الرئيسية / مقالات متنوعة / فتنة السويداء بوابة لحزام أمني سوري وشرارة لضرب الداخل اللبناني

فتنة السويداء بوابة لحزام أمني سوري وشرارة لضرب الداخل اللبناني

محمد الحسيني

كشفت حرب الأيام الأربعة التي دارت رحاها في السويداء بدءًا من 13 تموز/يوليو بين أبناء طائفة الموحّدين الدروز من جهة وقبائل البدو وقوات الأمن التابعة لنظام الجولاني (أحمد الشرع) في سورية من جهة ثانية عن فظائع كبيرة ومشاهد مروّعة للمئات من الضحايا –تجاوزت الـ 500 قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان- واستحضرت واقع المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال يوميًا بحق الفلسطينيين في قطاع غزّة. 

وعلى الرغم من أن حكومة الجولاني نأت بنفسها عن تحمّل مسؤولية ارتكاب الجرائم بحق المدنيين وأبناء العشائر في السويداء وريفها مدّعية أنها من فعل مجموعات “خارجة عن القانون”، إلا أن الوقائع تحدثت عن إقدام عناصر تابعة لوزارتي الداخلية والدفاع على تنفيذ عمليات إعدام ميدانية طالت عشرات المدنيين في الشوارع وداخل المنازل وفي مشفى السويداء الوطني، فيما تؤكد أرقام القتلى من هذه العناصر –تجاوز العدد 240 فردًا من عناصر النظام- مشاركتها في الاشتباكات بشكل مباشر.

شكّلت التطوّرات الميدانية المتسارعة في الجنوب السوري فرصة أمام العدوّ “الإسرائيلي”  للتدخّل بذريعة حماية الدروز، وقصفت طائراته الحربية 160 هدفًا في سورية من بينها مباني وزارة الدفاع ورئاسة الأركان وقصر الرئاسة في قلب دمشق، وفرضت بغطاء أميركي وقف الاشتباكات وانسحاب قوات الأمن السوري من السويداء بعد اتفاق مع مشايخ الدروز، إلا أن تجدّد الاشتباكات أمر مرجّح كثيرًا مع تواجد مجموعات مسلّحة في الأرياف تتحيّن الفرصة لاستتئناف عمليات القتل، وفي المقابل رُصدت عمليات نزوح واسعة لعشائر البدو في السويداء خوفًا من عمليات انتقامية.

وفي هذا السياق بعث بنيامين نتنياهو برسالة ميدانية من خلال توغّل قوة برية عسكرية “إسرائيلية” مدرّعة انطلاقًا من الجولان السوري المحتل في ريف دمشق الجنوبي، ووصلت إلى بلدة قطنا على بعد 10 كلم من العاصمة دمشق، فيما أفادت هيئة البث “الإسرائيلية” بأن رئيس أركان العدوّ إيال زمير أوعز بنقل قوات من الفرقتين 36 و98 العاملة في قطاع غزّة إلى هضبة الجولان، ما يعني تهديدًا مباشرًا للنظام السوري وإجراءً ميدانيًا سوف تتبعه خطوات لاحقة تضع منطقة الجنوب السوري تحت السيطرة العسكرية والأمنية “الإسرائيلية” المباشرة.

وقد أعادت هذه التطوّرات طرح سيناريوهات قديمة وجديدة بشأن الدور “الإسرائيلي”  ومستقبل المنطقة، خصوصًا لجهة سعي “إسرائيل” إلى إقامة منطقة عازلة في الجنوب السوري. وقد أعلن نتنياهو صراحة عن الأهداف والإجراءات المدوّنة في أجندته وأولها نزع السلاح في المنطقة الممتدة من الجولان حتّى جبل الدروز، وثانيها السعي إلى جمع مكوّن درزي مستقل. ويعني هذان الأمران التمهيد لإنشاء كيان ذي نطاق جغرافي بحكم الأمر الواقع، حيث يتمركز الدروز في مناطق السويداء والقنيطرة ودرعا وصولًا إلى الجولان المحتل، بما يوحي برسم خارطة كانتون درزي منفصل عن الدولة السورية ويحظى باعتراف وحماية “إسرائيلية” مباشرة.

