الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / المرأة والأسرة

المرأة والأسرة

المباحث الأوليّة في قضيّة المرأة[1]

باعتقادي أنّ هناك مسألتين أهمّ من غيرهما(في بحثنا لقضية المرأة)، بل الأولى القول إنّهما عاجلتان أكثر من غيرهما:

الأولى: مسألة إعطاء أهميّة واعتبار أكبر للمنزل والعائلة. أي أن يكون للمنزل شأن أكبر، إذ لا يمكن تصوّر إنسان بدون منزل، بدون مسكنٍ ومأوى، فكلّ إنسان يحتاج إلى المنزل، وإلى بيئة المنزل، والعائلة عبارة عن روح المنزل. ويجب الاهتمام بها، والتفكّر والتدبّر في أمرها.

 

الثانية: الحيلولة دون ضعف المرأة وظلمها، وفي مختلف المستويات. لدينا في بلادنا نساء ضعيفات، محرومات، نساء مظلومات مقهورات، يجب الحؤول دون هذا الظلم الواقع. ويجب وضع قوانين مهمّة، ولا بدّ من وجود خُلقيّات لازمة، وآداب وأعراف ينبغي أن تتحقّق في شتّى المستويات، لحماية المرأة من التعرّض للاضطهاد في الأمور التالية: المعاشرة، الجنس، الثقافة والفكر. أي من الأمور

 

الشخصيّة والخصوصيّة جدّاً كالجنس، الذي يمكن أن تضطهد المرأة فيه، إلى المسائل العامّة، كالمعاشرة والعائلة. ففي مسألة العائلة: الاحترام من قبل الزوج، من الأبناء، من الأب ومن الأخ، فإذا كانت المرأة محترمة ومُكرّمة في محيط العائلة، فإنّ جزءاً مهمّاً من مشاكل المجتمع سيُحلّ. يجب أن نجعل الأبناء يُقبّلون يد الأم. وهذا ما يصبو إليه الإسلام، أن تكون العائلات أكثر تديُّناً وأخلاقاً وقُرباً من المفاهيم الدينيّة. أن تكون العلاقة بين الأبناء والأمّ تكريميّة. وهذا لا يتنافى أبداً مع العلاقات العاطفيّة والحميمة بين الأمّ والأبناء.

 

بعد هاتين النقطتين، يوجد مسائل مهمّة أخرى: مسألة الزواج والنجاة من العزوبيّة، يجب إحصاء عقبات الزواج، الأمر الذي أشارت إليه السيّدات اللواتي ينْشطن في هذا المجال، وأنا راضٍ جدّاً، لأنّه، وبحمد الله، يجري الخوض في هذه المسائل. مسألة الستر، مسألة المعاشرة، فنحن بحاجة للقيام بعمل أساس في هذا المجال. مسألة الحماية المالية والحقوقيّة للنساء المحرومات أو المظلومات، وكانت المحاكم من الأمور التي تشغل بالي، وقد أشارت السيّدة “خُراساني رضوي” إلى أنّه يتمّ العمل على ذلك في المحاكم، أتمنّى حقّاً أن يتحقّق ذلك بشكل عملانيّ.

 

ومن الأمور الأخرى التي تشغل بالي وتقلقني، أن لا تمتلك هؤلاء السيّدات القدرة على الدفاع عن أنفسهنّ في المحاكم وأمام القضاء، أن لا يمتلكن المال الكافي لتعيين المحامين الجيّدين،

 

وأن لا يتمكّنَّ من الدفاع بأنفسهنّ عن أنفسهنّ، فيقع الظّلم عليهنّ. فهذه من جملة الأمور المهمّة التي يجب متابعتها.

 

مسألة عمل المرأة، حدود هذا العمل، نوع هذا العمل، كيفيّة هذا العمل وما تحدّثنا عنه في مجال حرّية العمل، فهذه من الأمور التي يجب القيام بها، لكنّ الأولويّة للمسألتين اللتين تحدّثت عنهما في البداية.

 

من الأمور الأخرى التي تشغل بالي أيضاً، وجود كلّ هذه الأنشطة المتنوّعة في مجال المرأة وقضيّة المرأة في البلاد، من القضايا الحقوقيّة والقانونيّة والفقهيّة إلى القضايا الاجتماعيّة والتنفيذيّة، إلى العاطفيّة، وكلّ المواضيع المطروحة في مجال المرأة ـ يجب أن تتّخذ شكلاً تنظيميّاً، وهندسيّاً عامّاً. بعض التقارير التي وصلت إليَّ، أو بعض ما قيل هنا، يشير إلى أنّه، قد طُرحت بعض الأفكار في هذا المجال، لكن وباعتقادي، يجب أن يكون العمل جامعاً في هذا المجال. أن نتصوّر ونرسم لجميع قضايا المرأة وشؤونها، شكلاً تنظيميّاً وهندسيّاً صحيحاً، وأن يُؤسّس مركز متقدّم وثابت، مع فريق مقتدرٍ وخطّة بعيدة المدى، فأنا لا أؤمن بالخطط القصيرة المدى في الأمور المهمّة. وبعدها يتمّ تعيين اللجان والمؤسّسات المُلحقة والمناسبة وفي مختلف القطاعات، فيطَّلعون على إنجازات بعضهم بعضاً ويُنشئون بنكاً للمعلومات. حيث إنّ هناك الكثير من الأعمال، ومن الممكن أنّ بعض السيّدات المشاركات في هذا اللقاء غير

 

مطّلعات على أعمال وإنجازات بعضهنّ بعضاً. حسن، لدينا، والحمد لله، هذا الكمّ من النساء العاقلات والنُخب، في مختلف المجالات، وبآراء مختلفة، فيجب الإفادة من هذه المجموعة العظيمة[2].

[1] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء جمع من السيّدات الحوزويّات والجامعيّات، بمناسبـة ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، في طهران، بحضور جمع من السيدات والحوزويات والجامعيات، بتاريخ 11/05/2013م.

[2] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء جمع من السيّدات الحوزويّات والجامعيّات، بمناسبـة ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، في طهران، بحضور جمع من السيدات والحوزويات والجامعيات، بتاريخ 11/05/2013م.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...