الإمام الخامنئي: الهجوم على سوريا جريمة
15 أبريل,2018
أخبار وتقارير, اخبار العلماء
832 زيارة
واعتبر سماحته الهجوم على سوريا فجر يوم السبت هو جريمة، قائلا: “إنّني أعلن بصراحة أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، رئيس جمهورية فرنسا ورئيس وزراء بريطانيا مجرمون وقد ارتكبوا جريمة ولن يحقّقوا أيّ مكسب”.
كما أشار الإمام الخامنئي إلى أنّ تواجد هذه القوى خلال الأعوام الماضية في العراق، سوريا وأفغانستان وارتكابهم هذا النوع من الجرائم لن يحقق لهم أيّة مكاسب.
وقال قائد الثورة الاسلاميّة صباح اليوم: “أولئك الأشخاص الذين كانوا بالأمس يقدّمون الدّعم لداعش بشكل علني وغير علني، يزعمون اليوم أنّهم هزموا داعش! هؤلاء يكذبون، فهذا الامر لم يحصل إطلاقا، وهم لا دخل لهم بهذا الامر مطلقا”.
ولفت الإمام الخامنئي إلى ان تصريحات الرّئيس الأمريكي قبل ساعات بأنه استطاع هزيمة داعش في سوريا هي تصريحات كاذبة وفاضحة، وقال: “تدخّلوا في بعض المناطق لمساعدة عناصر داعش الذين كانوا تحت الحصار وقاموا بإنقاذهم؛ في السّابق أيضا كانوا مؤثّرين في إنشاء داعش”.
ونوّه قائد الثورة الاسلاميّة الى ان الأمريكيين وعبر الأموال السّعودية وأمثالها استطاعوا إنشاء كيانات خبيثة قامت بارتكاب الجرائم بحق الشعب العراقي والسّوري، وأضاف: “لكن المقاومة استطاعت إنقاذ هذين البلدين في مواجهة أمريكا وأدواتها”.
وتابع الامام الخامنئي بالقول: “قبل عدّة أيام قال الرّئيس الأمريكي بأن الولايات المتحدة انفقت 7 تريليونات دولار في منطقة غرب آسيا ولم تحصد أي نتيجة؛ هو يقول الحق هذه المرّة فأمريكا لم تحصد أيّ شيء ولن تحصد شيئًا في المستقبل”.
وقال قائد الثّورة الاسلاميّة: “وقوفنا إلى جانب قوى المقاومة في غرب آسيا كان لأجل هذا الامر، ووجودنا في سوريا لمواجهة الإرهابيين المدعومين من أمريكا كان لأجل هذا الامر”.
واعتبر الإمام الخامنئي أن المزاعم حول نيّة إيران التّوسع هي مزاعم كاذبة ولا قيمة ولا معنى لها، مضيفا: “نحن لا نسعى مطلقا نحو التّوسع ولسنا بحاجة لذلك. نحن متواجدين في منطقة غرب آسيا من أجل مقاومة الظلم”.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية (متوجّها بحديثه إلى الحضور): “لذا فإنكم تلاحظون التوفيق الإلهي للمقاومة التي استطاعت ببركة المساعدات التي قُدمت لها وببركة الشّجاعة التي تحلّت بها القوات السّورية أن تتفوق على الإرهابيين المدعومين والذين أوجدتهم أمريكا والغرب وعملائهم في المنطقة كالسعوديّة وغيرها”.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى فلسفة إصرار الجمهورية الإسلامية في دعمها للقضية الفلسطينية مشيرا إلى أن الوقوف في مواجهة الظلم يؤدي بشكل أكيد إلى التّطوّر، وقال: “النّموذج الواضح في هذا الشأن هو الشّعب الفلسطيني الذي كان شعبا ضعيفا في بداية الأمر، لكنّه ونتيجة لصموده فقد تحوّل إلى شعب قويّ يهدد الكيان الصّهيوني فيما يقف هذا الكيان عاجزا وضعيفا أمام الشّعب الفلسطيني”.
وأكّد قائد الثورة الإسلامية أنّه خلال هذه المواجهة سينتصر الفلسطينيين على الصّهاينة بكل تأكيد وستعود أرض فلسطين لشعبها.
وأشار الإمام الخامنئي إلى أن قوى الاستكبار تُحاول توجيه ضربة للأمة الإسلامية، معتبرا ان هدفهم لا يقتصر على سوريا أو العراق أو أفغانستان، وقال: “على الدول الإسلامية ان تعي هذا الأمر وألّا تضع الحكومات الإسلامية نفسها تحت خدمة أهداف أمريكا وبعض الدّول الغربيّة المعتدية”.
وشدد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة ألّا تضع الدول الإسلامية نفسها في خدمة الأهداف الأمريكية، قائلا: “ليس فخرا بأن تقول أمريكا بأنها تنظر إلى بلد مسلم على أنّه بقرة حلوب”.
وتساءل الامام الخامنئي: “هل هناك ذل أكبر من هذا بالنسبة إلى حكومة ما وشعب ما بأن يأخذوا أموالهم ويطلقوا على هذه الدولة بانها بقرة حلوب؟”.
وأضاف سماحته: “لا يوجد ذل أكبر من هذا، والإسلام يعارض هذا الذل. فإذا كانوا مؤمنين يجب عليهم أن يكونوا أعزاء، وهذا الذل يدل أنّهم لا يملكون الإيمان، هم ليسوا بمؤمنين”.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى مزاعم الرئيس الأمريكي الكاذبة حول أن الهجوم على سوريا هو بذريعة استخدام الأسلحة الكيميائية وأضاف: “هم لا يعارضون أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو أي أسلحة أخرى ضد الشّعوب الإسلامية والشّعوب المظلومة، وهم يدعمون القصف اليومي الذي يتعرّض له الشّعب اليمني، كما أنهم قدّموا الدعم لصدّام حسين إبّان الحرب المفروضة لاستخدامه الأسلحة الكيميائية والتي أدّت إلى استشهاد الآلاف من الشّعب الإيراني والعراقي”.
وقال الامام الخامنئي: “تصرفات أمريكا وبعض الدول الغربية نابعة من أهداف استعمارية وديكتاتوريّة دولية، وبكل تأكيد فأن الديكتاتوريين لن يوفّقوا في أي مكان في العالم كما أن أمريكا ستفشل في الوصول إلى أهدافها في المنطقة”.
قائد الثورة الإسلامية أشار إلى صمود الشّعب الإيراني وثباته على مدى الأربعين عاما التي خلت، وقال: “لقد علّمتنا التجربة أن التّراجع يدفع الأعداء إلى مزيد من الجشع كما أن الصّمود يؤدّي إلى تراجعهم”.
وأكّد سماحته في ختام تصريحاته على ان تراجع الاستكبار في مواجهة الصّمود والمقاومة هو سنّة إلهية؛ وأعرب عن أمله في أن تتمكن شعوب العراق، أفغانستان، سوريا، فلسطين المظلومة، ميانمار وشعب كشمير أن يدفعوا الأعداء عبر مقاومتهم نحو التراجع في المستقبل غير البعيد.
2018-04-15