إن تصريح نتنياهو “لن نسمح للقوات العسكرية بالنزول جنوب دمشق وبالاعتداء على الدروز” أتى بمثابة إعلان مباشر بأن المرحلة المقبلة ستشهد تكرارًا لتطبيق نموذج “الحزام الأمني” الذي اقامه الاحتلال في جنوب لبنان في العام 1985، حيث عيّنت حكومة العدوّ العميلين سعد حداد ثمّ انطوان لحد على رأس ما سمّي بـ”دولة لبنان الحر” وقيادة “جيش لبنان الجنوبي”، فضلًا عن دور هذا الحزام المعلن آنذاك في إبعاد خطر سقوط صواريخ الكاتيوشا على المستوطنات الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة.

والجانب الآخر من هذا النموذج هو دق إسفين بين مكوّنات الشعب الواحد والطائفة الواحدة من جهة وبين الدروز وغيرهم من أبناء الطوائف الأخرى والسنّة على وجه التحديد من جهة ثانية، حيث تعمّد نتنياهو التذرّع بأن التدخل العسكري “الإسرائيلي”  في سورية جاء بطلب من زعيم الطائفة الدرزية في “إسرائيل” الشيخ موفق طريف الذي ناشده مدّ يد العون للدروز وحمايتهم من نظام الجولاني، فيما انقسم الدروز وقياداتهم في سورية ولبنان بين من يطالب بالحفاظ على الانتماء العربي والانضواء تحت لواء الدولة، وبين من ينادي بالالتحاق بالعدو “الإسرائيلي”  كونه الجهة التي تحفظ للدروز الأمن والحماية من عمليات القتل والإبادة.

ما سبق يتيح لنتنياهو تسويغ سعيه لإقامة منطقة عازلة وفق ذرائع عدة أهمها:

منع أي وجود عسكري “معادٍ” بالقرب من الحدود وعلى طول هضبة الجولان المحتلة، ومنع أي فصيل مسلّح من سورية أو لبنان من التمركز في هذه المنطقة، أو الاستفادة منها في شنّ الهجمات على المواقع “الإسرائيلية”.

جعل جنوب سورية منطقة خالية من السلاح، إلا بما تسمح به “إسرائيل” لأبناء الطائفة الدرزية ووفق قوانينها وإجراءاتها العسكرية، وهذا يعني منع أي تواجد عسكري للسلطة المركزية السورية مهما بلغ حجم هذا التواجد ونوعه.

ضمان الأمن بذريعة حماية الدروز كونهم يشكّلون خطًا حيويًا يطال الأمن القومي “الإسرائيلي”، فالامتداد بين جنوب سورية وشمال فلسطين لا يقتصر على الجانب الجغرافي فحسب بل يشمل أيضًا الامتداد الطائفي والمذهبي ما بين دروز سورية ودروز فلسطين.

إضعاف سورية كيانًا ودولة ونظامًا والإمعان في شرذمتها، حيث إن المصلحة “الإسرائيلية” تقضي بعدم وجود أي كيان مجاور لفلسطين المحتلة يمتلك القدرات التي يرى فيها العدوّ احتمالًا لتشكيل تهديدات تستهدفها في أي ظرف كان، ومن شأن الكانتون الدرزي أن يوفر نوعًا من الشريط العازل الذي يوفّر هذا المستوى من الحماية.

