الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / المرأة حقوق وحرية وحجاب

المرأة حقوق وحرية وحجاب

وقد ألفت القائد حفظه الله إلى هذا الأمر المهم:

 

“هناك شي‏ء في الغرب يملأ العيون، وهو عدم وجود تفاوت في السيرة الاجتماعية للرجل والمرأة في المجتمع. فكما أن الرجل يدخل إلى الاجتماع فيسلِّم وينضم إلى الحاضرين، كذلك المرأة تدخل بنفس السهولة وتنضم إلى الموجودين… وهي نقطة ايجابية، لكنها سطحية وظاهرية وإلى جانبها سلبيات كثيرة.

 

أولاً: إنهما (أي الرجل والمرأة) داخل الأسرة ليسا كذلك إطلاقاً، فالاحصاءات والأخبار القطعية، لا الكلام المنبري والشعارات، كلها تشير إلى ظلم المرأة… حتى الرجل يظلم، لكنه رجل وصاحب اليد الأقوى… لكن التي تظلم بشكل قطعي هي المرأة، ذلك لأن زوجها يقيم علاقات عاطفية وجنسية مع عدّة نساء غيرها، وله علاقات حميمة ودافئة لا يقيمها مع زوجته! ذلك يشكل أكبر ضربة للمرأة.

 


 فالمرأة ترغب مع شريك حياتها، وأن تكون بينهما علاقات عاطفية صادقة، وأن يكون الأقرب إلى بعضهما من العالم كلِّه…”.

 

على هامش مسألة الحجاب (إلفاتات ووقاية)

 

لا يكفي أن نشرِّع مسألة ما، بل لا بد من ايجاد وسائل لتطبيق هذا التشريع تطبيقاً كاملاً، وللمساعدة على تحقيق هدفه.

 

أ- على النساء التخصص في المجالات الطبية كافة

 

وهنا اقترح القائد حفظه الله أمراً يساعد على تطبيق الحجاب:

 

“وأشير هنا إلى ضرورة تخصص النساء في كافة الفروع والتخصصات الطبية، وعدم الاكتفاء بالطب النسائي، فما دمنا نعتقد بضرورة وجود فاصلة في العلاقة والارتباط الاجتماعي بين المرأة والرجل، ونؤكد على رفض الاختلاط الحر بين المرأة والرجل، ونعتقد بالحجاب بمعناه الواقعي الكامل، لذلك لا يمكننا إهمال المسألة الطبية، أي أنه يلزمنا وجود نساء طبيبات بنفس النسبة الموجودة من الأطباء الرجال، حتى تتمكن المرأة من مراجعة الطبيبة في أي اختصاص أرادت، ولا داعي للمساس بتلك الفاصلة…

 

بعض النسوة يعتقدن أن على المرأة أن تدرس التخصصات النسائية فقط، وأن يبقى تخصصهن محصوراً بأمراض الحمل والولادة، لكن الأمر ليس كذلك…”.

 


ب- انشاء معاهد تعليمية نسائية

 

 “بلغني أن هناك نية وحديث لايجاد جامعة خاصة بالنساء إنشاء اللَّه، أي أن يكون الأستاذ فيها والمدير والطلاب، بل وحتى الجهاز الإداري من النساء، خاصة في الجامعات الطبية. إنها فكرة جيدة جداً…”.

 

ج- خطورة الخلوة بالأجنبي والتزين

 

‏ وألفت القائد إلى ضرورة الانتباه لخطورة الخلوة بالأجنبي:

 

“في الإسلام هناك حجاب بين المرأة والرجل، إنه أمر لا يمكن إنكاره، فهذا الحجاب موجود، وهو موجود لحكمة ما، وحقيقة لا بد من وجوده. وعندما يقال أن انفراد الرجل والمرأة داخل غرفة مغلقة لوحدهما حرام، فإن لذلك التحريم معنى عميق وحكيم، وهو أمر صحيح، وكل رجل وامرأة إذا عادا إلى أنفسهما فسيؤيدان هذا الحكم. … والحكم الذي يحرّم على المرأة أن تظهر بزينتها أمام الرجال وفي جمع من الرجال، إنه حكم صحيح…

 

الثقافة الإسلامية تذمّ‏ُ التبرُّج لغير الزوج…”.

 

د- عدم الاختلاط السلبي‏

يقول القائد حفظه الله:

 

“… ومن جملة ذلك (الأحكام الإسلامية) مسألة الحجاب، ومسألة وجود حد بين الرجل والمرأة، وذلك الحد في منطقة خاصة ولا يشمل كل الأماكن…”.

