الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / المرأة علم وعمل وجهاد

المرأة علم وعمل وجهاد

الفصل الثالث‏

 

الجهاد

هل للمرأة دور في الجهاد؟

كيف تؤدي دورها؟

خلف الجبهات‏

علاج الجرحى‏

هل يمكن للمرأة أن تكون مقاتلة؟

هل للمرأة دور في الجهاد؟

 

إن الجهاد هو حالة اجتماعية عامة يعيشها المجتمع بكل شرائحه ويقوم كل فرد في المجتمع بدوره الجهادي ضمن ساحته وامكاناته الخاصة، فالرجل الذي يحمل سلاحاً وينطلق ويواجه العدو ويطلق النار عليه، هو في الحقيقة وليد بيئة صنعتها له أم وواكبته أخت وأمنت احتياجاته أخرى وطببته إذا جرح ثالثة ورافقته دعوات مخلصة اللهم انصر الإسلام والمسلمين.

 

فالمرأة شريكة الرجل في جهاده، وحضورها المتميز هو الذي سهل مقدمات النصر.

 

يقول الإمام الخامنئي دام ظله :

“تمجيد ومديح وشكر لحضور المرأة في الثورة، وفي الأعمال بعد الثورة، وفي أساس النهضة.

فلولا حضورهنّ في ساحة المواجهة هذه لما انتصرت هذه النهضة أساساً”.

 

وقد أثبتت التجارب المعاصرة أهمية دور المرأة وفعاليتها في الجهاد حتى صار لها دور خطير وأساسي في ميادينه.

 

يقول الإمام الخامنئي دام ظله:

“إن دور النساء في الثورة كان دوراً أساسياً، وخلال الحرب كان دورهن مصيرياً، وسيكون دورهنّ‏ِ في المستقبل أيضاً مصيرياً إن شاء اللّه. شرط أن نرعى نحن الجوانب المعنوية لدى النساء، فهنّ‏ِ اللواتي يؤمِّنّ المستقبل ويضمنّه. أسأل اللّه أن يؤيدكنّ”.

 


شرط تأديتها الدور

 

لقد ذكر الإمام الخامنئي دام ظله في كلمته السابقة شرطاً أساسياً في فعالية المرأة ولعبها للدور الإيجابي في الجهاد، وهذا الشرط كما عبر عنه القائد دام ظله هو:

“… شرط أن نرعى نحن الجوانب المعنوية لدى النساء”.

 

 

فالجانب المعنوي هو أساس في حركة المرأة وخصوصاً الحركة الجهادية، وبدون تأمين الجانب المعنوي سيتحول دور المرأة من الإيجاب إلى السلب ومن أسباب النصر إلى اسباب الضعف والوهن والفشل، لذلك علينا أن نهتم بشكل أساسي بموضوع الجانب المعنوي من شخصية المرأة.

 

كيف تؤدي دورها؟

 

ما هو دور المرأة في الجهاد؟ نعني بدورها الجهادي أن تقوم بحمل السلاح واقتحام المواقع والتلال؟ أم أن لها دوراً جهادياً اخر يمكنها أن تقوم به؟ هناك أدوار كثيرة تقوم بها المرأة في ساحة الجهاد، يشير الإمام الخامنئي دام ظله إلى بعض هذه الأدوار:

 

أ- تأثيرها كأم:

 

إن الأم هي التي تؤمّن البيئة المناسبة لولدها ليتحول إلى رجل واع يحمل هموم أمته ويدافع عنها ويسير في ركب المجاهدين والشهداء، هي التي ترضعه العزة وتلقمه العنفوان وتفتح عينيه على الكرامة وترسله إلى المسجد وتشجعه على قراءة القران الكريم و التوجه بالدعاء، وباختصار هي المدرسة التي تخرج الشهداء.

 


يقول الإمام الخامنئي دام ظله:

“خلال مرحلتي الثورة والحرب المفروضة حوّلت الأمهات أبنائهنّ‏ِ إلى جند مضحّين وشجعان في سبيل الإسلام والمسلمين”.

“وفي مرحلة الثورة وبعد انتصار الثورة الإسلامية كانت هناك نساء عظيمات، تلك النسوة اللاتي ربين الشهداء”.

“وخلال الحرب المفروضة لولا وجود أمثال أم الشهداء الثلاثة هذه وأمهات الشهداء وزوجاتهم، ولولا إيمانهنّ وصبرهنّ‏ِ وصمودهنّ ومعرفتهنّ ووضوح رؤيتهنّ أمام خسائر الحرب وتضحيات الشبان والرجال, لما انتصرنا في الحرب. وإني لأفخر بلقاءاتي وحديثي مع الالاف منهنّ عن قرب، والتعرف على خصوصياتهنّ.

لو فقدت أمهات الشهداء وزوجات الشهداء صبرهنّ‏ِ، لخبا شوق الجهاد في سبيل الله وعشق الشهادة في قلوب الرجال، وما هاج وثار، وما عبقت رائحة الجهاد والشهادة في مجتمعنا”.

 

ب تأثيرها كزوجة:

 

لا يتوقف تأثير المرأة عند الأم فقط بل ينتقل إلى الزوجة أيضاً فالزوجة قادرة على التأثير على زوجها بشكل كبير جداً وهذا ما أثبته التاريخ والتجارب.

