الرئيسية / القرآن الكريم / آلاء الرحمن في تفسير القرآن 20

آلاء الرحمن في تفسير القرآن 20

في حديث من كنت مولاه
وحديث الثقلين . ويشهد لذلك ما رواه في الكافي ايضا في هذا الباب بعد ذلك بيسير في صحيحة الفضلاء عن أبي جعفر عليه السلام ورواية أبي الجارود عنه ( ع ) ايضا ورواية أبي الديلم عن أبي عبد اللَّه ( ع ) انهما تلوا في مقام الاحتجاج وعدم التقية قوله تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَه ولم يذكرا في تلاوة الآية كلمة « في عليّ » وهذا يدلّ على انّ ما روي في ذكر اسم علي ( ع ) في هذا المقام بل وفي غيره إنما هو تفسير وبيان للمراد في وحي القرآن بكون التفسير والبيان جاء به
جبرائيل من عند اللَّه بعنوان الوحي المطلق لا القرآن وما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى ( ومنها )
رواية الفضيل عن أبي الحسن الماضي ( ع ) في باب النكت من التنزيل في الولاية من الكافي قال قلت هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِه تُكَذِّبُونَ ) * قال يعني امير المؤمنين ( ع ) قلت تنزيل قال ( ع ) نعم
فإنه ( ع ) ذكر امير المؤمنين ( ع ) بقوله يعني بعنوان التفسير وبيان المراد والمشار اليه في قوله تعالى هذا فقوله في الجواب
« نعم »
دليل على ان ما كان مرادا بعينه في وحي القرآن يسمونه عليهم السلام تنزيلا . فتكون هذه الرواية وأمثالها قاطعة لتشبثات فصل الخطاب بما حشده من الروايات التي عرفت حالها اجمالا وإلى ما ذكرناه وغيره يشير ما نقلناه من كلمات العلماء الأعلام قدست اسرارهم . فإن قيل ان هذه الرواية ضعيفة وكذا جملة من الروايات المتقدمة قلنا ان جل ما حشده فصل الخطاب من الروايات هو مثل هذه الرواية وأشد منها ضعفا كما أشرنا اليه في وصف رواتها على ان ما ذكرناه من الصحاح فيه كفاية لأولي الألباب
الفصل الثالث في قراءته
ومن أجل تواتر القرآن الكريم بين عامة المسلمين جيلا بعد جيل استمرت مادته وصورته وقراءته المتداولة على نحو واحد فلم يؤثر شيئا على مادته وصورته ما يروى عن بعض الناس من الخلاف في قراءته من القراء السبع المعروفين وغيرهم فلم تسيطر على صورته قراءة أحدهم اتباعا له ولو في بعض النسخ ولم يسيطر عليه ايضا ما روي من كثرة القراءات المخالفة له مما انتشرت روايته في الكتب كجامع البخاري ومستدرك الحاكم مسندة عن النبي ( ص ) وعلي ( ع ) وابن عباس وعمر وأبي وابن مسعود وابن عمر وعائشة وابى الدرداء وابن الزبير وانظر اقلا الى الجزء الأول من كنز العمال صفحة 284 – 289 نعم ربما اتبع مصحف عثمان على ما يقال في مجرد رسم الكتابة في بعض المصاحف في كلمات معدودة كزيادة الألف بين الشين والياء من قوله تعالى لِشَيْءٍ من سورة الكهف وزيادتها ايضا في لأَذْبَحَنَّه من سورة النمل ونحو ذلك في قليل من الكلمات . وان القراءات السبع فضلا عن العشر إنما هي في صورة بعض الكلمات لا بزيادة كلمة او نقصها ومع ذلك ما هي إلا روايات آحاد عن آحاد لا توجب اطمئنانا ولا وثوقا . فضلا عن وهنها بالتعارض ومخالفتها للرسم المتداول المتواتر بين عامة المسلمين في السنين المتطاولة .
وان كلا من القراء هو واحد لم تثبت عدالته ولا ثقته يروي عن آحاد حال غالبهم مثل حاله ويروي عنه آحاد مثله . وكثيرا ما يختلفون في الرواية عنه . فكم اختلف حفص وشعبة في الرواية
عن عاصم . وكذا قالون وورش في الرواية عن نافع . وكذا قنبل والبزي في روايتهما عن أصحابهما عن ابن كثير . وكذا رواية أبي عمر وأبي شعيب في روايتهما عن اليزيدي عن أبي عمر . وكذا رواية ابن ذكوان وهشام عن أصحابهما عن ابن عامر . وكذا رواية خلف وخلاد عن سليم عن حمزة . وكذا رواية أبي عمر وأبي الحارث عن الكسائي . مع ان أسانيد هذه القراءات الآحادية لا يتصف واحد منها بالصحة في مصطلح اهل السنة في الاسناد فضلا عن الإمامية كما لا يخفى ذلك على من جاس خلال الديار . فيا للعجب ممن يصف هذه القراءات السبع بأنها متواترة . هذا وكل واحد من هؤلاء القراء يوافق بقراءته في الغالب ما هو المرسوم المتداول بين المسلمين وربما يشذ عنه عاصم في رواية شعبة . إذن فلا يحسن أن يعدل في القراءة عما هو المتداول في الرسم والمعمول عليه بين عامة المسلمين في اجيالهم الى خصوصيات هذه القراءات . مضافا الى انا معاشر الشيعة الإمامية قد أمرنا بأن نقرأ كما يقرأ الناس أي نوع المسلمين وعامتهم .
