أكد الشيخ تاج الدين الهلالي عضو المجلس العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ومفتي عام أستراليا الأسبق، أن كلُّ الذين وضعوا أيديهم في يد أميركا في النهاية فهي تستعملهم كالمناديل الورقية ثم ترمي بهم في القمامة.
أجرى موقع Khamenei.ir مقابلة مع سماحة الشيخ تاج الدين الهلالي عضو المجلس العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ومفتي عام أستراليا الأسبق وذلك على هامش المؤتمر العالمي الثاني لاتحاد علماء المقاومة الذي عُقد في بيروت بالتزامن مع الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، وخلال هذه المقابلة تحدث الشيخ الهلالي عن خطورة الفكر الداعشي الذي انتشر في جسد الأمة الإسلامية كما تنتشر الخلايا السرطانية ومصير هذا الفكر بعد القضاء على داعش في سوريا والعراق.
قال الشيخ الهلالي: “مما هو معلوم أنَّ المرض الداعشي التكفيري الخوارجي الدموي أخطر من مرض الإيدز؛ الإيدز الذي هزَّ العالم كله، واستشعر الأطباءُ في مختلف البقاع والأصقاع مدى خطورته وشروره وآثامه على البشرية وتعاون العالم كله من أجل القضاء أو مقاومة مرض الإيدز، الإيدز الفكري الداعشي أخطر من الإيدز المرضي الذي أصاب البشرية؛ وبالتالي عندما نجري عمليةً جراحيةً لنستأصل غدة سرطانية، فإن جميع الخلايا السرطانية، السرطان يستوحش يتغول ثم يتمرد ويحاول أن ينتشر في جميع أجزاء الجسم، فنبدأ بإعطاء الجسم جرعةً كيميائية بعد العمليات الجراحية؛ بمعنى أن داعش بعد استئصال شأفته من العراق ومن سوريا سيبدأ بتغيير جلدته وتغيير خطته وأسلحته وأخطر ما سيستهدفه داعش هو المقاومة، فكر المقاومة، فكر المقاومة الإسلامية لأنهم جاؤوا بهذا الفكر لخدمة المشروع الأمريكي ولذلك فإن داعش لم تنتهِ عسكرياً في العراق وسوريا بل نحن بحاجة لأن نواجهها في مختلف البقاع والأصقاع في العالم العربي وفي العالم الإسلامي بل في العالم البشري كله لأن الخطر الداعشي موجود في كل مكان”.
وأضاف الشيخ الهلالي: “داعش بعد استئصال شأفته من العراق ومن سوريا سيبدأ بتغيير جلدته وتغيير خطته وأسلحته وأخطر ما سيستهدفه داعش هو المقاومة.
وجاء في القرآن الكريم: “وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ” في الدنيا نشاهد نفس الشيء أنتم وصفتم أمريكا بأنها الشيطان الأكبر ونشاهد اليوم الشعوب المسلمة تثق بوعود هذا الشيطان بدلاً من أن تثق بالوعد الإلهي! كيف يمكن معالجة هذه المشكلة؟
لا بُدَّ من تقوية العقيدة واليقين. ومن جعل الغراب له دليلاً قاده إلى جيف الكلاب؛ الغراب لا يأخذك إلى الحدائق والبساتين بل يأخذك إلى الجيف العفنة. “وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ” (2) من أعان ظالماً سلطه الله عليه، أمريكا لا تنظر أنَّ لها أصدقاء هي تدين لهم بالوفاء، أمريكا إما أن تكون من الأعداء أو العملاء ليس عندها أصدقاء؛ فكلُّ من يوالي أمريكا لا تعتبره صديقاً ولا وفياً وإنما لا تعتبره أكثر أو أقلَّ من عميل؛ إنَّه مجرد عميل لليهود.
وكلُّ الذين وضعوا أيديهم في يد أمريكا في النهاية فهي تستعملهم كالمناديل الورقية تستعملهم ثم ترمي بهم في القمامة، وأنا على يقين الصهيونية إلى زوال إن شاء الله تبارك وتعالى. والمقاومة على خير، والفكر المقاوم هو فكر الواقفين والواقفون لا يُدعسون، المنبطحون هم من يدعسون بالنعال، المنبطح على الأرض هو الذي تدوسه النعال، أمّا الواقف لا يمكن أن تدوسه النعال؛ فالمقاومة إباءٌ وشموخ، والمقاوم واقفٌ على قدميه ونحن في زمنٍ لا يحترم الضعفاء، فنحن بحاجةٍ إلى قوةٍ عقدية، قوةٍ إيمانية، تماماً كما نرى في العراق لولا الحشد الشعبي الذي قاتل عن عقيدة ما انتصروا على داعش. لولا القتال العقائدي القائم على الإيمان والقائم على التمسك بكلمة التوحيد ودعم الحشد الشعبي الذي يأتمر بأمر المرجعية ما كان هناك انتصارٌ للشعب العراقي على داعش أبداً”.