أساليب الغزو الفكري للعالم الاسلامي 01
2 يناير,2019
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
744 زيارة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ،
وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين .
أما بعد –
فهذه الكلمات نسطرها في المذاهب الفكرية المعاصرة
لتكون زادا لطلاب الشريعة والدعوة بل زادا لكل صاحب دعوة .
وليس الحديث عن المذاهب الفكرية المعاصرة سهلا إن العصر
يموج بنظريات ومبادئ تتنازع وتتصارع ، وإن حروب السلاح إن
هدأ أوارها ، أو وضعت أوزارها فلقد حلت محلها حروب الأفكار
والعقائد .
* فالغرب يرفع راية العلمانية التي حبست الدين بين جدران
الكنائس ، وأبت عليه أن يكون له خارجها سلطان .
يرفع في مجال الاقتصاد مبادئ الرأسمالية .
ويرفع في مجال السياسة مبادئ الديموقراطية .
ويرفع في مجال الاجتماع مبادئ الحرية والتحرر التي اقتربت
من الفوضى الطاحنة القاضية على القيم والمثل والأخلاق .
* والشرق الشيوعي يرفع راية الاشتراكية ( العلمية ) أو
الشيوعية ، يضلل بها الطبقات الساذجة ، ويمنيها بأن الحكم
( للصعاليك ) أو طبقة البروليتاريا – كما يسمونها – ويمارس
ضلاله وتضليله في الشرق الاسلامي .
ويصطدم بعقيدته فيطور أسلوب دعوته أو ” تكتيكها ”
ليخدع جماهير المسلمين .
* ووسط قيم الغرب الفاسدة ، وتضليل الشرق الكافر
تعيش جماهير المسلمين بعد ما أصابها من تخلف وبعد عن منهج
الله . تعيش أكثرها بين التمزق والضياع وافتقاد القيادة الراشدة ،
تتلمس النور وسط السراب وتتحسس الطريق وسط الظلام ، وما هي
ببالغته حتى تعرف ما هو النور وما هو الطريق فتهتدي وتسلك
. وتسير على درب النجاة .
وفي باب تمهيدي نتحدث بمشيئة الله عن الواقع الأليم الذي تعيشه
أمة الاسلام بين التخلف والتمزق وأسباب ذلك .
وفي الباب الأول نتحدث عما يجمع الغرب والشرق ، ثم عما يمارسه
الغرب المسيحي في الشرق الاسلامي قديمه وحديثه .
وفي الباب الثاني نتحدث عن الغزو الماركسي لبلاد الاسلام
أساسه من المبادئ وزيف هذه المبادئ ، ثم ما يفعلونه بالمسلمين
في بلادهم ، وما يحاولونه خارجها كاشفين عن أسلوبهم وتكتيكهم
الجديد .
وفي الباب الثالث نتحدث عن الصهيونية أو ( اليهودية العالمية )
ومخططاتها وجمعياتها السرية لتخريب العالم
وفي الباب الرابع : نشير إلى رد فعل لغزو الشرق والغرب
لبلاد المسلمين والحركات الاسلامية التي قامت مناهضة لذلك الغزو ،
وما فيها من قصور ، ثم نحاول أن نتبين النور والطريق .
والله المستعان وعليه التكلان .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
باب تمهيدي
واقع أليم :
الواقع الأليم ينطق بتخلف الأمة الاسلامية .
ولم تكن كذلك :
لقد عاشت أكثر من ألف سنة في مقدمة الأمم بل لقد عاشت فترة
طويلة هي الأمة الأولى في العالم كله يعمل لها ألف حساب ، ويطلب
ودها ، ويسعى أمثال إمبراطور ألمانيا للتقرب من خليفتها فيرسل له
الهدايا
وحملت في خلال هذه الفترة الاسلام للدنيا كلها حملتها بالعلم
والخلق قبل أن تحمل السيف في وجه أعداء الاسلام ، ولم تكره على عقيدتها
أحدا فإن القرآن علمها أن ” لا إكراه في الدين ” ( 1 ) . ، وإنما دخل الناس
في دين الله أفواجا لما رأوا صفاء العقيدة وسموها ، ولما شاهدوا جمال
الخلق ورفعته فأحسوا أن هذا الدين ينشئ نشأ جديدا يخرجهم من
( عبادة العباد إلى عبادة رب العباد . ومن جور الأديان إلى عدل الاسلام ،
ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ) .
وما عرفه الغرب من تقدم كان نتيجة احتكاكه بالشرق الاسلامي .
إن نقطة البدء في ذلك التقدم كانت حركة الاصلاح الديني ، حيث ثار الناس
على ظلم الكنيسة واضطهادها ، وثاروا على كثير من مفاهيمها المعقدة
بعد ما رأوا صفاء العقيدة الاسلامية ويسرها ، وسمو الاسلام وسمو
خلقه
ثم كانت بذور النهضة الأوروبية العلمية أخذا عن علماء المسلمين الذين تعلم
الغربيون على أيديهم في جزر البحر الأبيض ، وفي الأندلس ، ومن قبل
ذلك احتكوا بهم أبان الحروب الصليبية .
وإذ بدأ الغرب في نهضته . بدأ الشرق في كبوته .
وكان لذلك أسباب عديدة . بعضها من أنفسنا ، وبعضها خارج عن
إرادتنا .
2019-01-02