ولعلَّما تقول ان غالب القراءات السبع او العشر ناش من سعة اللغة العربية في وضع الكلمة وهيئتها نحو عليهم وإليهم ولديهم بكسر الهاء أو ضمها مع سكون الميم او ضمهما . ونحو تظاهرون بفتح الظاء او تشديدها . فعلى أي قراءة قرئت أكون قارئا على العربية . ولكن كيف يخفى عليك ان تلاوة القرآن وقراءته يجب فيها وفي تحققها ان تتبع ما أوحي الى الرسول وخوطب به عند نزوله عليه وهو واحد فعليك أن تتحراه بما يثبت به وليست قراءة القرآن عبارة عن درس معاجم اللغة .
ولا تتشبث لذلك بما روي من ان القرآن نزل على سبعة أحرف فإنه تشبث واه واهن .
اما أولا فقد قال في الإتقان في المسألة الثانية من النوع السادس عشر اختلف في معنى السبعة أحرف على أربعين قولا وذكر منها عن ابن حيان خمسة وثلاثين . وما ذاك إلا لوهن روايتها واضطرابها لفظا ومعنى . وفي الإتقان ايضا في أواخر النوع السادس عشر وقد ظن كثير من العوام ان المراد بها القراءات السبعة وهو جهل قبيح ( واما ثانيا )
فقد روى الحاكم في مستدركه بسند صحيح على شرط البخاري ومسلم عن ابن مسعود عن النبي ( ص ) نزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجرا وآمرا وحلالا وحراما ومحكما ومتشابها وأمثالا فأحلوا حلاله .
وروى ابن جرير مرسلا عن أبي قلابة عن النبي صلى اللَّه عليه وآله أنزل القرآن على سبعة
أحرف آمر وزاجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل .
وروى ابن جرير والسنجري وابن المنذر وابن الانباري عن ابن عباس عنه ( ص ) ان القرآن على اربعة أحرف حلال وحرام الحديث .
وأسند السنجري في الابانة . عن علي ( ع ) انزل القرآن على عشرة أحرف بشير ونذير وناسخ ومنسوخ وعظة ومثل ومحكم ومتشابه وحلال وحرام
( واما ثالثا ) فقد جاء في روايات السبعة أحرف بأسانيد جياد في مصطلحهم ما يعرفك وهنها وإلحاقها بالخرافة
ففي رواية احمد من حديث أبي بكرة ان النبي ( ص ) استزاد من جبرئيل في أحرف القراءة حتى بلغ سبعة أحرف قال يعني جبرئيل كلها شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة وآية رحمة بعذاب .
وزاد في حديث آخر نحو قولك تعال واقبل وهلم واذهب واسرع واعجل . ونحوه في رواية الطبراني عن أبي بكرة . وفي الإتقان اخرج نحوه احمد والطبراني عن ابن مسعود
واخرج ابو داود في سننه عن أبي عن رسول اللَّه ( ص ) الى قوله حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال ليس منها إلا شاف كاف ان قلت سميعا عليما عزيزا حكيما ما لم تختم آية عذاب برحمة او آية رحمة بعذاب .
وفي كنز العمال فيما أخرجه احمد وابن منيع والغساني وابن أبي منصور وابو يعلى عن أبي عن النبي ( ص ) ان قلت غفورا رحيما او قلت سميعا عليما او عليما سميعا فاللَّه كذلك ما لم تختم آية عذاب برحمة او رحمة بعذاب .
واخرج ابن جرير عن أبي هريرة عنه ( ص ) ان هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرأوا ولا حرج ولكن لا تجمعوا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة .
واخرج احمد من حديث عمر القرآن كله صواب ما لم تجعل مغفرة عذابا او عذابا مغفرة .
فانظر الى هذه الروايات المفسرة للسبعة أحرف كيف قد رخصت في التلاعب في تلاوة القرآن الكريم حسبما يشتهيه التالي ما لم يختم آية الرحمة بالعذاب وبالعكس ( واما رابعا ) ففي الروايات ما يقطع سند القراءات السبع فعن ابن الأنباري في المصاحف مسندا عن عبد الرحمن السلمي قال كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة .
وعن ابن أبي داود مسندا عن أنس قال صليت خلف النبي ( ص ) وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وكلهم كان يقرأ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) * .

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...