الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ( عليه السلام )31

مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ( عليه السلام )31

فإن هذا الحديث يدل على استحباب الدعاء لمن عود نفسه الحج ، كما لا يخفى .
ويأتي في شباهته بالخضر ما يناسب المقام إن شاء الله تعالى .
حياة الأرض به ( عليه السلام )
– روى الصدوق ( ره ) في كمال الدين ( 1 ) بإسناده عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عز
وجل : * ( اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها ) * ( 2 ) قال : يحييها الله عز وجل بالقائم ( عليه السلام ) بعد
موتها . يعني بموتها كفر أهلها ، والكافر ميت .
– وفي كتاب المحجة ( 3 ) عن ابن عباس في قوله تعالى : * ( اعلموا أن الله يحيي الأرض
بعد موتها ) * يعني يصلح الله الأرض بقائم آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) بعد موتها ، يعني من بعد جور أهل
مملكتها * ( وقد بينا لكم الآيات ) * بقائم آل محمد * ( لعلكم تعقلون ) * .
– وعن أبي إبراهيم ( عليه السلام ) ( 4 ) في قول الله عز وجل : * ( يحيي الأرض بعد موتها ) * قال ليس
يحييها بالقطر ، ولكن يبعث الله عز وجل رجالا فتحيي الأرض لإحياء العدل ، ولإقامة الحد
فيها أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحا .
– وفي الجواهر ( 5 ) عن سدير قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : حد يقام في الأرض أزكى فيها من
مطر أربعين ليلة وأيامها .
– وفي المحجة ( 6 ) عن الحلبي أنه سأل أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : * ( اعلموا
أن الله يحيي الأرض بعد موتها ) * قال ( عليه السلام ) : العدل بعد الجور . حلمه يظهر مما يأتي في خلقه إن
شاء الله تعالى .
حياة جمع من أولياء الله بظهوره ( عليه السلام )
يأتي في نفعه إن شاء الله تعالى في حرف النون .
حبه ( عليه السلام ) لنا
يظهر مما مر في تلطفه بنا ، فإن التلطف ثمرة المحبة ، ومما سبق في الباب الثالث في حق
الوالد على الولد ، وما مر في تشييع أمواتنا وبالجملة كل إحسانه إلينا ثمرة حبه لنا إن شاء الله
تعالى .
لكن لا يخفى عليك أن حبه لنا ليس إلا من جهة الإيمان بالله ، والإطاعة له عز وجل ، فإن
أردت حبه صلوات الله عليه لك ، فعليك بإطاعة الله تعالى وإياك إياك أن تؤذيه وتعاديه
بمخالفة الله جل جلاله فتكون ممن قال الله عز وجل في حقه : * ( إن الذين يؤذون الله ورسوله
لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ) * .
– روي في دار السلام عن الباقر ( عليه السلام ) ، أنه قال لجابر الجعفي : ما يتقرب العبد إلى الله
تبارك وتعالى إلا بالطاعة ، ما معنا براءة من النار ، ولا على الله لأحد منكم حجة ، من كان لله
مطيعا فهو لنا ولي ، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو ، ولا ينال ولايتنا إلا بالعمل والورع .
والأخبار في هذا المعنى كثيرة وكما أن إطاعة الله تعالى توجب كمال المحبة ، فكذلك
العصيان يوجب زوالها .
– روي في الكافي ( 1 ) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ما من عبد إلا
وعليه أربعون جنة ، حتى يعمل أربعين كبيرة ، فإذا عمل أربعين كبيرة انكشفت عنه الجنن ،
فيوحي الله إليهم أن استروا عبدي بأجنحتكم فتستره الملائكة بأجنحتها قال : فما يدع شيئا
من القبيح إلا قارفه ، حتى يتمدح إلى الناس بفعله القبيح .
