الرئيسية / شخصيات أسلامية / أمل الآمل للحر العاملي في علماء جبل عامل 12

أمل الآمل للحر العاملي في علماء جبل عامل 12

82 – الشيخ زين الدين بن علي الفقعاني ( 2 ) العاملي .
كان فاضلا صالحا ورعا ، من تلامذة الشيخ علي بن عبد العالي
العاملي الميسي .
* * *
83 – الشيخ زين الدين بن علي بن محمد الحسن بن زين الدين
الشهيد الثاني [ العاملي ] ( 1 ) .
فاضل عالم صالح معاصر ، ولد في إصفهان لما سكن والده بها ،
وقرأ عند والده وغيره ( 2 ) .
* * *
84 – الشيخ الأجل زين الدين بن محمد بن الحسن بن زين الدين
الشهيد الثاني العاملي الجبعي .
شيخنا الأوحد ، كان عالما فاضلا كاملا متبحرا محققا [ مدققا ] ( 3 )
ثقة صالحا عابدا ورعا شاعرا منشئا أديبا حافظا جامعا لفنون العلوم العقليات
والنقليات ، جليل القدر عظيم المنزلة ، لا نظير [ له ] ( 4 ) في زمانه ، قرأ على
أبيه وعلى الشيخ الأجل بهاء الدين [ محمد ] ( 5 ) العاملي ، وعلى مولانا محمد
أمين الاسترآبادي وجماعة من علماء العرب والعجم ، وجاور بمكة مدة وتوفي
بها ودفن عند خديجة الكبرى .
قرأت عليه جملة من كتب العربية والرياضي والحديث والفقه وغيرها
وكان له شعر رائق ، وفوائد وحواش كثيرة ، وديوان شعر صغير
رأيته بخطه .
ولم يؤلف كتابا مدونا لشدة احتياطه ولخوف الشهرة ، وكان يقول :
قد أكثر المتأخرون التأليف وفي مؤلفاتهم سقطات كثيرة ، عفا الله عنا
وعنهم ، وقد أدى ذلك إلى قتل جماعة منهم ، وكان يتعجب من جده الشهيد
الثاني ومن الشهيد الأول ومن العلامة في كثرة قراءتهم على علماء العامة ،
وكثرة تتبع كتبهم في الفقه والحديث والأصولين وقراءتها عندهم ، وكان
ينكر عليهم و [ كان ] ( 1 ) يقول : قد ترتب على ذلك ما ترتب ، عفا الله عنهم
وذكره أخوه الشيخ علي بن محمد العاملي في كتاب الدر المنثور فقال فيه :
كان فاضلا زكيا وعالما لوذعيا وكاملا رضيا وعابدا تقيا ، اشتغل أول
أمره في بلادنا على تلامذة أبيه وجده ، ثم سافر إلى العراق في أوقات إقامة
والده بها ، ثم سافر إلى بلاد العجم فأنزله المرحوم المبرور الشيخ بهاء الدين
[ العاملي ] ( 2 ) في منزله وأكرمه إكراما تاما ، وبقي عنده مدة طويلة مشتغلا
عنده قراءة وسماعا لمصنفاته وغيرها ، وكان يقرأ عند غيره من الفضلاء
في تلك البلاد في العلوم الرياضية وغيرها ، ثم سافر إلى مكة في السنة التي
انتقل فيها الشيخ بهاء الدين ، فأقام بها ثم رجع إلى بلادنا ، وكان مولده
سنة 1009 وتوفي سنة 1064 ( 3 ) – انتهى ملخصا .
ومن شعره قوله :
إن خنت عهدي ان قلبي لم يخن ( 1 ) * عهد الحبيب وان أطال جفاءه –
لكنه يبدي السلو تجلدا * حذرا من الواشي ويخفى داءه –
وقوله :
وحق هواك ما حال المعنى * بحبك عن هواك ( 2 ) ولا يحول –
ولو قطعت بالهجران قلبي * وأحشائي وأفناني النحول –
وقوله :
ولما رأينا منزل الحي قد عفا * وشطت أهاليه وأقوت معالمه –
لبسنا جلابيب الكآبة والأسى * وأضحى لسان الدمع عنا يكالمه –
وقوله :
أودعكم ولي جسد نحيل * وصبر راحل وجوى مقيم –
وقلب كلما ذكرت ليال * نهبناها بقربكم يهيم –
وقوله :
لا تحسبونا وإن شط المزار بنا * وعاند الدهر في تفريقنا وقضى –
نحول عن منهج الود القديم لكم * أو نبتغي بالتنائي عنكم عوضا ( 3 ) –
