حنان الهاتف النقّال! – زهراء حسام
24 نوفمبر,2018
تقاريـــر
807 زيارة
لقد اعتاد الجميع منظر الأطفال وهم محنيّو الظهر، قد أثنوا رقابهم الصغيرة على أجهزة (الموبايل والآيباد) ، واعتدنا مع هذا استسلام الوالدين عند طلب أطفالهم لتلك الأجهزة وسرعة تلبيتهم عند مطالبتهم بها، مع بعض التأفف الذي قد يعقب الإستسلام!
وما وصل الأطفال لهذا الحد الذي يجوز أن يطلق عليه “الإدمان” إلا بفعل الإستجابة الدائمة للأهل، ولعلّ أبرز أسباب التلبية السريعة من قبل الوالدين اذا ما طلب أطفالهم جهاز الموبايل هو التخلّص من مشاكسات أطفالهم وعراكهم، والإستمتاع برؤيتهم هادئين، منزوين في أحد أركان المنزل فيما يقضي الأب والأم أعمالهما أو يستمتعان بجلسة استرخاء تخلو من صخب الأبناء!
هل وصلنا لدرجة العجز لهذا الحد بحيث نتثاقل من تربية أطفالنا وتعليمهم السلوك الصحيح والحدّ من مشاكساتهم بدل تخديرها بأفيون الموبايل الفتّاك؟!
هل تخلّينا عن وظيفتنا تجاههم وهجرنا احتواءهم والجلوس معهم في جلسة عائليّة هادئة مفعمة بحنان الأسرة بدل هدوئهم المصطنع بين يدي جهازٍ ألكتروني؟!
هذا لو كان إستعمال الأجهزة الذكية في الألعاب الألكترونية، أما لو كان بالدخول في خضم متصفحات الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي وهو طفل صغير فهذه مجازفة كبيرة تظهر عاقبتها لاحقاً والمتضرر الأول فيها هما الوالدان، فيكون الطفل عند كل ضغطة زر كأن رصاصة اخترقت عقله وخُلقه، وثقافته، وهويته الإسلامية، عقله الذي لازال طرياً وقابلاً لأن يُنقش عليه أي شيء ثم يحتفظ بهذا النقش حتى يتصلب ويستحيل تغييره فيما بعد، وما بعد عقله من الأخلاق والثقافة والهوية التي ستتداخل معها سلوكيات وثقافات مختلفة، من هنا وهناك حتى تتشوّه أو تُمحى نهائياً!
فضلاً عن الضرر الصحي الذي يصيب الأطفال نتيجة كثرة الإستعمال مثل إصابات العيون والعمود الفقري والرقبة.
لعل كثيراً من الآباء يقول: وماذا نصنع وأطفالنا قد اعتادوا عليها، ولا يمكن عزلهم عنها؟
الذي أوصلكم لمرحلة التساؤل عن الحل، والحيرة هو إهمالكم وتسامحكم وتهاونكم وإغضائكم الأول، فسارعوا ليس الى منع أولادكم من تلك الأجهزة كليّاً بل الى تقنين إستعمالها وفق ما يتناسب معهم ويصلح لهم؛ فنحن لا ندعو لمقاطعة الأجهزة الذكية إذ أمست من متطلبات الزمان بل الى إستخدامها بالشكل الصحيح بما لا يؤثر على تلك البذور التي تترقب الأمة والبلد نماءها بشغف لإصلاح ما خرّبه مَن سبقهم.
2018-11-24