شرح لدعاء الصباح المروي عن أمير المؤمنين في حلقات
29 مارس,2019
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
1,038 زيارة
15
شرح فقرة (وعلقت بأطراف حبالك أنامل ولائي…)
اخواني اخواتي لقد وقفنا عند المقطع القائل (الهي قرعت باب رحمتك بيد رجائي، وهربت اليك لاجئاً من فرط اهوائي، وعلقت باطراف حبالك أنامل ولائي …)، هذا المقطع من الدعاء يتضمن ثلاث فقرات او عبارات استعارية حدثناكم عن اثنتين منها ونحدثكم الان عن الثالثة، وهي (وعلقت باطراف حبالك أنامل ولائي)…
اذن: لنتجه الى ملاحظة هذه العبارة واستخلاص دلالاتها ونكاتها وطرافتها …
لو دققت النظر في هذه الصورة الاستعارية لأمكنكم ملاحظة ما يلي:
ان هذه الصورة هي امتداد لا سبقها من الصور فلو عدتم بذاكرتكم الى الصورة الاولى من المقطع لرأيتم بانها تتحدث عن الرجاء لرحمة الله تعالى، واما الصورة الثانية فكانت تتحدث عن الهروب من الذنب واللجوء الى الله تعالى، واما الصورة الثالثة فهي تقف عند محطة خاصة بعد هروب العبد ولجوئه الى الله تعالى، حيث لابد من الوصول الى الهدف بعد الرحلة او الهروب …
وها هو الموقف اوالمحطة التي يقف عندها العبد فما هي ملامح السلوك الذي يسم هذه المرحلة انا صورة طريفة… انها صورة العبد المذنب وقد مدت امامه حبال الله تعالى حبال الرحمة … اليست الرحمة هي التي تسبق غضب الله تعالى؟ اليست الرحمة هي الباب التي قرعها العبد؟ وها هي الرحمة قد مدت السماء حبالها الى العبد حتى يتشبث بها …
هنا ندعوكم الى ملاحظة المرآة او المنظر من جديد حيث مدت السماء حبالها، وحيث اتاحت للعبد ان يمسك بهذا الحبل ولكن كيف ذلك؟.
الصورة تقدم لنا حادثا طريفا هو: ان العبد يعلق أنامل يديه باطراف الحبال المذكورة ولكن اية أنامل؟ انها أنامل ولائه لله تعالى، انه العبد المذنب ولكنه ليس المتمرد على اوامر الله تعالى بل هو الموالي لله تعالى ولكنه في لحظة ضعف مارس ذنوبا وها هو يندم عليها ويرجو من الله تعالى ان يغفرها …
هنا يتعين علينا ان نحدثكم عن الرمز المتمثل في ظاهرة “الحبال” والرمز المتمثل في “الانامل”، فماذا يعني كل منهما؟
من البين ان “الحبل” هو الوسيلة التي يعلق عليها الثوب المغسول مثلا، وعملية الغسل تعني تطهير الثوب من الوسخ، وسخ الذنب، ولذلك فان الرحمة الممتدة من السماء الى العبد سوف يتم بواسطتها تحقيق الطهارة من وسخ الذنوب …
اذن: كم هي طرافة هذه الملامح؟ ثم نواجه رموز “الانامل” وعلاقتها بالتطهير من الذنوب …
الأنامل هي انامل “الولاء” كما ذكر الدعاء ذلك … فيما ان العبد حينما مارس الذنب لم يكن متمردا بل كان فريسة للحظات الضعف حينئذ فان عواطفه او اعماقه الحقيقية انما تتمثل في ولائه لله تعالى، وهذا الولاء هو الذي سمح للعبد ان يجسده بمثابة أنامل تتكفل بتعليق الثوب على الحبل “حبل الرحمة” حتى يتطهر وينظف من وسخ الذنب …
اذن: للمرة الجديدة كم نلاحظ من الطرافة التعبيرية هنا …؟ انها بلاغة الدعاء بلاغة الامام علي(ع).
المهم: بعد ذلك هو ان نستثمر نحن قراء الادعية هذا الموضوع وذلك بان نغسل انفسنا من الذنوب ونتشبث برحمته تعالى ونعمق من ولائنا لله تعالى وللنبي(ص) وللمعصومين عليهم السلام ونتصاعد بممارسة الطاعة الى النحو المطلوب.
2019-03-29