وقوله :
سقيا لليلة وصلنا من ليلة * ما راعنا فيها حضور رقيب –
وأبيح لي فيها المنى حتى بدا * في لمة الظلما بياض مشيب –
كادت لفرط تقاصر من طيبها ( 1 ) * يأتي الصباح بها قبيل غروب –
أملت لو مدت بكل شبيبة * وسواد أحداق لنا وقلوب –
وقوله من قصيدة طويلة :
هل من معين في الهوى أو مسعد * فلقد فنى صبري وباد تجلدي –
وتطاولت مدد الفراق فهل يرى * للوصل عند أحبتي من موعد –
فاستخبرا رشأى ( 2 ) لأي جناية * قطعت بجفوته حبال توددي –
وحرمت رشف برود ( 3 ) رائق ريقه * ظلما فوا ظمأي لذاك المورد –
واستعطفاه على حليف صبابة * ظام إلى سلسال مرشفه صدي –
وقوله من قصيدة طويلة يرثي ابن أخيه :
هو الدهر لا يلفى لديه سرور * فتأميل صفو العيش فيه غرور –
تصاريفه في كل يوم وليلة * بكاسات حتف في بنيه تدور –
وأحداثه تسعى بعين بصيرة * لهدم مباني المجد حين تسير –
إذا منحت بعد الصباح سرورها * يكون لها قبل المساء شرور –
وقوله من قصيدة طويلة يمدح بعض الرؤساء :
سئمت لفرط تنقلي البيداء * وشكت لعظم ترحلي الانضاء –
ما إن أرى في الدهر غير مودع * خلا وتوديع الخليل عناء –
فقدت لطول البين عيني ماءها * فبكاؤها عوض الدموع دماء –
أبلى النوى جلدي وأوقد في الحشا * نيران وجد مالها إطفاء –
وقوله من قصيدة :
كم ذا أواري الجوى والسقم يبديه * وأحبس الدمع والأشواق تجريه –
شابت ذوائب آمالي وما نجحت * وليل هجرك ما شابت نواصيه –
وقوله من قصيدة طويلة :
شام برقا لاح بالأبرق وهنا * فصبا شوقا إلى الجزع وحنا –
وجرى ذكر أثيلات النقا * فشكى من لاعج الوجد وأنا –
دنف قد عاقه صرف الردى * وخطوب الدهر عما يتمنى –
أسلمته للردى أيدي الأسى * عندما أحسن بالأيام ظنا –
كان لي صبر فأوهاه النوى * بعدكم يا جيرة الحي وأفنى –
قاتل الله النوى كم قرحت * كبدا من ألم الشوق وجفنا –
وشعره كله جيد ، ما رأيت له بيتا واحدا رديئا كما قالوه في شعر الرضي
وكان حسن التقرير والتحرير جدا ( 1 ) عظيم الاستحضار حاضر الجواب
دقيق الفكر .
أخبرني قدس سره أن بعض أمراء الملاحدة قال له : قد سألت علماء
هذه البلاد عن مسألتين فلم يقدروا على الجواب : إحداهما ان ما ذكر في
القرآن في نوح ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ) ( 2 ) لا يقبله
العقل ، لأنا رأينا كثيرا من القلاع والعمارات المحكمة المبنية بالصخر المنحوت
قد خربت وتكسرت أحجارها وتفرقت أجزاء صخورها في مدة يسيرة أقل
من ثلاثمائة سنة ، فكيف يبقى البدن المؤلف من لحم ودم ألف سنة ؟ .
قال : فقلت له في الحال : ليس هذا عجيبا ولا بعيدا ، لان الحجر
ليس فيه نمو وزيادة ، فإذا تحلل منه جزء ولم يخلف مكانه أجزاء أخر
تحلل في عشر سنين ، وبدن الحيوان إذا تحلل منه جزء حصل مكانه جزء
بسبب الغذاء والنمو ، كما هو مشاهد فيمن جرح أو قطع منه لحم أو شعر
أو ظفر ، فإنه يخلف مكانه في وقت يسير – فاستحسن الجواب .
قال : الثانية ان عندنا تفسيرا صنفه بعض المتأخرين وذكر أنه ألفه
لرجل من الأكابر ، وأثنى عليه ثناءا بليغا جدا بما يليق بالملوك ، ولم يذكر
اسمه وانما قال : اسمه مذكور في سورة الرحمن . فقال الأمير : أحب أن
