الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / أساليب الغزو الفكري للعالم الاسلامي 01

أساليب الغزو الفكري للعالم الاسلامي 01

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ،
وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين .
أما بعد –
فهذه الكلمات نسطرها في المذاهب الفكرية المعاصرة
لتكون زادا لطلاب الشريعة والدعوة بل زادا لكل صاحب دعوة .
وليس الحديث عن المذاهب الفكرية المعاصرة سهلا إن العصر
يموج بنظريات ومبادئ تتنازع وتتصارع ، وإن حروب السلاح إن
هدأ أوارها ، أو وضعت أوزارها فلقد حلت محلها حروب الأفكار
والعقائد .
* فالغرب يرفع راية العلمانية التي حبست الدين بين جدران
الكنائس ، وأبت عليه أن يكون له خارجها سلطان .
يرفع في مجال الاقتصاد مبادئ الرأسمالية .
ويرفع في مجال السياسة مبادئ الديموقراطية .
ويرفع في مجال الاجتماع مبادئ الحرية والتحرر التي اقتربت
من الفوضى الطاحنة القاضية على القيم والمثل والأخلاق .
* والشرق الشيوعي يرفع راية الاشتراكية ( العلمية ) أو
الشيوعية ، يضلل بها الطبقات الساذجة ، ويمنيها بأن الحكم
( للصعاليك ) أو طبقة البروليتاريا – كما يسمونها – ويمارس
ضلاله وتضليله في الشرق الاسلامي .
ويصطدم بعقيدته فيطور أسلوب دعوته أو ” تكتيكها ”
ليخدع جماهير المسلمين .
* ووسط قيم الغرب الفاسدة ، وتضليل الشرق الكافر
تعيش جماهير المسلمين بعد ما أصابها من تخلف وبعد عن منهج
الله . تعيش أكثرها بين التمزق والضياع وافتقاد القيادة الراشدة ،
تتلمس النور وسط السراب وتتحسس الطريق وسط الظلام ، وما هي
ببالغته حتى تعرف ما هو النور وما هو الطريق فتهتدي وتسلك
. وتسير على درب النجاة .
وفي باب تمهيدي نتحدث بمشيئة الله عن الواقع الأليم الذي تعيشه
أمة الاسلام بين التخلف والتمزق وأسباب ذلك .
وفي الباب الأول نتحدث عما يجمع الغرب والشرق ، ثم عما يمارسه
الغرب المسيحي في الشرق الاسلامي قديمه وحديثه .
وفي الباب الثاني نتحدث عن الغزو الماركسي لبلاد الاسلام
أساسه من المبادئ وزيف هذه المبادئ ، ثم ما يفعلونه بالمسلمين
في بلادهم ، وما يحاولونه خارجها كاشفين عن أسلوبهم وتكتيكهم
الجديد .
وفي الباب الثالث نتحدث عن الصهيونية أو ( اليهودية العالمية )
ومخططاتها وجمعياتها السرية لتخريب العالم
وفي الباب الرابع : نشير إلى رد فعل لغزو الشرق والغرب
لبلاد المسلمين والحركات الاسلامية التي قامت مناهضة لذلك الغزو ،
وما فيها من قصور ، ثم نحاول أن نتبين النور والطريق .
والله المستعان وعليه التكلان .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
باب تمهيدي
واقع أليم :
الواقع الأليم ينطق بتخلف الأمة الاسلامية .
ولم تكن كذلك :
لقد عاشت أكثر من ألف سنة في مقدمة الأمم بل لقد عاشت فترة
طويلة هي الأمة الأولى في العالم كله يعمل لها ألف حساب ، ويطلب
ودها ، ويسعى أمثال إمبراطور ألمانيا للتقرب من خليفتها فيرسل له
الهدايا
وحملت في خلال هذه الفترة الاسلام للدنيا كلها حملتها بالعلم
والخلق قبل أن تحمل السيف في وجه أعداء الاسلام ، ولم تكره على عقيدتها
أحدا فإن القرآن علمها أن ” لا إكراه في الدين ” ( 1 ) . ، وإنما دخل الناس
في دين الله أفواجا لما رأوا صفاء العقيدة وسموها ، ولما شاهدوا جمال
الخلق ورفعته فأحسوا أن هذا الدين ينشئ نشأ جديدا يخرجهم من
( عبادة العباد إلى عبادة رب العباد . ومن جور الأديان إلى عدل الاسلام ،
ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ) .
وما عرفه الغرب من تقدم كان نتيجة احتكاكه بالشرق الاسلامي .
إن نقطة البدء في ذلك التقدم كانت حركة الاصلاح الديني ، حيث ثار الناس
على ظلم الكنيسة واضطهادها ، وثاروا على كثير من مفاهيمها المعقدة
بعد ما رأوا صفاء العقيدة الاسلامية ويسرها ، وسمو الاسلام وسمو
خلقه
ثم كانت بذور النهضة الأوروبية العلمية أخذا عن علماء المسلمين الذين تعلم
الغربيون على أيديهم في جزر البحر الأبيض ، وفي الأندلس ، ومن قبل
ذلك احتكوا بهم أبان الحروب الصليبية .
وإذ بدأ الغرب في نهضته . بدأ الشرق في كبوته .
وكان لذلك أسباب عديدة . بعضها من أنفسنا ، وبعضها خارج عن
إرادتنا .

شاهد أيضاً

تدخل أمريكا في الحرب سيسبب دمارها ودمار دول الخليج وقتها لا توجد تعويضات

حيدري نظر الحديث يشير إلى سيناريو خطير يرتبط بتدخل الولايات المتحدة في حرب—خصوصاً إذا كانت ...