الرئيسية / تقاريـــر / دور حرس الثورة الإسلامية في حفظ الأمن في غرب آسيا

دور حرس الثورة الإسلامية في حفظ الأمن في غرب آسيا

الوقت- لاشكّ أن قوات حرس الثورة الإسلامية في إيران تلعب دوراً مهماً في حفظ الأمن في غرب آسيا لما لها من تأثير كبير في مواجهة الجماعات الإرهابية لاسيّما في العراق وسوريا وعموم المنطقة.

وأثبتت الأحداث أن الحرس الثوري الإيراني نجح بشكل كبير في كسر شوكة الجماعات الإرهابية خصوصاً تنظيم “داعش” وإجهاض المخطط الأمريكي الداعم لهذه الجماعات والرامي إلى تمزيق المنطقة.

كما أثبتت التجارب أن الحرس الثوري يمثل في الحقيقة العمود الفقري لمحور المقاومة الذي يتصدى للمشروع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط وعموم منطقة غرب آسيا.

وتستند الجمهورية الإسلامية في إيران في الدفاع عن الشعوب المظلومة إلى استراتيجية واضحة قائمة على أساس التعاليم الإسلامية النبيلة والسلوك العقلائي في نصرة قضايا الأمة الإسلامية والمصالح الوطنية، ولهذا فهي تتباين مع الدول التي تزعم الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب لكنها في الحقيقة تدعم الفوضى وتسعى إلى سلب الأمن وزعزعة الاستقرار في المنطقة.

تغيير قواعد اللعبة في سوريا

بعد اندلاع الأزمة السورية مطلع عام 2011 ورداً على تدخلات بعض الدول الإقليمية لصالح الجماعات الإرهابية التي سعت للسيطرة على سوريا، سارعت الجمهورية الإسلامية في إيران إلى نصرة الشعب السوري وأعلنت عن استعدادها للتحرك باتجاه تسوية الأزمة بالطرق السلمية، لكنها اضطرت فيما بعد إلى تقديم الدعم العسكري واللوجستي إلى سوريا التي تمثل حلقة مهمة في محور المقاومة وذلك بعد أن أيقنت بأن الحلول الدبلوماسية لن تفضي إلى نتيجة نتيجة إصرار الجماعات الإرهابية المدعومة من الخارج على رفض هذه الحلول.

وتعتقد الجمهورية الإسلامية في إيران بضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة الدول التي تعرضت لهجمة إرهابية شرسة وفي مقدمتها العراق وسوريا، ولهذا سارعت إلى تقديم الدعم لهذين البلدين في كافة المجالات وذلك من خلال التنسيق التام مع حكومتي الدولتين.

وأدركت إيران حجم المؤامرة التي تتعرض لها المنطقة والتي تنفذها أمريكا والدول الحليفة لها من خلال دعمهم للجماعات الإرهابية، ولهذا هبّت لنصرة سوريا والعراق، وقدّمت لهما مختلف أنواع الدعم استجابة لطلب من الدولتين بهذا الخصوص. وقد لعب حرس الثورة الإسلامية دوراً بارزاً في هذا المجال من خلال إرساله مستشارين عسكريين تمكنوا من تغيير موازين القوى لصالح القوات العراقية والسورية والتي نجحت في تحقيق انتصارات باهرة على الجماعات الإرهابية وتحرير المناطق التي كانت تحتلها هذه الجماعات في البلدين.

ولفتت الضربات الصاروخية التي نفّذها الحرس الثوري ضد مواقع ومقرات “داعش” في مدينة “دير الزور” الاستراتيجية قبل عدّة أشهر والتي أسفرت عن مقتل الكثير من عناصره وقيادييه وساهمت بشكل كبير في تمهيد الأرضية لتحرير المدينة من هذا التنظيم الإرهابي على يد الجيش السوري وقوات المقاومة المتمثلة بقوات حزب الله؛ لفتت أنظار المراقبين لما تمتعت به من دقة وسرعة عالية في التنفيذ.

ونتيجة هذه الانتصارات اضطرت القوى الداعمة للإرهابيين إلى الاعتراف بقوة إيران ودورها الفعّال في تغيير موازين القوى لصالح محور المقاومة في المنطقة، ما أرغمها على القبول بمشاركة طهران في جميع المحادثات السياسية الرامية إلى حل الأزمة السورية والتي أثمرت عن إقرار الهدنة في هذا البلد وتعيين مناطق لخفض التوتر أو التصعيد تمهيداً لتسوية الأزمة بشكل نهائي خلال المرحلة المقبلة.

تضييق الخناق على “داعش”

تمكنت قوات حرس الثورة الإسلامية في إيران ومن خلال دعمها للقوات العراقية والحشد الشعبي والقوى الوطنية في هذين البلدين من تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية لاسيّما “داعش” واستعادة المدن المحتلة من قبلها في هذين البلدين، ووجهت لها ضربات ماحقة إلى الحد الذي جعل المراقبين يعتقدون بحتمية زوال هذه التنظيمات أو هروبها من المنطقة على أقل تقدير وهو ما حصل بالفعل في الآونة الأخيرة.

وقد أشاد الكثير من القيادات العراقية والسورية بدعم إيران لبلديهما في التصدي للجماعات الإرهابية، لاسيّما من قبل قوات حرس الثورة الإسلامية وفيلق القدس بقيادة اللواء قاسم سليماني، معربين عن اعتقادهم بأن هذا الدعم هو الذي مكّن العراقيين والسوريين من دحر الجماعات الإرهابية وتحرير المناطق المحتلة من سيطرتها، وكشف في الوقت نفسه زيف المزاعم الأمريكية والدول الحليفة لها التي ادعت محاربة الإرهاب من خلال ما سمّي بـ”التحالف الدولي” الذي قادته واشنطن لكنه تبين أنه مجرد خدعة وغطاء لتحقيق مصالح استراتيجية على حساب دول وشعوب المنطقة.

في الختام لابدّ من التأكيد على أن حرس الثورة الإسلامية سيبقى الحصن المنيع الذي سيقف بوجه أي محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة مهما حاولت أمريكا والقوى الحليفة لها، وهذا ما أثبتته التجارب والأحداث طيلة السنوات الماضية.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...