 


 فعلى المرأة أن تحترز عن الاختلاط السيئ، طبعاً ليس كل اختلاط سيئ، فلا بأس بالاختلاط مع المحافظة على الموازين الشرعية.

 

“افترضن أن امرأة قد تقلَّدت منصباً حكومياً كبيراً… وكان ذلك المنصب مهماً جداً، ويراجعه رجال كثيرون، فلا إشكال في ذلك، ولا مانع من تولي امرأة لذلك المنصب، فيمكن للمرأة أن تستقبل في منصبها الاف الرجال والمراجعين وبشكل حكيم.

 

وكذلك الأمر في ساحة المواجهة وفي ساحة الحرب، كالساحة التي شاركت فيها السيدة زينب، والسيدة الزهراء، والسيدة حكيمة، أو أخت الإمام الصادق‏ عليه السلام حيث طلب الإمام من سائليه أن يسألوه”.

 

ه- العلم والسفور

 

“… العلم بكلّ‏ِ عظمته تلك لا يساوي شيئاً أمام الحيثية المعنوية التي منّ بها اللَّه على المرأة. فإذا بلغت امرأة ما أعلى مستويات العلم، لكنها كانت مبتذلة في المسائل الإنسانية وفي علاقاتها الإنسانية كجنس من جنسين، فهل ترين لها قيمة؟ طبعاً المرأة العالمة تكون أقل تعرّضاً للابتذال. فإن من افات الأمية ارتفاع نسبة الابتذال عند النساء، وليس للابتذال حدّ معين.

 

إن الجوهر الإنساني، عزيز لدى المرأة والرجل، وعندما يتعلمان العلم والحكمة، فإنهما يسعيان إلى ابراز وجلاء ذلك الجوهر أكثر فأكثر…”.

 


 

و- التبرج ظلم للمرأة

 

“على المرأة أن تعرف شأنها الحقيقي، ويجب أن لا تظلم لكونها امرأة، فإنه أمر سي‏ء جداً. الظلم الذي لحق بالمرأة وسمي ظلماً، أو الظلم الذي لا يسمَّى ظلماً، لكنه في الحقيقة ظلم، كسوقها نحو التجمُّل والاستهلاك والزينة المفرطة والصرف المسرف وتبديلها إلى وسيلة للاستهلاك، هذا كله ظلم كبير للمرأة. قد يمكننا القول أنه من أشد الظلم لها، لأنه يجعلها غافلةً كلياً عن مقاصدها وأهدافها التكاملية، ويصرفها عنها، ويشغلها بأمور صغيرة جداً وحقيرة، وهذا ما قام به النظام الملكي الظالم، ولا بد الآن من الوقوف بوجهه…”.

 

العباءة أفضل أنواع الحجاب‏

 

“إننا نرى أن الدراسات والبحوث الجارية التي تدور حول ستر المرأة هي بحوث جيدة، لكن عليكنّ‏َ الالتفات أنّ أيّاً من هذه البحوث حول ستر المرأة يجب أن لا يكون متأثراً بالهجوم الإعلامي الغربي، فإن كان متأثراً فسيفشل. كأن نفكِّر مثلاً أن الحجاب جيد، لكن لا داعي للعباءة ذلك تفكير خاطى‏ء. ولا أعني بذلك أن الحجاب لا يكون إلا بالعباءة، بل إني أقول إن العباءة هي أفضل أنواع الحجاب…

 

 


… هل تظنون أننا إذا تركنا العباءة، وتمسكنا بالمقنعة…فإن الغرب سيدعنا لشأننا؟ كلا، لن يقتنعوا بذلك، إنهم يريدون منّا أن نتبع ثقافتهم المنحوسة…”.

 

نماذج إسلامية

 

أ- النموذج النسائي في القرآن الكريم‏

 

“… عندما أراد اللَّه تعالى أن يضرب مثلاً للمؤمنين على مدى تاريخ النبوّات قال في القران وضرب اللَّه مثلاً امرأة فرعون… فرغم وجود المؤمنين بكثرة في زمان النبي موسى والذين ضحوا في سبيل الإيمان، لكنه ذكر اسم النموذج النسائي، ما سبب ذلك؟ وهل أراد اللَّه تعالى أن ينحاز إلى جانب النساء؟ أم أن هناك أمراً اخر؟

 

القضية هي أن هذه المرأة قد بلغت انذاك قمة الحركة المعنوية، بحيث لا يمكن إعطاء مثل بغيرها. وكان ذلك قبل فاطمة الزهراء عليها السلام وقبل السيدة مريم الكبرى فكانت المثل لزمانها، هي امرأة فرعون وليس النبي أو ابن النبي أو زوجة النبي أو أسرة أي نبي، إن التربية المعنوية والرشد والسمو لتلك المرأة هو الذي بلغ بها منزلة المثل.

