أساليب الغزو الفكري للعالم الاسلامي 23
16 أغسطس,2019
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
674 زيارة
ثالثا : تحرير المرأة
كما كانت العلمانية شعارا خادعا يخفي وراءه الحرب على
الدين .
وكما كانت القومية شعارا خادعا كذلك يستعمل في مواجهة
الدين .
فلقد رفع هذا الشعار ” تحرير المرأة ” بقصد اجتذاب المرأة
المسلمة واستخدامها حربا على دينها .
وأول من أوصى به أحد مؤتمرات التبشير
وكان الهدف يومئذ تنصير المرأة المسلمة
ثم تبعهم المستشرقون .
وتبعهم من تلقوا العلم والمعرفة على أيديهم وهم في شرقنا
الاسلامي كثير
ماذا يقصدون بالتحرير
التحرير لا يكون إلا من عبودية ؟
فهل كانت المرأة المسلمة كذلك ؟
إن المسلم لا يعطي العبودية لمخلوق بل يعطيها للخالق وللخالق
وحده ، ومن ثم فإنه أكثر الناس تحررا من عبودية المخاليق سواء كانت
آدمية ، أو كانت مالا ، أو جاها ، أو سلطانا أو غير ذلك من متاع الحياة
الدنيا
والمرأة المسلمة لها ما للرجل ” ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف
وللرجال عليهن درجة ” ( 1 ) . هذه الدرجة ليست درجة العبودية أبدا ولن
تكون ، لكنه أمر اقتضاه التنظيم ، أن يكون للسفينة ربان واحد لا ربانان ،
وإلا لغرقت السفينة بمن فيها
ولقد سبقت المرأة غيرها من النساء
وكانت لها الشخصية القانونية المستقلة .
تتعامل باسمها دون حاجة إلى اعتماد تصرفها من أحد ، بينما
ظلت المرأة الفرنسية لا تتعامل باسمها وحده بل لا بد من إجازة الزوج
لتصرفها وذلك إلى عهد قريب
فماذا يعني التحرر أو التحرير بعد ما أعطاها الاسلام ما لم
يعطها نظام آخر .
قالوا : أنه يعني تحريرها من بيتها .
وتحريرها من زيها .
قلنا : وبماذا يخدمهم تحريرها من بيتها ، وتحريرها من زيها
وبعبارة أخرى كيف يمكن من خلال هذا وذاك إبعاد الأمة عن الاسلام .
المرأة بلا شك نصف المجتمع .
وهي نصف خطير .
لأنه يؤدي رسالة خطيرة وإن غفل عنها الكثيرون .
إن الذين يتخرجون من المدارس والجامعات يمكن تعدادهم ويمكن
إن يوجد غيرهم لم يتخرجوا من هذه أو تلك أما الجامعة التي لا بد
أن يتخرج منها كل مسلم بل كل انسان فهي الأم .
فإن صلحت صلح خريجوها .
وإن فسد فسدت خريجوها .
وتحرير المرأة من بيتها يعني إغلاق هذه الجامعة
وإذا كانت هذه هي الجامعة الأولى التي خرجت من قبل تلك الأجيال
العظيمة التي حملت إلينا الاسلام ، بل حملته للدنيا كلها .
فإن إغلاق هذه الجامعة يعني انعدام الخريجين من ذلك
الطراز ويعني غلبة الخريجين من طراز آخر
ولقد رأينا في عصرنا بداية الثمار .
رأينا ممن تسلطوا على فكر هذه الأمة بل وعلى سلطانها
من كانت أمه راقصة في ناد ليلي .
وأخرى تعمل في الغناء .
وليس بين الاثنين كبير اختلاف
أما ماذا يعني تحريرها من زيها .
فإنه يعني كشف ما أمر الله أن يستر ، وهتك ما أمر الله أن يصان .
يعني عرضا رخيصا لسلعة غالية صانها ربها وصانها
الاسلام .
يعني إثارة اللحم والدم وهو أمر لا يستطيع أن ينكره
إلا غبي أو متغاب .
فإذا أضفنا إلى تحرير المرأة من بيتها تحريرها من زيها
كانت النتيجة نتيجة الاثنين غير نتيجة الواحدة .
إن التحرر من البيت وحده قد يكون له النتيجة السلبية
الخطيرة السابقة وهي حرمان الأمة من جامعة تخرج أجيالا
وأن تحرر المرأة من زيها وحده قد تكون له النتيجة الإيجابية
الخطيرة السابقة وهي الإغرار بالفاحشة والدعوة إليها .
لكن التحريرين قد يعنيان فوق النتيجتين السابقتين مجتمعتين .
نتائج أخرى أخطر وأشد إن أولها بلا شك انحلال المجتمع
وسقوطه بسقوط قيمه وأخلاقه ومثله
إن فرنسا – غير الاسلامية وصاحبة الإمبراطورية الكبيرة
سقطت تحت أقدام ألمانيا – على مدى أسبوع واحد وهي .
كما صرح رئيس وزرائها ، أن فرنسا هزمها الانحلال قبل أن يهزمها
الاحتلال .
فما بالنا بأمة إسلامية أساس نظامها عقيدة وأخلاق
وما بالنا بأمة إسلامية لم تصل بعد من ناحية القوة المادية
إلى ما وصلت إليه فرنسا وأمريكا
إن إشاعة الانحلال – في الأمة الاسلامية – عن طريق تحرير
المرأة من بيتها وزيها يعني أن الأمة الاسلامية وهي بعد لم تقف على
قدميها تماما كما الطفل بمرض خطير لا يستطيع أن يقاومه
الرجل الكبير
إنها جريمة كبرى خيانة عظمي يقارفها كل من يدعو إلى
هذا السبيل بالكلمة أو الصورة أو القدوة السيئة .
وفي عام 1395 ه ( 1975 م ) طالب ” جوزيف ريد ” المدير العام
لهيئة رعاية الأطفال في السوق السوداء حيث يباع سنويا خمسة آلاف طفل
وكلهم – بكل أسف – جاءوا من سفاح ويجري الاتفاق مع الفتيات
اللائي حملن بهمن من غير زواج مقابل مبلغ من المال إلى جانب التكاليف
الصحية والسكنية ( 1 )
أي جيل يكون ذلك الذي لا يعرف له أبا ولا يعرف له أما كذلك ؟
أي ارتداد إلى عصر الرق ذلك الذي يباع فيه الأطفال ويشترون ؟
ترى هل يخرج لنا تحرر المرأة في شرقنا الاسلامي
ما أخرجه في ذلك الغرب الصليبي ؟
وهل نقم منا الغرب أن كانت لنا روابط أسرية متينة يقوم
عليها بإذن الله مجتمع متين ؟
أم نقم منا الغرب أن لنا دينا هو سر ابتعاثنا بين الحين والحين .
فخشي هذه الابتعاثة ورغب لنا في رقدة لا نهوض بعدها ولا قيام ؟
أما المرأة الريفية :
فلم يشأ المخططون لتغريب المسلمين أن يتركوها في حالها
وحيائها أصروا على أن يغزوها في عقر دارها ليذهبوا بما بقي
من حيائها لتشارك أختها في المدينة ما وصلت إليه من مدنية
تحت ستار الأمم المتحدة انطلقت أمريكا تغزو الريف المسلم ( باسم
التربية الأساسية ) .
2019-08-16