الكشاف للتراث العلميّ اليمني وأثاره في الثقافة الإسلامية 07
2 أبريل,2019
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
755 زيارة
و هذا الكشاف
كما قد سبق أن كتاب (الطاووس اليماني) قد طبع في إيران في منشورات السيد المرعشي، بعد الاتفاق بين إيران واليمن، على ذلك، وقد تناوله العلماء والمحقّقون والباحثون، وكان له وقع بين المشتاقين إلى التراث اليمني.
وكان المطبوع، حينذاك، قد رتب على العلوم، ورتبت كتب كل علم حسب ترتیب حروف المعجم (الف، باء تاء إلى آخرها) ثم اسم المؤلف، وسائر أمور النسخة، وبالرغم من ذكر المؤلّفين أنّهما رتّبا كشافات لعناوين الكتب، لأسماء المؤلفين ولأسماء الشهرة من الألقاب، وغيرها، إلّا أنّ الكتاب خال عن كل ذلك، وإنما ذكر في المطبوع اسم الكتاب في موضوعه من العلم. مرتباً كما سلف، وألحق بما يلزم من اسم المؤلف وما اشتهر به من الألقاب والكني وغير ذلك.
وبهذا لم يتمّ ما قصده مؤلفا ذلك الكتاب، وأصبح من الصعب على الطالب الوصول إلى مقصوده، الّا إذا كان عارفاً لموضوعه من العلوم، واسم الكتاب وعنوانه.
فقد قام الأستاذ البارع الأخ الكرماني بسدّ هذه الثغرة وتكميل هذا النقص وتسهيل الأمر للطالبين والمراجعين لذلك الكتاب ( الطاووس اليماني).
ثمّ إنّ المطبوع قد مني بكثير من الاغلاط المطبعية، التي هي «من باب لزوم ما يلزم في «الشعر العربي” كما قال الدكتور السامرائي. فتنبّه الأستاذ الكرماني إلى ذلك، وقدّم لكتابه الصفحات (۲۹-إلى-۵۲) لتصحيح تلك الأخطاء وهو أمر جيد مفيد لا يقوم به إلا القليل.
وأما أهم ما قام به في هذا (الكشّاف) من الإبداع، فهو :
١. إنّه في عنوان (الكشّاف الألفبائي لعناوين المخطوطات) ذكر الكتب حسب ترتيب اسمائها على الألف، باء إلى آخرها، وبهذا يمكن الواقف على اسم الكتاب من الوصول إليه بسهوله، حتى لو لم يعرف العلم الذي يحتويه.
۲. رتّب الكتب في الكشّاف الثاني، حسب العلوم، وبهذا يتمكن طالب المؤلفات في ذلك العلم، و هذا هو الموجود في متن کتاب “الطاووس اليماني”.
٣. وفي الكشّاف الثالث أثبت معجماً حسب أسماء المؤلفين للكتب، على حروف المعجم.
۴. رتّب الكشّاف الرابع حسب ألقاب المؤلّفين، ورتب الألقاب المتعددة حسب أوائلها، ليقف عليه من يعرف أيّ لقب من الألقاب.
۵. وفي الكشّاف الخامس، رتّب کني المؤلّفين، على الحروف.
۶. وفي الكشاف السادس، رتّب الأمر على حسب وفيات المؤلفين.
۷. وفي الكشّاف السابع، ذکر کتب المؤلّفين حسب تعدد کتبهم المذكورة في متن كتاب الطاووس اليماني.
۸. وفي الكشّاف الثامن، ذكر الكتب حسب تاريخ تأليفها، وآخر ما ذكر هو سنة (۱۴۰۹هـ).
ولو لم يؤرخ الكتاب، ذكره في القرن الذي عاش فيه مؤلّفه. ومن لم يُحدد له قرن معيّن أو جهل به ادرکه فی أخر هذا الكشّاف. إن الاستاذ الكرماني المؤلّف لهذا الكتاب (الكشّاف) قد أبدع في هذا العمل بما سهّل على الطالبين للوقوف على ما في كتاب “الطاووس اليماني”. وبذلك يستحق الاكبار والتبجيل، على ما سعى فيه.
حرّر هذا المقال في قم المقدسة في العشرين من شهر رجب المرجب سنة ۱۴۳۸ه. والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله على محمد وآله.
السيد محمد رضا الحسيني الجلالي
آیتالله سید محسن حسینی جلالی
2019-04-02