وركب أبي عبد الله الحسين عليه السلام فيه الكثير من النماذج التاريخية التي تؤكد ذلك، وتجربة إيران الإسلام أيضاً فيها الكثير من النماذج

 


الناصعة التي يمكن ملاحظتها والتي ينقلها الإمام الخامنئي دام ظله في بعض كلماته:

“وحوّلت الزوجات أزواجهنّ‏ِ إلى مقاومين أشدّاء خلال مرحلتي الثورة والحرب المفروضة. نعم هذا هو دور المرأة وتأثيرها على ابنها وزوجها، وهذا هو الدور الذي يمكن للمرأة أن تؤديه داخل أسرتها، وهو من أهم الأدوار، وهو برأيي أهم من سائر أعمال المرأة. فتربية الأبناء، ودعم الأزواج روحياً ليتمكنوا من اقتحام الساحات الكبرى هو من أهم أعمال المرأة”.

“تلك النسوة اللاتي استطعن أن يجعلن من أزواجهنّ‏ِ أو أبنائهنّ‏ِ أفراداً مضحّين يدافعون عن البلد والثورة، يدافعون عن وجود الشعب وكرامته، إنهنّ‏ِ نساء عظيمات. لقد استطعن أن يؤدين عملاً عظيماً، وقد شاهدت بنفسي العديد منهنّ‏ِ”.

 

إن قدرتها على التأثير هذه تجعلها هي المؤثر الأكبر في موضوع الجهاد حتى أنها قادرة على قلب الموازين لو أرادت وقامت بدورها بالشكل الصحيح، وهذا يعطيها دوراً أكبر من دور الرجل.

 

يقول الإمام الخامنئي دام ظله:

“إنّ‏ِ قيمة المرأة هي أن تجعل جو الحياة جنّة ومدرسة وجواً امناً ومنطلقاً للعروج نحو المعارف المعنوية والمنازل المعنوية لها ولزوجها ولأبنائها. وعندما يستدعي الواجب يمكنها أن تؤثّر في مصير البلاد، وتلعب دوراً في تحديد

 

 

 


مصير المجتمع. وعندها سيكون دور المرأة كما قلنا سابقاً أكثر من خمسين بالمائة، وهو دور غير كميّ، بل إنّه دور كيفي. تؤدي المرأة دورها، وتدفع معها أولادها وزوجها نحو الطريق المطلوب. وعليه فإن دور المرأة مضاعف”.

“خلال مرحلة المواجهة مع نظام الطاغوت في إيران، كان هناك رجال كثيرون يخوضون ساحة الصراع، لكن نساءهم لم تدعهم يكملوا المواجهة، لأنهنّ‏ِ لم يطقن صعوبات المواجهة، ولم يكن لديهنّ‏ِ إيثار.

وهناك من كانوا على العكس من ذلك، حيث كانت النساء يشجعن أزواجهنّ‏ِ على المواجهة، ويقدّمن لهم العون، ويشكِّلن بذلك الرافد والداعم الروحي لهم.

ففي عامي 1979/1978م عندما كانت الشوارع والأزقة مملوءة بالناس، كان للنساء دور مهم في تعبئة أزواجهنّ‏ِ وأبنائهنّ‏ِ وتوجيههم نحو ساحة الصراع والمواجهة والتظاهر”.

 

خلف الجبهات‏

 

إن القيام بادوار خلف الجبهات لدعم تلك الجبهات هو في الحقيقة عمل جهادي، وهو في كثير من أجزائه وتفاصيله يقع على عاتق المرأة.

 

يقول الإمام الخامنئي دام ظله:

“إننا نشكر الله أن المرأة الإيرانية والمسلمة قد أبدت كامل قدرتها في هذا المجال. نعم إن نساء إيران الشجاعات

 


الواعيات المقاومات الصابرات قد أثبتن حضورهنّ‏ِ الفعّال خلال مرحلة الثورة وخلال مرحلة الحرب وفي جميع الساحات، من خلال نشاطهنّ‏ِ خلف الجبهات”.

 

علاج الجرحى‏

 

من الأدوار البارزة للمرأة في ساحات المواجهة هو دور التمريض وعلاج الجرحى، فإن عمل المرأة هذا أشبه بالصدقة الجارية، فهي تشارك كل مجاهد برصاصته التي يطلقها بعد أن داوت جراحه وأعادته إلى الميدان ليتابع مسيرته، وهذا الدور كانت تقوم به النساء في صدر الإسلام وواكب مسيرة وسيرة المسلمين على الدوام.

 

يقول الإمام الخامنئي دام ظله:

“في صدر الإسلام كانت المرأة تتولى مهمة معالجة جرحى الحرب في ساحة المعركة، بل كانت تلبس النقاب وتبارز بالسيف خلال الحروب الشديدة”.

 

هل يمكن للمرأة أن تكون مقاتلة؟

 

الجهاد في الأساس واجب على الرجال فقط باستثناء بعض الأمور الخاصة بالدفاع… الواجب على الجميع فهو ينسجم مع طبيعة الرجل الجسدية والمعنوية أكثر من المرأة، ولكن هذا لا يعني تحريم الجهاد المباشر وحمل السلاح على المرأة بل يمكنهن أن يقمن بذلك.

 

يقول الإمام الخامنئي دام ظله:

“وكانت هناك نسوة بارزات أخرى في صدر الإسلام، كنّ

 


حاضرات في شتى الميادين، حتى في ساحة الحرب، وقد شارك بعضهنّ في القتال أيضاً، ممن كنّ‏ِ يمتلكن قوة جسدية، فضربن بالسيف، رغم أن الإسلام لم يوجب ذلك على النساء، وأراحهنّ‏ِ منه، لأنه لا يتلاءم مع طبيعتهنّ الجسدية ولا ينسجم مع عواطفهنّ”.

IMG-20181123-WA0032

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...