الرئيسية / بحوث اسلامية / أضواء على عقائد الشيعة الإمامية 7

أضواء على عقائد الشيعة الإمامية 7

 

ضحايا الغدر الأموي
لعل المرء يصاب بالذهول وهو يتأمل أسماء الصحابة والتابعين ذوي
المنازل الرفيعة والمكانة السامية والدور الجليل في خدمة الإسلام وأهله ،
كيف سقطوا صرعى بسيف الأمويين لا لشئ إلا لأنهم شيعة علي ( عليه السلام ) ، ومن
هؤلاء :
1 – حجر بن عدي : الذي قبض عليه زياد بعد هلاك المغيرة سنة ( 51 ه‍ ) وبعثه
مع أصحابه إلى الشام بشهادة مزورة ، وفرية ظالمة ، كان يراد منها قتله وتوجيه
ضربة قوية لشيعة علي وتصفيتهم .
يقول المسعودي :
” في سنة ثلاث وخمسين قتل معاوية حجر بن عدي الكندي – وهو أول من
قتل صبرا في الإسلام – وحمله زياد من الكوفة ومعه تسعة نفر من أصحابه من
أهل الكوفة وأربعة من غيرها ، فلما صار على أميال من الكوفة يراد به دمشق
أنشأت ابنته تقول – ولا عقب له من غيرها – :
ترفع أيها القمر المنير * لعلك أن ترى حجرا يسير
يسير إلى معاوية بن حرب * ليقتله ، كذا زعم الأمير
ويصلبه على بابي دمشق * وتأكل من محاسنه النسور
ثم قتله مع أصحابه في مرج عذراء ( 1 ) بصورة بشعة يندى لها الجبين ، وهي
مذكورة في جميع كتب التأريخ ، فراجع .
2 – عمرو بن الحمق : ذلك الصحابي العظيم الذي وصفه الإمام الحسين سيد
الشهداء بأنه : ” أبلت وجهه العبادة ” . قتله معاوية بعدما أعطاه الأمان ( 2 ) .
3 – مالك الأشتر : ملك العرب ، وأحد أشرف رجالاتها وأبطالها ، كان شهما
مطاعا وكان قائد القوات العلوية . قتله معاوية بالسم في مسيره إلى مصر بيد أحد
عماله ( 3 ) .
4 – رشيد الهجري : كان من تلاميذ الإمام وخواصه ، عرض عليه زياد البراءة
واللعن فأبى ، فقطع يديه ورجليه ولسانه ، وصلبه خنقا في عنقه ( 4 ) .
5 – جويرية بن مسهر العبدي : أخذه زياد وقطع يديه ورجليه وصلبه على
جذع نخلة ( 5 ) .
6 – قنبر مولى أمير المؤمنين : روي أن الحجاج قال لبعض جلاوزته : أحب أن
أصيب رجلا من أصحاب أبي تراب فقالوا : ما نعلم أحدا كان أطول صحبة له من
مولاه قنبر . فبعث في طلبه ، فقال له : أنت قنبر ؟ قال : نعم ، قال له : أبرأ من دين
علي ، فقال له : هل تدلني على دين أفضل من دينه ؟ قال : إني قاتلك فاختر أي قتلة
أحب إليك ، قال : أخبرني أمير المؤمنين : أن ميتتي تكون ذبحا بغير حق . فأمر به
فذبح كما تذبح الشاة ( 1 ) .
7 – كميل بن زياد : وهو من خيار الشيعة وخاصة أمير المؤمنين ، طلبه
الحجاج فهرب منه ، فحرم قومه عطاءهم ، فلما رأى كميل ذلك قال : أنا شيخ
كبير وقد نفد عمري ولا ينبغي أن أكون سببا في حرمان قومي . فاستسلم
للحجاج ، فلما رآه قال له : كنت أحب أن أجد عليك سبيلا ، فقال له كميل :
لا تبرق ولا ترعد ، فوالله ما بقي من عمري إلا مثل الغبار ، فاقض فإن الموعد الله
عز وجل ، وبعد القتل الحساب . وقد أخبرني أمير المؤمنين أنك قاتلي ، فقال
الحجاج : الحجة عليك إذن ، فقال : ذلك إن كان القضاء لك ، قال : بلى ، اضربوا
عنقه ( 2 ) .
8 – سعيد بن جبير : التابعي المعروف بالعفة والزهد والعبادة ، وكان يصلي
خلف الإمام زين العابدين ، فلما رآه الحجاج قال له : أنت شقي ابن كسير ، فقال :
أمي أعرف باسمي منك . ثم بعد أخذ ورد أمر الحجاج بقتله ، فقال سعيد : { وجهت
وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا – مسلما – وما أنا من المشركين } ( 3 ) .
فقال الحجاج : شدوه إلى غير القبلة ، فقال : { أينما تولوا فثم وجه الله } ( 4 ) ، فقال :
كبوه على وجهه ، قال : { منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة
أخرى } ( 1 ) . ثم ضربت عنقه ( 2 ) .
وسيوافيك ما جرى على زيد بن علي من الصلب أيام خلافة هشام بن
عبد الملك عام ( 122 ه‍ ) عند الكلام عن فرقة الزيدية إن شاء الله تعالى .
هذا غيض من فيض وقليل من كثير مما جناه الأمويون في حق الشيعة طوال
فترة حكمهم وتوليهم لدفة الأمور وزمام الحكم ، وتالله إن المرء ليصاب بالغثيان
وهو يتأمل هذه الصفحات السوداء التي لا تمحى من ذاكرة التاريخ وكيف لطخت
بالدماء الطاهرة المقدسة والتي أريقت ظلما وعدوانا وتجنيا على الحق وأهله .

 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...