المرأة والأسرة
14 مارس,2020
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
661 زيارة
وصايا للأخوات الزوجات
أقول للسيدات أيضاً جملة: إعرفن قدر أزواجكّن – وقد قلت هذا سابقاً – إنّهم من أفضل رجالات وطننا اليوم. ولا أقول أفضلهم بل هم جزء من الأفضل. أنتنّ اعرفن قدر هؤلاء الرجال وهذه الأعمال وهذه المشقّات، واعلموا أنّ ذاك الذي ينفض غبار التبعية ويزيل غبار الوضاعة والذلّة عن وجه شعب هو وجود أمثال هؤلاء الرجال في هذا الوطن.. وعلى هذا افتخرن بأزواجكنّ.
إنّ جهاد المرأة هو ببساطة توفير أسباب راحة الرجل، عندما يعود الرجل إلى المنزل متعبا منهكاً وسيّئ الخلق أحياناً، وهذه الأخلاق السيّئة والتعب والتململ الناشئ من محيط العمل تتمظهر داخل المنزل. في هذا الظرف لو أرادت هذه الزوجة الجهاد، فجهادها هو أن تتعامل مع هذه المحن وتتحمّلها قربة إلى الله. هذا هو “حسن التبعّل”.
كذلك أوجّه عناية زوجات المجاهدين، انتبهن حتّى لا تقعن في فخّ
التنافس والمقارنة الذي يسود في بعض المحافل النسائية وللأسف. إنّ التنافس من أجل الأُبّهة ومن أجل التفاخر وطلب الكماليات هو أقلّ من أن تقع النساء الصالحات رفيعات الشأن في أسره.
كلّ إنسان – رجلاً كان أو امرأة- إذا وقع في فخّ طلب زوائد العيش والكماليات وصار أسيراً لها ستضعف المعنويات الرفيعة في وجوده بالتدريج وستأفل.
عليكنّ أيّتها السيّدات أن تلتفتن إلى نكتة، وهي أنّ أزواجكنّ المجاهدين قد أخذوا على عهدتهم أحد أهمّ وأشرف أعمال هذا العصر، عمل شريف مصاحب بالمسؤولية، مصاحب بالخطر والمشقة،..، عملهم عزيز عند الله، وعليه فإنّ معاضدتهم وخدمتهم تبعث على الفخر. استوعبن هذا واعملن بهذه النيّة. وبما أنّ زوجك المجاهد قد قضى مرحلة شبابه في سبيل الله، فلتكن نيتّكن أن ما تقمن به هو لوجه الله.
إنّ حياتكنّ الزوجية ليست حياة زوجية بسيطة فحسب، بل هي ساحة للخدمة كذلك. ولهذا، كنّ على ثقة بثواب الله وقدّرن أيضاً هذه الفرصة.
أيّتها السيّدات المؤمنات، لا تسعين وراء الترف والكماليات. أنتُنّ بالتأكيد لستنّ كذلك، ولكن أسمع أحيانا أخباراً من هنا وهناك. إنّ تبديل اللباس الفلانيّ طبق الموضة الفلانية أو تغيير زخارف المنزل – وبحسب تعبيركنّ ديكور المنزل – بذاك النحو، وإلقاء مسؤولية تأمين
المصروف على الرجل، ليس مدعاة للافتخار. لا يجعلنَ السيدات أنفسهنّ أُسارى التنافس والمقارنة في مجال اللباس والزينة والديكور وأمثالها، هذا يؤذيهنّ ويوقع أزواجهنّ في المتاعب، ولن يحصّلن المقام عند الله بل يتسافلن.
إنّ قيمة المرأة تكمن في قدرتها على تبديل محيط عيشها، من أجلها ومن أجل زوجها وأولادها، إلى جنّة، إلى مدرسة، إلى محيطٍ آمن، إلى معراج نحو المعارف والمقامات المعنوية.
فلنروّج لعادة المطالعة بين الناس، هذا العمل الذي سمعت أنّ الأوروبيين اعتادوه في منازلهم، الأمّ تقرأ لابنها كتاباً وقت النوم، هذه العادة التي لا وجود لها في مجتمعنا.
لا ينبغي للنساء أن تنساق وراء الزينة وزخرف العيش. هذا الخطر، وإن كان يحدق بالرجال أيضاً، غير أنّه في النساء أكبر وأكثر ترجيحاً. علاوة على ذلك، فالرجال في هذه القضيّة، وفي موارد كثيرة، يقعون تحت تأثير زوجاتهم. أنتن واقعاً عليكن أن تحاربن هذه القضية وأن تراقبن أنفسكن.
أنا لست ضد الزخرفة والتزيين في حدّه المعتدل القليل الذي لا مفرّ منه، ولكن إن آلت الأمور إلى مسار إفراطيّ فإنّه يعدُّ شيئاً غير لائق بتاتاً.
يجب على السيّدات أن لا يولين أهمّية كبيرة للّباس والزينة والذهب والمجوهرات، حتّى يستغنين عن هذه الأمور، ويزداد – إن شاء الله – التوجه لمظاهر الجمال، والحُسن الحقيقيّ، أكثر من الجمال الشكليّ.
2020-03-14