الحركة النسوية في الثورة الإيرانية حركة زينبية
إنّ ثورتنا هي ثورة زينبية. منذ بداية الثورة قامت النسوة بأحد أبرز الأدوار فيها، سواء في واقعة الثورة الكبرى نفسها أو في تلك الواقعة العظيمة للدفاع المقدّس طيلة السنوات الثماني. ودور الأمهات، ودور الزوجات، وإذا لم يكن أكثر ثقلاً من دور المجاهدين وأكثر إيلاماً وتحمّلاً فهو يقيناً ليس بأقلّ. إنّ الأمّ التي ربّت ولدها وعزيزها طيلة ثماني عشرة أو عشرين سنة حتّى نضج بتلك العاطفة الأمومية، ها نحن نراها ترسله إلى ميدان الحرب حيث لا يَعلم أحد إذا كان جسده سيرجع أم لا، فأين هذا العمل من نفس ذهاب هذا الشابّ؟ إنّ هذا الشاب يتحرّك بحماس مع الإيمان والروحية الثورية. فلو لم يكن عمل هذه الأم أكبر من عمل هذا الشاب فهو ليس بأقلّ. وإذا أرجعوا جسده فإنّها تفتخر بأنّ ولدها شهيد. فهل أنّ هذه الأمور قليلة؟ إنّ هذه الحركة النسوية هي حركة زينبية في ثورتنا.
أعزائي، أخواتي، إخواني! إنّ ثورتنا قد مضت في هذا الطريق قُدُماً. وقدرتها وعظمتها إنّما كانت بهذه الأمور، بالتمسّك بالمعنويات المدعومة من اللطف الإلهيّ. وعندما أراد العدوّ أن يشمت بزينب الكبرى لما جرى عليها قالت: “ما رأيت إلا جميلاً” ، فقد قطّعوا
إخوتها وأبناءها وأعزّاءها وأقرب أنصارها أمام ناظريها إرباً إرباً، وسفكوا دماءهم ورفعوا رؤوسهم فوق الرماح وهي تقول: جميل! فأيّ جميل هو هذا؟ لاحظوا هذا الجميل بما نُقل من أنّ زينب الكبرى لم تترك صلاة الليل حتّى في ليلة الحادي عشر. على طول مرحلة الأسر لم يضعف انقطاعها إلى الله وتوجّهها إليه وتعلّقها به، نعم، لم يقلّ بل ازداد. هذه المرأة هي القدوة.
إنّ تلك الرشحات الربانية التي تنزّلت من هذه الحقيقة في مجتمعنا وفي ثورتنا هي التي أعطت العظمة لهذه الثورة. فهذه الأمور هي التي جعلت شعب إيران في هذا الزمان ـ ورغم كل العداوات ـ ملهماً للشعوب ورغم أنف العدوّ. إنّ شعب إيران اليوم يعدّ شعباً ملهماً بين الشعوب المسلمة. ولا شك بأنّ الأعداء لا يعجبهم هذا الأمر ولهذا يسعون إلى خنق صوته، ولكنّ واقع القضية هو هذا .
إنّ نساءنا قد أظهرن طوال فترة أحداث الثورة وما تلتها إلى يومنا هذا أنهنّ بمستويات عالية في الأمور التي تعتبر معايير حقيقية للحياة والقيم والعظمة، فأمّ ضحّت بأبنائها للّه وفي سبيل هدف مقدّس، ولا تبالي لذلك، هي امرأة عظيمة حقاً، وهذا شيء عظيم وإن وزن بأيّ ميزان وفي أيّ مكان من هذا العالم، وزوجة شابّة تحافظ مع كامل العفّة والطهارة على حرمة زوجها الأسير لمدة عشر
أو إحدى عشرة سنة في سجون العدوّ، هذه هي القيم. حضرنَ في سوح الحرب، وفي ميادين البناء والإعمار، وحضرنَ في ميادين الحرب النفسية أكثر من غيرهنّ. فعندما حاولت الأبواق المعادية إضعاف روحية الشعب، واجهت النساء المؤمنات هذه الأبواق، وهنَّ الآن كذلك، فأنتم تشاهدون الإعلام المعادي بأشكاله المختلفة يطرح الانتقاد تلو الانتقاد، ويضخّم الأشياء الصغيرة عشرات الأضعاف، وينقلها في الإذاعات المختلفة وبواسطة الإجراء في الداخل في المنشورات والمنشورات الفلانية. بعضهم يروّج للإشاعات بالبيانات السريّة وبعضهم الآخر علناً في المنشورات المسموح بها قانوناً، يدفعون الأموال للأشخاص للذهاب في الصف الفلاني أو في وسائل النقل العام لتشويه سمعة الدولة، نعم يدفعون الأموال لبعض الناس لإثارة الإشاعات ولخلق البلبلة. إنّ أفضل أناس صمدوا في مثل هذه الأوضاع هم نساؤنا المؤمنات واللواتي أعدادهنَّ ـ وللّه الحمد ـ كبيرة جداً، بل إن أكثر نسائنا هكذا رغم أنف الأعداء، فهذا هو مجتمع المرأة الزينبية، ومجتمع المرأة الفاطمية، وهذه هي التربية الإسلامية وتربية النظام الإسلاميّ، وهذه هي قيمة وعظمة وحرّية المرأة .
إنّ السيّدات الفعّالات في جبهة الثورة، قمن بدور بارز في يومٍ من الأيّام ـ قبيل انتصار الثورة بقليل، وفي أوائل الثورة، وطوال الحرب
المفروضة – فكان لهنّ حضور فعّال. فلا تَدَعْنَ حضور السيّدات الفعّال في جبهة الثورة يَخْفت، فالآخرون يحاولون، في مواجهة الثورة ومعارضة الثورة، الإفادة من عنصر المرأة الفعّال. بينما للثورة عدد أكبر من النساء الفعّالات، البارزات، الكاتبات، والعالمات. وعلى السيّدات المِقدَامات، المفكّرات، من صاحبات القلم والتأليف والخطابة، من اللواتي يُقدّمنَ الأفكار، أن لا يدعْنَ ساحة الثورة والدفاع عن الثورة .