وحالة القلق والإضطراب في هذه الموارد تضفي المرارة على الأجواء الحياتيّة، وان الباري عزّ اسمه غير راض عن عذابك وعذاب من ترتبطين معهم، أشكري نعمة الدين السهل، وشُكر تلك النعمة عبارة عن العمل طبقاً لتعليماته تعالى.
6 ـــ هذه الحالة حالة عابرة وقابلة للعلاج، وكثيرٌ من الأشخاص بعد الإبتلاء بها استراحوا منها بالعمل وفقاً للتدريب المذكور، توكلي على اللّه تعالى، وأريحي نفسكِ بالهمة والإرادة.
2018-04-23