إن التدخل “الإسرائيلي”  المباشر على خط الأزمة المفتعلة في الجنوب السوري سيوف يلقي بثقله على تطوّرات المرحلة المقبلة، وفي حال نجح نتنياهو في تحقيق هدفه الفتنوي في جنوب سورية، فقد تتدحرج الأمور سلبًا باتّجاه خلق كيانات متناحرة على خلفيات طائفية مغلّفة بطموحات سلطوية تأخذ شكل الدويلات، ومن الطبيعي أن تمتد تداعيات هذا التناحر إلى الداخل اللبناني مع بروز موجة شحن طائفي ومذهبي قد تأخذ بلبنان مجددًا إلى دوامة الحرب الأهلية وتصاعد خطاب التقسيم والفدرلة، والمستفيد الأول هو “إسرائيل”.

إقرأ المزيد

الإمام الخامنئي: الكيان الصهيوني انهار تقريباً تحت ضربات الجمهورية الإسلامية

الإمام الخامنئي يؤكد على ضرورة التحرك المؤثر لوقف الجرائم في غزّة

الإمام الخامنئي: إيران لا تنتظر الأذن من أحد لتخصيب اليورانيوم

ياراحلا من بيننا وانت مغفور الذنوب ( أنا على العهد )

الشيخ قاسم: لبنان أمام تهديد وجودي وحاضرون للمواجهة الدفاعية

الشيخ قاسم: مستعدون لمواجهة “إسرائيل” ولن نقبل بالتطبيع

الشيخ نعيم قاسم: ديننا يدعونا لحب الوطن والدفاع عنه والتمسك بأرض ‏الآباء والأجداد

الشيخ قاسم: نرفض أنْ يهدّدنا أحد ولا نقبل تسليم سلاحنا للعدو “الإسرائيلي”

كلمة الشيخ نعيم قاسم في الليلة الخامسة من عاشوراء في المجلس المركزي

الشيخ قاسم: العدوان مرفوض وعلى الدولة القيام بواجبها.. ولن نسكت إلى الأبد

السيد الحوثي يؤكد استمرار عمليات المساندة: سلاح المقاومة في لبنان حماية من الاحتلال

السيد الحوثي: نصرتنا لفلسطين خيار لا رجعة عنه

السيد الحوثي: إيران متماسكة والعدو “الإسرائيلي” تورّط في عدوانه عليها

السيد الحوثي: تصعيد العدوان على غزة يدفعنا نحو التصعيد ضدّ العدوّ “الإسرائيلي”

السيد الحوثي: سنصعّد عملياتنا أكثر.. واستهدفنا مطار اللد بـ3 صواريخ في أسبوع

ندعوكم لدعم موقع الولاية الإخبارية ماديارابط الدعوة تليجرام:

https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

رابط الدعوة واتساب:

https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU

رابط الدعوة ايتا :الولاية الاخبارية

سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .

https://eitaa.com/wilayah

آية الله قاسم: التعرّض للإمام الخامنئي إهانة للأمة بأسرها.. وتهديد ترامب جهلٌ وسفاهة

أرقام جيش الاحتلال: إيران أطلقت 530 صاروخًا ومئات المباني تضرّرت

اللواء موسوي: سنجعل العدو ذليلا في حال عدوانه الجديد على ايران

مقالات متنوعة ……….

اذا إيران منتصرة بالحرب الأخيرة..لماذا وافقت على ايقافها؟

ترامب يتطاول ويعلن أنه يريد تصفية الإمام الخامنئي ماهي الاسباب؟

هل الحرب وشيكة؟ بين ايران وامريكا وماهي الاسباب؟

ايران مابعد تبادل القصف مع اسرائيل

إسرائيل أرادت هزيمة إيران، الآن هل هزمت؟

الصدى العالمي لمذيعة قناة أخبار إيران خانم امامي وشجاعتها أثناء الاعتداء

ماذا تستوحي من عيد الغدير في كل سنة وهل من جديد؟

——————-

الإمام الخامنئي شامخ کالجبل

رواية محلل أمريكي عن القواعد الإسرائيلية التي استهدفتها إيران

في رحاب الملحمة الحسينية محرم 1446هجري

في تأبين الراحل الدكتور نزار الحيدري في مؤسسة الابرار الاسلامية في لندن

أستاذ بالحوزة العلمية: الغدير هو إبلاغ الولاية للناس

تفسير الميزان : السيد الطباطبائي

مع الطب في القرآن الكريم – الدكتور محمد علي البار 14

تفسير غريب القرآن

الوجيز في علوم القرآن

علوم القرآن محاضرات القاها حجة الاسلام السيد محمد باقر الحكيم

حزب الله وافاق المستقبل – عبد الستار الجابري

الصوم وكمال الانسان – الدكتور عبد الستار الجابري 02

جِهَادُ التَبْيين في فكر الإمام الخامنئيّ(دام ظله)