 

طبعاً هناك نقطة مقابلة ومعاكسة لها أيضاً، أي أن هناك مثلاً للفساد أيضاً، فإن اللَّه تعالى ضرب مثلاً لأسوء الناس فقال: “ضرب اللَّه مثلاً للذين كفروا امرأة

 


نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنينا عنهما من اللّه شيئاً…”7 فيذكر امرأتين كمثال لأسوء الناس، فما أكثر الكفار الذين كانوا على زمان نوح ولوط، لكن القران لا يذكرهم كمثال، بل يعطي مثالاً امرأتي نوح ولوط، فما هو منشأ هذه العناية بجنس المرأة والاهتمام بسموها وحضيضها؟ لعل القران أراد بذلك أن يشير إلى النظرة الخاطئة لأناس عصر النزول، وللأسف فإن تلك النظرة ما زالت مغلوطة اليوم، أراد أن ينبه أهالي الجزيرة العربية الذين كانوا يئدون بناتهم، وأهالى امبراطوريات العالم انذاك من روم وفارس”.

 

ب- نساء الإسلام الأوائل‏

 

لقد كان نساء ورجال صدر الإسلام يفتخرون بدينهم ويعتزون به، ويثقون بأحكامه وتشريعاته، فيطبّقون أحكامه دون أن يجادلو، وذلك ثقة واعتزازاً بقيم وقوانين الدين الإسلامي.

 

يروى عن نساء الأنصار

 

“أنهن‏ لمّا نزلت سورة النور: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)، انقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل اللَّه إليهم منها، يتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحّل فاعتجرت به تصديقاً وإيماناً بما أنزل اللَّه من

7-التحريم:10


 

 كتاب، فأصبحن وراء رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم كأن على رؤوسهن الغربان”8.

 

هذا هو المجتمع الإسلامي الأوّل، إنه مفعم بالإيمان، يلتزم بشدة وبسرعة وبلا جهد سوى أن أمر اللَّه الحكيم قد نزل، فلا حاجة للدعاية والنشر والكتب والخطب وبيان مضار الشي‏ء ومفاسده، وصلاح الشي‏ء ومنافعه. لذلك كان الرجال والنساء على طريق التكامل المعنوي الصحيح، فتقدّموا وتطوّروا وانتصروا، بعد أن كانوا متخلفين مغلوبين.

 

وإذا أرادت النساء أن يتقدمن ويتطورن ويرفعن الظلم عنهن فما عليهن إلا أن يثقن بدينهن ويلتزمن أحكامه.

 

يقول الإمام الخامنئي حفظه الله:

 

“لو طبِّق رأي الإسلام في أي مجال بشكل جيد، وحدّد ذلك الرأي بشكل صائب، فإن كثيراً من المشاكل، ولعلها جميع المشاكل ستحل في المستقبل. لكن للأسف فإن كثيراً من الناس لا يعرفون الاراء القرانية والإسلامية في كثير من القضايا. ومن بينها هذه القضية (قضية المرأة) ويولّون جل اهتمامهم للعادات والتقاليد والاستنتاجات والأذهان غير السليمة ولإنتاج الثقافات الغريبة عن الأديان الإلهية والغريبة عن الإسلام. إنهم يعرفونها أكثر، لذلك فإنهم يستمرون بالسير في الطريق الخاطى‏ء”.

8- تفسير ابن كثير، ج‏2، ص‏295.

 


وإليكم بعض ملامح النساء الأوائل:

 

“في صدر الإسلام كانت المرأة تتولّى مهمّة معالجة جرحى الحرب في ساحة المعركة، بل كانت تلبس النقاب وتبارز بالسيف خلال الحروب الشديدة، في نفس الوقت كانت تحتضن أبناءها داخل بيتها، وتربيهم تربية إسلامية، وتحافظ على حجابها، فليس هناك منافاة بين كل تلك الأمور…”.

