التوتر والقلق أصبح يلازم المرء الصغير قبل الكبير ولا أحد ينحو من هذا الشعور المرعب خاصة في عصر الضغوطات النفسية سواء في المنزل أو في العمل أو حتى في الدراسة، حيث ظل ارتفاع ضغط الدم عند الإنسان والضغط العصبي لغزاً محيراً للعلماء على مدى سنوات طويلة، ولم يتمكنوا من معرفة السبب الحقيقي وراء ذلك ، إلا بعد دراسات و اجتهادات علمية
حتى توصل عدد من الباحثين بجامعة إمورى في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن أحد أنواع الخلايا المناعية في جسم الإنسان هي المسئولة عن ذلك.
وفي هذه الناحية أشار الباحثون إلى أن خلايا “T cells” المناعية، و التي تقي الجسم من الإصابات البكتيرية والفيروسية، هي المسئولة عن رفع ضغط الدم عند التعرض لموجات من الضغط العصبي والنفسي، وذلك بعد دراسات وأبحاث عديدة أجريت على فئران التجارب.
و بين المسئول الرئيسي عن هذه الدراسة الدكتور بول مارفر إلى أنهم كانوا يعرفون سابقاً أن التوتر والضغط العصبي يؤثران بالسلب على الجهاز المناعي للإنسان، ويرفعان من فرص الإصابة بمرض الضغط، مؤكداً أنها المرة الأولى التي يتم فيها دراسة تأثير خلايا “تي” على رفع الضغط الدموي من عدمه، وذلك حسب ما نشر في دورية”Biological Psychiatry”.
ومن جانب آخر قام الباحثون بوضع عدد من فئران التجارب تحت ضغط نفسي وعصبي، وذلك بحبسهم في مكان ضيق لمدة ساعة كاملة، ثم قاموا بنقلهم إلى قفص حديدي آخر، في الوقت الذي قاموا فيه بتحرير عدد آخر من الفئران من هذا القفص، ليزيدوا من الضغط العصبي عليهم، وتركوهم ساعتين على هذا الوضع، وقاموا بتكرار هذا الموقف يومياً لمدة أسبوع كامل.
وبعد ذلك قاموا بحساب الضغط الانقباضي للفئران، فلاحظوا ارتفاعا في الضغط الدموي لدى الفئران الطبيعية، التي تحتوى أجهزتها المناعية على خلايا “تي”، في الوقت الذي لم يتغير الضغط لدى الفئران التي تفتقر لخلايا “تي”، ثم قاموا بحقن خلايا “تي” لهذه الفئران ليجدوا أن ضغطهم الدموي بدأ في الارتفاع كباقي الفئران الطبيعية، وهو ما يثبت دور خلايا “تي” في رفع ضغط الدم.