تعرفوني اسم هذا الرجل ، ولم يذكر المؤلف اسمه مع هذا الثناء البليغ ؟ .
قال : فقلت له في الحال : اسمه ( مرجان ) ، لأني سمعت في بغداد
مدرسة تسمى المرجانية ، وإنما لم يذكر اسمه لأنه من أسماء العبيد . فاستحسن
منه الجوابين وتعجب منه ، وكان يكثر الثناء عليه .
وقد رثيته بقصيدة طويلة بليغة قضاءا لبعض حقوقه ، لكنها ذهبت
في بلادنا مع ما ذهب من شعري ولم يبق في خاطري إلا هذا البيت :
وبالرغم قولي قدس الله روحه * وقد كنت أدعو أن يطول له البقا –
وقد مدحه الشيخ إبراهيم العاملي البازوري بقصيدة تقدم في ترجمته
أبيات منها ، ومدحته أنا بقصيدة لم يحضرني منها شئ .
وقد ذكره السيد علي بن ميرزا أحمد في كتاب سلافة العصر في محاسن
أعيان العصر ، فقال فيه : زين الأئمة ، وفاضل الأمة ، وملث ( 1 ) غمام
الفضل وكاشف الغمة ، شرح الله صدره للعلوم شرحا ، وبنى له من رفيع
الذكر في الدارين صرحا ، إلى زهد أسس بنيانه على التقوى ، وصلاح
أهل به ربعه فما أقوى ، وآداب تحمر خدود الورد من أنفاسها خجلا ،
وشيم أوضح بها غوامض مكارم الأخلاق وجلا . . ثم مدحه بفقرات
أخر وذكر من شعره كثيرا ( 1 ) .
نروي عنه قدس سره عن مشائخه جميع مروياتهم .
* * *
85 – الشيخ زين العابدين بن الحسن بن علي بن محمد الحر العاملي
المشغري ، أخو مؤلف هذا الكتاب .
كان فاضلا عالما محققا صالحا أديبا شاعرا منشئا عارفا بالعربية والفقه
والحديث والرياضي وسائر الفنون ، له شرح الرسالة الحجية لشيخنا البهائي
سماها ( المناسك المروية في شرح الاثني عشرية الحجية ) ، ورسالة في الهيئة
سماها ( متوسط الفتوح بين المتون والشروح ) ، ورسالة في التقية ، وتاريخ
بالفارسية ، وديوان شعر يقارب خمسة آلاف بيت .
توفي [ بصنعاء ] ( 2 ) بعد رجوعه من الحج سنة 1078 ( 3 ) ، ومن شعره
قوله من قصيدة يمدح بها النبي صلى الله عليه وآله :
هو خاتم الرسل الكرام محمد * كهف المؤمل منجح المأمول –
رب المناقب والبراهين التي * قادت لطاعته أسود الغيل –
نطقت بفضل علومه الآيات في الفر * قان والتوراة والإنجيل –
لولاه ( 4 ) ما عرف الورى ربا سوى * أصنامهم في الفضل والتفضيل –
كلا ولا اتخذوا سوى ناقوسهم * بدلا من التكبير والتهليل –
وقوله من قصيدة طويلة يمدحه عليه السلام :
محمد المصطفى الذي ظهرت * له خفايا الوجود من عدمه –
بفضله الأنبياء قد ختموا * وكان مبدأ الوجود في قدمه –
دعا إلى الحق فاستقام له ( 1 ) * ما أعوج في حله وفى حرمه –
وقوله :
أرقت لدهري ماء وجهي لأجتني * به جرعة ( 2 ) تروي فؤادي من البحر –
وأملت بعد الصبر شهدا يلذني * فألفيته شهدا أمر من الصبر –
وقوله من أبيات كتبها على ظهر كتاب وسائل الشيعة :
هذا كتاب علا في الدين مرتبة * قد قصرت دونها الاخبار والكتب –
ينير كالشمس في جو القلوب هدى * فتنتحي منه عن أبصارنا الحجب –
هذا صراط الهدى ما ضل سالكه * إلى المقامة بل تسمو به الرتب –
إن كان ذا الدين حقا فهو متبع ( 3 ) * حقا إلى درجات المنتهى سبب –
* * *

شاهد أيضاً

اليوم النوعي للمقاومة الإسلامية.. إما يذعن العدو الآن أو الآتي اعظم

عبد الحسين شبيب حتى تاريخه؛ يمكن القول إن الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 ...