المرأة والأسرة
24 أكتوبر,2019
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
687 زيارة
قضيَّة المرأة في الفكر الإسلاميّ
القضية العالمية للمرأة
إنّ قضية المرأة، والتي ينبغي تسميتها اليوم في العالم “أزمة المرأة“، تُعدّ من أكثر القضايا أهمّية في أيّ مدينة ومجتمع وبلد[1].
إنّ تعبير “أزمة المرأة” يثير العجب. وفي يومنا هذا تُطرح قضية أزمة الماء والهواء، وأزمة المياه، وأزمة الطاقة، وأزمة الاحتباس الحراريّ، كقضايا أساس عند البشرية، ولكن لا يُعدّ أيّ منها كذلك.
إنّ أكثر الأشياء التي تُعد مشاكل أساساً للبشرية ترجع إلى تلك القضايا التي ترتبط بالمعنويات والأخلاق والسلوك الاجتماعيّ للبشر بينهم، ومنها قضية الرجل والمرأة وموقعية المرأة وشأنيّتها في المجتمع، حيث يُعدّ هذا في الحقيقة أزمة. غاية الأمر أنّهم لا يتوجّهون إليها ولا يطرحونها، والسياسات المتسلّطة على العالم لا تعتبرها من شأنها، ولعلّهم يعتبرون أنّ طرح هذه القضية مخالفٌ لتطلّعاتهم من الأساس[2].
أسباب وجوب التصدّي لبحث قضية المرأة
ينبري بعض للقول: ما الداعي لمثل هذه الحركة[3]؟ وما الذي تعوزه المرأة في مجتمعنا؟ من المؤسف أنّ بعض الناس يفكّر بهذا النمط، وهذه نظرة سطحية، فالمرأة في كلّ المجتمعات ـ ومنها مجتمعنا ـ تعاني من الظلم ومن نواقص تفرض عليها.
ولا نعني من النقص الذي نرفضه هو ما يعنيه الغربيون، بل المقصود به قلّة ميادين وفرص التعلّم والمعرفة والتربية والأخلاق والتقدّم وتفتّح الطاقات. (فلا بدَّ من السعي لبحث قضية المرأة للأسباب الآتية):
1- بلوغ المرأة الكمالات المعنويّة والأخلاقيّة والمعرفيَّة:
هذا من أهمّ ما يجب التنقيب عنه وضمانه. فإذا استطاع المجتمع الإسلاميّ تربية المرأة وفقاً للأُسوة الإسلامية، اقتداءً بالزهراء وبزينب، وأن ينشئ نساءً عظيمات قادرات على التأثير على العالم وعلى التاريخ، حينذاك تبلغ المرأة مقامها الحقيقيّ والشامخ. وإذا حصلت هي على نصيبها، الذي فرضه اللّه والشريعة الإلهية للناس جميعاً رجالاً ونساء، من العلم والمعرفة والكمالات المعنوية والاخلاقية، فستكون تربية الأطفال عند ذاك أفضل، وأحضان العائلة أكثر دفئاً ونقاءً، والمجتمع أكثر تقدّماً، ومشاكل الحياة أسهل حلاً، بمعنى أنّ
الرجل والمرأة يذوقان طعم السعادة[4]. لهذه الغاية يجب أن تُبذل الجهود، وهذا هو الهدف المنشود، وليست الغاية والهدف عملية حشد النساء في خندق في مجابهة الرجال أو لإثارة تنافس عدائيّ بينهم. بل إنّ الغاية هي أن تسلك النساء والفتيات المسار نفسه الذي إذا سلكه الرجل يغدو إنساناً عظيماً وكبيراً، ليصبحن هنّ عظيمات أيضاً. وهذا الأمر يسير المنال وقد وقع في الإسلام[5].
[1] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ولادة بضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة الزهراء عليها السلام، في طهران، بحضور جمع من السيدات، بتاريخ 22/05/2011م.
[3] حركة التصدّي والسعي الثقافي لبحث قضية المرأة.
[4] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ولادة الصديقة الطاهرة عليها السلام ويوم المرأة، في طهران – ملعب الحرية الرياضي، بحضور جموع غفيرة من النساء المؤمنات، بتاريخ 19/06/1418ه.ق.
2019-10-24