مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ( عليه السلام )15
28 فبراير,2018
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
823 زيارة
في نبذة من حقوقه علينا ومراحمه إلينا ( عليه السلام )
– منها ما رواه الصدوق في الإكمال ( 1 ) مسندا عن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) عن أبيه
موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين
عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
ما خلق الله خلقا أفضل مني ، ولا أكرم عليه مني .
قال علي ( عليه السلام ) : فقلت : يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرائيل ؟ فقال ( عليه السلام ) : إن الله تبارك وتعالى
فضل أنبياءه المرسلين على الملائكة المقربين ، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين ،
والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك .
فإن الملائكة لخدامنا ، وخدام محبينا ، يا علي :
* ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ) *
بولايتنا ،
يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حوا ولا الجنة ولا النار ، ولا السماء ولا الأرض ،
وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى التوحيد ومعرفة ربنا عز وجل وتسبيحه
وتقديسه وتهليله !
لأن أول ما خلق الله عز وجل أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتمجيده ،
ثم خلق الملائكة ،
فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا ،
استعظموا أمورنا ،
فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون وأنه منزه عن صفاتنا ،
فسبحت الملائكة أن لا إله إلا الله .
فلما شاهدوا كبر محلنا ، كبرنا الله ، لتعلم الملائكة أن الله أكبر من أن ينال ،
وأنه عظيم المحل فلما شاهدوا ما جعله الله لنا من القدرة والقوة ،
قلنا : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،
لتعلم الملائكة أن لا حول ولا قوة إلا بالله ، فقالت الملائكة : لا حول ولا قوة إلا بالله .
فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا ، وأوجبه من فرض الطاعة قلنا : الحمد لله ، لتعلم
الملائكة ما يحق الله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمه ،
فقالت الملائكة : الحمد لله ، فبنا اهتدوا إلى معرفة الله تعالى وتسبيحه وتهليله وتحميده ،
ثم إن الله تعالى خلق آدم ( عليه السلام ) وأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا وإكراما ،
وكان سجودهم لله عز وجل عبودية ، ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد
سجدوا لآدم كلهم أجمعون ! وإنه لما عرج بي إلى السماء أذن جبرائيل مثنى مثنى .
ثم قال تقدم يا محمد فقلت : يا جبرائيل ، أتقدم عليك ؟ فقال : نعم لأن الله تبارك وتعالى
اسمه فضل أنبيائه على ملائكته أجمعين وفضلك خاصة ، فتقدمت وصليت بهم ولا فخر ،
فلما انتهينا إلى حجب النور ، قال لي جبرائيل تقدم يا محمد . وتخلف عني ، فقلت : يا
جبرائيل ، في مثل هذا الموضع تفارقني ؟ فقال : يا محمد ، إن هذا انتهاء حدي الذي وضعه
الله لي في هذا المكان ، فإن تجاوزته احترقت أجنحتي ، لتعدي حدود ربي جل جلاله ، فزخ
بي ربي زخة في النور حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله عز وجل من ملكوته ،
فنوديت يا
محمد فقلت لبيك ربي وسعديك ، تباركت وتعاليت ، فنوديت : يا محمد أنت عبدي ،
وأنا
ربك فإياي فاعبد ، وعلي فتوكل ، فإنك نوري في عبادي ، ورسولي إلى خلقي ،
وحجتي في بريتي ،
لمن تبعك خلقت جنتي ، ولمن عصاك وخالفك خلقت ناري ، ولأوصيائك أوجبت
كرامتي ، ولشيعتك أوجبت ثوابي .
فقلت : يا رب ، ومن أوصيائي ؟ فنوديت يا محمد ، إن أوصيائك المكتوبون على ساق
العرش ، فنظرت وأنا بين يدي ربي إلى ساق العرش ، فرأيت اثني عشر نورا ، في كل نور سطر
أخضر مكتوب عليه اسم كل وصي من أوصيائي ، أولهم علي بن أبي طالب ، وآخرهم مهدي
أمتي فقلت : يا رب أهؤلاء أوصيائي من بعدي فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي ، وأحبائي ،
وأصفيائي ، وحججي بعدك على بريتي ، وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك ،
وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ، ولأعلين بهم كلمتي ، ولأطهرن الأرض بآخرهم من
أعدائي ، ولأملكنه مشارق الأرض ومغاربها ، ولأسخرن له الرياح ، ولأذللن له الرقاب
الصعاب ، ولأرقينه في الأسباب ، ولأنصرنه بجندي ، ولأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ،
ويجمع الخلق على توحيدي ، ثم لأديمن ملكه ، ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة .
والحمد لله رب العالمين والصلاة على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما .
2018-02-28