 

“… وكانت هناك نسوة… بارزات في صدر الإسلام، كن حاضرات في شتّى الميادين، حتى في ساحة الحرب، وقد شارك بعضهن في القتال، ممن كنّ‏َ يمتلكن قوة جسديّة، رغم أن الإسلام لم يوجب ذلك على النساء، وأراحهنّ منه، لأنه لا يتلاءم مع طبيعتهن الجسدية ولا ينسجم مع عواطفهن”.

 

ج- فاطمة الزهراء عليها السلام

 

من النساء الأوائل بل قدوة النساء فاطمة الزهراء التي أذهب اللَّه عنها الرجس وطهرها تطهيراً.

 

يقول القائد حفظه الله:

 

“يمتلك المسلمون وثقافتهم امرأة (فاطمة) بهذه العظمة، إن اللَّه تعالى كان قادراً على أن يجعل أعظم وأسمى امرأة في عداد الأمم الأخرى… لكنه جعلها في الأمة الإسلامية، وهي حجة علينا، وتنبيه لنا، لكي نجعل هذه الأسوة السامية أمام أعيننا، وأن نسعى للسير في درجاته”.

 


وهكذا يجب أن تتعلم نساءنا من الزهراء

 

“إن على المرأة المسلمة أن تسعى في طريق الحكمة والعلم وفي طريق التهذيب المعنوي والأخلاقي للنفس وتكون طليعة في ميدان الجهاد والكفاح (بكل أنواعه) ولا تهتم بزخارف الدنيا ومظاهرها الرخيصة وتكون عفتها وعصمتها وطهارتها بدرجة بحيث تدفع عنها نظر الأجنبي تلقائياً…”.

 

هذه هي فاطمة، قدوة النساء، في كل الخصال الحميدة، فهي العالمة فكنّ العالمات، وهي العابدة فكنّ العابدات، وهي المجاهدة فكنّ المجاهدات، وهي العفيفة فكنّ العفيفات.

 

د- المرأة الإيرانية

 

إن المقارن لأوضاع المرأة الإيرانية قبل وبعد الثورة، يرى الفرق الشاسع.

 

“ففي عهد الشاه كان التهتك في مدينة طهران وفي بعض مدننا الأخرى يفوق ما هو متعارف في المدن الأوروبية! فالمرأة الأوروبية العادية كانت ترتدي ملابسها وسترها، أما هنا فلم يكن الأمر كذلك، فما كنّا نرى ونسمع ونعلم، والمناظر التي كنا نراها، وهي ماثلة الان في أذهاننا، كانت تحيِّر الإنسان، وتجعله يتساءل عن سبب ذلك…”.

 

فجاءت الثورة وانقلب الحال فبعد أن كان الحجاب وصمة عار في عهد الشاه، أصبح علامة العفاف والطهر والتكامل.

 


“فهذه هي عصمة الإسلام التي ظهرت على وجوه نسائنا الثوريات في أيام الثورة وحالياً أيضاً وللَّه الحمد ، فلا يقول البعض أن النساء لا يمكنهن كسب العلم إذا حافظن على الحجاب والعفة وإدارة البيت وتربية الأولاد، فكم من النساء العاملات لدينا في مختلف المجالات في مجتمعنا… فهناك عدد كبير من الطالبات الجامعيات المجدّات ومن ذوات القابلية، وكذلك من الخريجات في مستويات عالية وطبيبات ممتازات من النمط العالي في مجالات علمية متنوعة، إن نساءنا اليوم في الجمهورية الإسلامية يحافظن على عفافهن وعصمتهن وطهارتهن كنساء، ويحافظن على الحجاب بشكل كامل، ويقمن بتربية أولادهن بالطريقة الإسلامية وكذا بالواجبات الزوجية كما يقول الإسلام، ويمارسن نشاطات علمية وثقافية…”.

 

فبهذا تشكل نساء إيران النموذج والمثل لكلّ‏ِ نساء العالم، وخاصة النساء المسلمات، ويثبتنّ أن المرأة المسلمة هي المجاهدة الحركية العالمة، وبنفس الوقت هي المحجبة والعفيفة، فلا تلازم بين السفور والعلم، ولا تناسق بين التهتك والتطور…

 

 

شاهد أيضاً

آداب الأسرة في الإسلام

رابعاً : حقوق الأبناء : للأبناء حقوق علىٰ الوالدين ، وقد لخّصها الإمام علي بن ...