سنة 2018، بقدر ما كانت ايامها ولحظاتها ثقيلة وقاسية ومكلفة ومتمردة، بالقدر الذي أصبحت فيه سنة الانتصارات الكبرى،
بل وسنة اعلان نصر حلف المقاومة كتتويج لحرب القرنين، وختمت بذلك على حروب التآمر والاستعمار واستهداف العرب، وقالت بصريح العبارات إنها سورية أمّ المدنيّة والحضارات وقلب العروبة، انتزعت بالدم والنار حقيقتها الجديدة بأنّها أيضاً قبضة العرب المرفوعة ابدا، وعقلهم المبدع القادر على اشتقاق الجديد والتعامل مع كل التطورات بصبرٍ وأناةٍ وأيضا بحكمةٍ واقتدار، فانتزعت نصرا تاريخيا يصنّفه الخبراء والعارفون بنصر العصر، فامتلكت مفاتيح الازمنة الآتية لطبعها بطبائع عربية سورية كما شأن سورية في الازمنة والتواريخ الفواصل بين نمطين لحياة البشرية…
انتزعت سورية نصرها العربي المقاوم فألزمت الامريكي الهروب ذليلا، وحسمت أن لا أحد يستطيع إملاء قراراته وإرادته ومصالحه في سورية أكان حليفا او كان عدوّاً، فلها الكلمة الفصل….
وحقّقت مرة بعد اخرى اعجازاتها وهي من شهدت اول صناعات المعجزات وامتهنتها وفي كل زمن لها معجزاتها وتجدّد سيرتها في أزمنةٍ لم تعد للمعجزة من منتجٍ غيرها…
امريكا تهرب من سورية، وتركيا تضطرب فقد غدر بها سيدها والكرد الذين توهموا وراهنوا وهم يلحسون المبرد ويلعقون جراحهم ومرارات خيبات اخطائهم القاتلة، ونتنياهو يلوذ بالانتخابات المبكرة ويحاول افتعال عدوٍّ بعيدٍ بالحديث عن قدرات ايران واحتمال استهدافها..
المعارضات السورية يقتلها فشلها وتشتعل ادلب بحربٍ بين الفصائل، ما يؤكّد حرج تركيا وارتباكها، فلن تخطو مترا واحدا الى منبج او شرق الفرات، وعدّتها من المسلحين لم يعد لهم وظيفة إلا أن يقاتلوا النصرة إن هي قررت الانحياز لصالح التفاهمات مع الروسي والايراني وقررت إخلاء ادلب، وإن لم تفعل فقد قررت أنها ستلتصق بالخاسر والمهزوم في الحروب وذلك أفضل ما تفعله في آخر أزمنة حزب العدالة والتنمية وحركة الاخوان المسلمين والوهابية، وتكون قد دقّت آخر المسامير في نعش عثمانيّتها وأسلمتها المتأمركة والمتأسرلة…
عرب الذلّ والخيانات والغدر، المستعربون، يتقاطرون وحداناً وجماعات الى دمشق طلبا للصفح والعفو وتقديم القرابين والاعتذارات…
ودمشق المنتصرة في حرب القرنين والمغيّرة في احوال الامم والشعوب تعرف قيمتها ومكانتها وصناعتها وما هي عليه وما تراه في منظوراتها للمستقبل، فتردّ بالفعل لا بالقول فإن أردتم محاصرة “التغوّل” الايراني في سورية فتلك كذبتكم ونحركم، فايران حليف استراتيجي وما فوق، كانت وتستمر، وسيادة سورية خط احمر دونه مليون اصابة وتدمير ولم تغير سورية من التزاماتها، واذا أنتم عدتم الى سورية من موقع المهزوم الذليل والخانع فعودوا صاغرين مستسلمين تطلبون العفو والغفران، أمّا إن كانت لكم أوهام أو مشاريع ومخططات فعوداً الى حيث كنتم لا ندم ولا خسارة عليكم، فقد فعلتم كلّ ما استطعتم من مؤامرات وطعن، أما ايران فهي وشركاتها الأولى والاساس في اعادة الاعمار، هذا ما اعلنته سورية وايران على الدنيا بصوت جهوريّ، والقول الأصح: موتوا بغيظكم، من دفع دماً للدفاع عن سورية الأبيّة والوفيّة لا تردّ له إلا الجميل و”حبتين مسك”…
سنةٌ مضت قاسيةً لكنها ثمينةٌ وحصادها وفير، وسنة آتية لا بدّ أن تصبح سنة التمكّن واستعادة المقود وتقرير ما يجب ان يكون في المستقبل…
سورية تحتضن عربها لتعزّز حلفها المقاوم ولتقود الامة الى وحدتها وسيادتها ومكانتها تحت شمس الامم….. انتصرت بالحرب العالمية العظمى كي تقود وتكتب النصر وتصنع مستقبل الامة وأقاليمها، لا كي تقدّم التنازلات للمهزومين والمرتهبين..