جنة الخلد – لم لا يقال لغير الله رحماناً؟
5 يونيو,2019
القرآن الكريم, صوتي ومرئي متنوع
728 زيارة
لم لا يقال لغير الله رحماناً؟
على الرغم من ان كلمة (الرحمن) هي صفة ولكنها تدخل في حكم الاسم العلم لأنها صفة غالبة، وطبقاً لذلك لم يحصل الجواز في تسمية غير الله تعالى بالرحمن فكان هذا الاسم خاصاً بالذات الإلهية المقدسة، ولو اردنا ان نقول لغير الله رحماناً لما صح ذلك حتى نسبق هذا الاسم بكلمة عبد حينئذ يصح منا أن نناديه بعبد الرحمن.
وقد ذهب البعض إلى ان العلة الكامنة وراء عدم جواز تسمية غير الله رحمن، لأن الرحمن هو من يمتلك الرحمة الواسعة (ورحمتي وسعت كل شيء) (سورة الأعراف، الآية: 156). فرحمة الله عز وجل تسع لتشمل وتغطي كل شيء من اناس وجمادات وملائكة وسائر الخلق بملكها وملكوتها، وما خلق الله وأمره إلاّ من آثار رحمته (عز وجل).
فالنباتات والزروع في حقيقتها اثر من آثار رحمة الله كما يؤكد ذلك قوله تعالى: (فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها) (سورة الروم، الآية: 50). بل إن وجود أي موجود هو بفضل رحمة الله تعالى فقد أعطاه بمقدار وجوده وبمقدار ما تستدعيه ارادته تعالى في بقاء الموجود ودوامه، وهذا الأمر لا يمكن ان يصدر عن غير الله تعالى، لذلك انحصرت الرحمة الواسعة الشاملة بالله وحده، وصدق اسم الرحمن عليه دون سواه (تبارك ربنا وتعالى).
2019-06-05