الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ( عليه السلام )15

مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ( عليه السلام )15

في نبذة من حقوقه علينا ومراحمه إلينا ( عليه السلام )

– منها ما رواه الصدوق في الإكمال ( 1 ) مسندا عن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) عن أبيه
موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين
عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :

ما خلق الله خلقا أفضل مني ، ولا أكرم عليه مني .

قال علي ( عليه السلام ) : فقلت : يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرائيل ؟ فقال ( عليه السلام ) : إن الله تبارك وتعالى
فضل أنبياءه المرسلين على الملائكة المقربين ، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين ،
والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك .

فإن الملائكة لخدامنا ، وخدام محبينا ، يا علي :
* ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ) *

بولايتنا ،

يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حوا ولا الجنة ولا النار ، ولا السماء ولا الأرض ،

وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى التوحيد ومعرفة ربنا عز وجل وتسبيحه
وتقديسه وتهليله !

لأن أول ما خلق الله عز وجل أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتمجيده ،

ثم خلق الملائكة ،

فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا ،

استعظموا أمورنا ،

فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون وأنه منزه عن صفاتنا ،

فسبحت الملائكة أن لا إله إلا الله .

فلما شاهدوا كبر محلنا ، كبرنا الله ، لتعلم الملائكة أن الله أكبر من أن ينال ،

وأنه عظيم المحل فلما شاهدوا ما جعله الله لنا من القدرة والقوة ،

قلنا : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،

لتعلم الملائكة أن لا حول ولا قوة إلا بالله ، فقالت الملائكة : لا حول ولا قوة إلا بالله .

فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا ، وأوجبه من فرض الطاعة قلنا : الحمد لله ، لتعلم
الملائكة ما يحق الله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمه ،

فقالت الملائكة : الحمد لله ، فبنا اهتدوا إلى معرفة الله تعالى وتسبيحه وتهليله وتحميده ،

ثم إن الله تعالى خلق آدم ( عليه السلام ) وأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا وإكراما ،

وكان سجودهم لله عز وجل عبودية ، ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد
سجدوا لآدم كلهم أجمعون ! وإنه لما عرج بي إلى السماء أذن جبرائيل مثنى مثنى .

ثم قال تقدم يا محمد فقلت : يا جبرائيل ، أتقدم عليك ؟ فقال : نعم لأن الله تبارك وتعالى
اسمه فضل أنبيائه على ملائكته أجمعين وفضلك خاصة ، فتقدمت وصليت بهم ولا فخر ،
فلما انتهينا إلى حجب النور ، قال لي جبرائيل تقدم يا محمد . وتخلف عني ، فقلت : يا
جبرائيل ، في مثل هذا الموضع تفارقني ؟ فقال : يا محمد ، إن هذا انتهاء حدي الذي وضعه
الله لي في هذا المكان ، فإن تجاوزته احترقت أجنحتي ، لتعدي حدود ربي جل جلاله ، فزخ
بي ربي زخة في النور حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله عز وجل من ملكوته ،

فنوديت يا

محمد فقلت لبيك ربي وسعديك ، تباركت وتعاليت ، فنوديت : يا محمد أنت عبدي ،

وأنا

ربك فإياي فاعبد ، وعلي فتوكل ، فإنك نوري في عبادي ، ورسولي إلى خلقي ،

وحجتي في بريتي ،

لمن تبعك خلقت جنتي ، ولمن عصاك وخالفك خلقت ناري ، ولأوصيائك أوجبت

كرامتي ، ولشيعتك أوجبت ثوابي .

فقلت : يا رب ، ومن أوصيائي ؟ فنوديت يا محمد ، إن أوصيائك المكتوبون على ساق
العرش ، فنظرت وأنا بين يدي ربي إلى ساق العرش ، فرأيت اثني عشر نورا ، في كل نور سطر
أخضر مكتوب عليه اسم كل وصي من أوصيائي ، أولهم علي بن أبي طالب ، وآخرهم مهدي
أمتي فقلت : يا رب أهؤلاء أوصيائي من بعدي فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي ، وأحبائي ،

وأصفيائي ، وحججي بعدك على بريتي ، وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك ،
وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ، ولأعلين بهم كلمتي ، ولأطهرن الأرض بآخرهم من
أعدائي ، ولأملكنه مشارق الأرض ومغاربها ، ولأسخرن له الرياح ، ولأذللن له الرقاب
الصعاب ، ولأرقينه في الأسباب ، ولأنصرنه بجندي ، ولأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ،
ويجمع الخلق على توحيدي ، ثم لأديمن ملكه ، ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة .
والحمد لله رب العالمين والصلاة على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما .

شاهد أيضاً

20-21-22-23-24 صلوات الليالي ودعوات الايّام في شهر رمضان

صلوات اللّيلة العشرين والحادِية والعشرين والثّانِيَة والعِشرين والثّالِثَة والعِشرين والرّابعة والعِشرين: في كُل مِن هذه ...