فتقول الملائكة : يا رب هذا عبدك ما يدع شيئا إلا ركبه ، وإنا لنستحيي مما يصنع فيوحي
الله عز وجل إليهم أن ارفعوا أجنحتكم عنه ، فإذا فعل ذلك أخذ في بغضنا أهل البيت ، فعند
ذلك ينهتك ستره في السماء ، وستره في الأرض ، فتقول الملائكة : يا رب هذا عبدك قد بقي
مهتوك الستر ، فيوحي الله عز وجل إليهم لو كانت لله فيه حاجة ما أمركم أن ترفعوا أجنحتكم
عنه .
حكمه ( عليه السلام ) بالحق
– روي في كمال الدين ( 2 ) بإسناده ، عن أبان بن تغلب ، قال : قال أبو عبد الله ، سيأتي في
مسجدكم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، يعني مسجد مكة ، يعلم أهل مكة أنه لم يلدهم آباؤهم
ولا أجدادهم ، عليهم السيوف ، مكتوب على كل سيف كلمة تفتح ألف كلمة ، فيبعث الله
تبارك وتعالى ريحا ، فتنادي بكل واد : هذا المهدي يقضي بقضاء داود وسليمان عليهما
السلام ولا يريد عليه بينة .
– وفيه أيضا ( 1 ) عنه قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) إذا قام القائم ( عليه السلام ) ، لم يقم بين يديه أحد
من خلق الرحمن إلا عرفه ، صالح هو أم طالح ، لأن فيه آية للمتوسمين وهي بسبيل مقيم .
– وفي البحار ( 2 ) عن كتاب الغيبة للسيد علي بن عبد الحميد ( ره ) بإسناده عن أبي
بصير عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال يقضي القائم بقضايا ينكرها بعض أصحابه ممن قد ضرب قدامه
بالسيف وهو قضاء آدم فيقدمهم فيضرب أعناقهم ثم يقضي الثانية فينكرها قوم آخرون ممن
قد ضرب قدامه بالسيف ، وهو قضاء داود ( عليه السلام ) فيقدمهم فيضرب أعناقهم ، ثم يقضي الثالثة
فينكرها قوم آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء إبراهيم ( عليه السلام ) ، فيقدمهم فيضرب
أعناقهم ، ثم يقضي الرابعة وهو قضاء محمد ( صلى الله عليه وآله ) فلا ينكرها أحد عليه .
حكمه بالباطن بمقتضى علمه صلوات الله عليه
– في البحار ( 3 ) عن النعماني عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : بينا الرجل على رأس القائم
يأمره وينهاه إذ قال : أديروه فيديرونه إلى قدامه ، فيأمر بضرب عنقه فلا يبقى في الخافقين
شئ إلا خافه .
– وعن إرشاد الديلمي ( 4 ) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا قام قائم آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) حكم
بين الناس بحكم داود ، لا يحتاج إلى بينة يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما
استبطنوه ، ويعرف وليه من عدوه بالتوسم ، قال الله سبحانه * ( إن في ذلك لآيات للمتوسمين
وإنها لبسبيل مقيم ) * .
– وعن عبد الله بن المغيرة ( 1 ) عنه ( عليه السلام ) قال : إذا قام القائم أقام خمس مائة من قريش
فضرب أعناقهم .
ثم أقام خمسمائة أخرى ، حتى يفعل ذلك ست مرات ، قلت : ويبلغ عدد هؤلاء هذا ؟
قال ( عليه السلام ) : نعم منهم ومن مواليهم .
– وعنه ( عليه السلام ) ( 2 ) قال : إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه ، وحول
المقام إلى الموضع الذي كان فيه ، وقطع أيدي بني شيبة ، وعلقها على باب الكعبة ، وكتب
عليها هؤلاء سراق الكعبة .
أقول : قد مر ما يدل عليه ويأتي إن شاء الله تعالى في قتل الكافرين ، وفي هدم أبنية الكفر
والشقاق والنفاق .

شاهد أيضاً

الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن المعلومات

تكنولوجيا وأمن معلومات  27/03/2024 الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن ...