أياد السماوي
أخيرا أدركت قيادات تحالف البناء أنّ السير مع سائرون إلى نهاية المطاف أمر غير ممكن , وأنّ العرس غير الشرعي الذي تمّ بين البناء وسائرون لا بدّ أن ينتهي ويوضع حد له , خصوصا بعد مهزلة تشكيل الحكومة , ولا بدّ لتحالف البناء من التصرّف ككتلة أكبر وإيقاف تعسّف سائرون والذهاب إلى مجلس النوّاب لإكمال تشكيل الحكومة , هكذا أعربت قيادات تحالف البناء في الاجتماع الذي تمّ في مقر رئيس تحالف البناء السيد هادي العامري , حيث اتفقت هذه القيادات على منح ممثلي الشعب في مجلس النوّاب التصويت على ما تبّقى من الكابينة الوزارية دون الخضوع لإرادة هذا الطرف أو ذاك , وإنهاء التنسيق مع سائرون والتمّسك بمرّشح تحالف البناء السيد فالح الفياض لوزارة الداخلية , وما تمّخض عنه اجتماع قيادات تحالف البناء كان يجب أن يحصل قبل هذا الوقت لتلافي خطيئة تجاوز الكتلة الأكبر وخطيئة القبول بتجزئة التصويت على كابينة السيد عادل عبد المهدي , ولو كان تحالف البناء قد رفض تجزئة التصويت على الكابينة الوزارية واصرّ على طرح أسماء المرّشحين جميعا دون استثناء , لما حصل هذا التعسّف ومحاولات فرض الإرادات على الغالبية المطلقة لأعضاء مجلس النوّاب .
فقرار قيادات تحالف البناء بإنهاء التنسيق مع سائرون والعودة إلى مجلس النوّاب لاستكمال التصويت على الكابينة الوزارية للسيد عادل عبد المهدي , قرار صحيح وصائب ويتماشى مع أبسط قواعد الديمقراطية والعمل البرلماني , وفي الوقت ذاته يضع حدا لتغوّل كتلة سائرون التي بدأت تتصرف وكأنها الحاكم المطلق الذي يمتلك الأغلبية المطلقة في مجلس النوّاب العراقي , كما أنّ تمّسك تحالف البناء برئيس هيئة الحشد الشعبي ورئيس جهاز الأمن الوطني السيد فالح الفياض له دلالات تتجاوز حدود المنصب الوزاري باعتبار أنّ التمّسك بالسيد الفياض هو نوع من التكريم للحشد الذي حررّ الأرض وقدّم التضحيات وصان الأعراض والمقدّسات , وقد آن الأوان لتحالف البناء الرجوع إلى الدستور الذي تمّ تجاوزه في الكتلة الأكبر , والتصرّف على أساس أن السيد عادل عبد المهدي هو مرّشح الكتلة الأكبر التي يمّثلها تحالف البناء , وإعطاء كتلة سائرون والمتحالفين معها فرصة العمل المعارض داخل قبة مجلس النوّاب .
شاهد أيضاً
الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ
أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...