وصول الأخيار إلى أصول الأخبار

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

قادتنا كيف نعرفهم (١)

العقل والجهل في الكتاب والسنة – محمد الريشهري

فاسألوا أهل الذكر – الدكتور محمد التيجاني

شبهات وردود – السيد سامي البدري

مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم

محاسبة النفس – الشيخ إبراهيم الكفعمي

أوضاع المرأة المسلمة ودورها الإجتماعي من منظور إسلامي

(( هَلَّ الْمُحَرَّمُ فَالسُّرُورُ مُحَرَّمُ )) – قصيدةٌ من ديوان مدائح الأطهار

الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها) – محمد علي المعلم

قصص الأنبياء – الجزائري ١

تحديث جديد لـ “تليغرام” بميزات تفاعلية تسهّل تنسيق المهام والنشر المدفوع

تفسير الميزان : السيد الطباطبائي

أبناء الرسول صلى الله عليه وأله في كربلاء

على خطى الحسين (عليه السلام) د. أحمد راسم النفيس

شرح نهج البلاغة – ابن أبي الحديد – ج ١

وصول الأخيار إلى أصول الأخبار

الاثنا عشرية في الصلاة اليومية

العقل والجهل في الكتاب والسنة – محمد الريشهري

فاسألوا أهل الذكر – الدكتور محمد التيجاني

شبهات وردود – السيد سامي البدري

بصــــــائر الدرجــــــات

محاسبة النفس – الشيخ إبراهيم الكفعمي

أوضاع المرأة المسلمة ودورها الإجتماعي من منظور إسلامي

الطفل بين الوراثة والتربية

الأسرة وقضايا الزواج

قصص المعصومين (عليهم السلام )

الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها) – محمد علي المعلم

قصص الأنبياء – الجزائري ١

نهج البلاغة – خطب الإمام علي (عليه السلام)

صفات الشيعة – الشيخ الصدوق

كامل الزيارات – جعفر بن محمد بن قولويه 5

تصلب الشرايين وموت خلايا الدماغ تبدأ من سن العشرين

التمـر هندي Tamarindus indica

ماهي افضل اللحوم وهل يوجد تفضيل بعضها على بعض

تحديث جديد لـ “تليغرام” بميزات تفاعلية تسهّل تنسيق المهام والنشر المدفوع

أقراص مُخدّرة داخل أكياس طحين تقدّمها “مراكز المساعدات” الأميركية

تحذير طبي هام.. أدوية شائعة قد تهدد حياتك في الطقس الحار!

“ميتا” تُعلن إيقاف دعم واتساب لعدد من الهواتف القديمة ابتداءً من اليوم

اللهوف في قتلى الطفوف

مآثر العلماء في الطريق الى الله ٧

كتاب معرفة الله – السيّد محمّد حسين‌ الحسيني الطهراني قدّس سرّه

آداب عصر الغيبة – الشيخ حسين كوراني

مآثر العلماء في الطريق الى الله ٦

فلاح السائل – السيد ابن طاووس

آداب شهر محرم الحرام ومستحبات الأعمال فيه

فلاح السائل – السيد ابن طاووس

00

00

شاهد أيضاً

علموا اولادكم الخط والنط وسبح الشط

العبارة: “علِّموا أولادكم الخطَّ والنطَّ وسبحَ الشط”، من المأثور الشعبي وليست حديثًا نبويًا، وغالبًا ما ...