آلاء الرحمن في تفسير القرآن 17
30 أكتوبر,2019
القرآن الكريم, صوتي ومرئي متنوع
818 زيارة
الأمر الخامس
ومما الصقوه بالقرآن المجيد ما نقله في فصل الخطاب عن كتاب دبستان المذاهب انه نسب الى الشيعة انهم يقولون ان إحراق المصاحف سبب إتلاف سور من القرآن نزلت في فضل علي ( ع ) واهل بيته ( ع ) « منها » هذه السورة وذكر كلاما يضاهي خمسا وعشرين آية في الفواصل قد لفق من فقرات القرآن الكريم على أسلوب آياته . فاسمع ما في ذلك من الغلط فضلا عن ركاكة أسلوبه الملفق فمن الغلط « واصطفى من الملائكة وجعل من المؤمنين أولئك في خلفه » ماذا اصطفى من الملائكة وماذا جعل مّن المؤمنين وما معنى أولئك في خلقه . ومنه « مثل الذين يوفون بعهدك اني جزيتهم جنات النعيم » ليت شعري ما هو مثلهم . ومنه « ولقد أرسلنا موسى وهارون بما استخلف فبغوا هارون فصبر جميل » ما معنى هذه الدمدمة وما معنى بما استخلف وما معنى فبغوا هارون ولمن يعود الضمير في بغوا ولمن الأمر بالصبر الجميل . ومن ذلك « ولقد اتينا بك الحكم كالذي من قبلك من المرسلين وجعلنا لك منهم وصيا لعلهم يرجعون » ما معنى اتينا بك الحكم ولمن يرجع الضمير الذي في منهم ولعلهم . هل المرجع للضمير هو في قلب الشاغر . وما هو وجه المناسبة في لعلهم يرجعون . ومن ذلك « وان عليا قانت في الليل ساجد يحذر الآخرة ويرجو ثواب وبه قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون » قل ما محل قوله هل يستوي الذين ظلموا وما هي المناسبة له في قوله وهم بعذابي يعلمون . ولعل هذا الملفق تختلج في ذهنه الآيتان الحادية عشرة والثانية عشرة من سورة الزمر وفي آخرها هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ فأراد الملفق أن يلفق منهما شيئا بعدم معرفته فقال في آخر ما لفق هل يستوي الذين ظلموا ولم يفهم انه جيء بالاستفهام الانكاري في الآيتين لأنه ذكر فيهما الذي جعل للَّه أندادا ليضل عن سبيله والقانت آناء الليل يرجو رحمة ربه فهما لا يستويان ولا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون . هذا بعض الكلام في هذه المهزلة .
وان صاحب فصل الخطاب من المحدثين المكثرين المجدين في التتبع للشواذ وانه ليعدّ أمثال هذا المنقول في دبستان المذاهب ضالته المنشودة ومع ذلك قال انه لم يجد لهذا المنقول أثر في كتب الشيعة . فيا للعجب من صاحب دبستان المذاهب من اين جاء بنسبة هذه الدعوى إلى الشيعة . وفي أي كتاب لهم وجدها أفهكذا يكون النقل في الكتب ولكن لا عجب ( شنشنة أعرفها من أخزم ) فكم نقلوا عن الشيعة مثل هذا النقل الكاذب كما في كتاب الملل للشهرستاني ومقدمة ابن خلدون وغير ذلك مما كتبه بعض الناس في هذه السنين واللَّه المستعان
2019-10-30