الرئيسية / الاسلام والحياة / الاكتفاء بما روي في أصحاب الكساء -عز الدين بحر العلوم

الاكتفاء بما روي في أصحاب الكساء -عز الدين بحر العلوم

21)  (سيرته(ص) في جلسائه):فسألته عن سيرته في جلسائه. فقال: كان رَسُول اللَّه(ص) دائم البُشر، سهل الخُلُق، ليّن الجانب، ليس بفظّ ولا غليظٍ ولاسخّاب ولا فحّاش، ولا عيّاب، ولا مدّاح. ولا يتغافل عما لا يشتهي، ولايؤيس منه.

 

 

قدترك نفسه من ثلاث: (المراء، والإكثار منه، ومالا يعنيه. وترك الناس من ثلاثة:)(89) كان لايذمّ أحداً، ولا يعيّره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير(90)،

 

 

وإذا تكلّم سكتوا وإذا سكت تكلّموا، لا يسارعون عنده الحديث. من تكلّم نصتوا له حتى يفرغ. حديثهم عنده حديث إليهم، يضحك ممايضحكون منه، ويتعجّب مما يتعجبون منه، ويصبر الغريب على الجفوة في المنطق. ويقول: «إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فأرفدوه»، ولا يقبل الثناء إلّا من مكافئ‏(91)، ولايقطع على أحد حديثه حتى يجوزه فيقطعه بانتهاء أو قيام.

 
قلتُ: فكيف كان سكوته عليه الصلاة والسلام؟ قال:
كان سكوته عليه الصلاة والسلام على أربع: على الحكم، والحذر، والتقدير(92)، والتفكّر.

 
فأمّا التقدير، ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس.
وأمّا تفكّره، ففيما يفنى ويبقى، وجمع له ((ص) الحلم والصبر)(93)، فكان لا يغضبه شي‏ء ولايستفزّه.

 
وجمع له في الحذر أربع: أخذ بالحَسَن ليقتدى به، وتركه القبيح لينتهى عنه، واجتهاد الرأي فيما أصلح أُمّته، والقيام لهم فيما جمع لهم أمر الدنيا والآخرة.

 
قال: أنا إِسْمَاعيل بن مُحَمَّد حين فرغنا من سماع هذا الحديث منه: حدَّثنا به علي بن جعفر سنة تسع ومئتين، قيل: مِن حفظه؟ قال: نعم، قيل له: متى مات علي بن جعفر؟ قال: سنة عشر ومئتين، بعدما حدَّثنا بسنة.

 
وهذا الحديث إنما يحفظ بإسنادٍ غير هذين.
أخبرناه أَبُو بكر وجيه بن طاهر النيسابُوري – بها – وأَبُو الفتح مُحَمَّد بن على بن عَبْد اللَّه البصري، وأَبُو القاسم منصور بن أبي أَحْمَد بن حبيب الحُسَيني وأَبُو عَبْدان عُبَيد اللَّه بن مُحَمَّد بن الحارث،

 

 

قالوا: أخبرنا أَبُو عطاء عَبْد الرَّحمن بن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحمن الأزْدِي الجَوْهَري الهَرَوي – بها – أنبأنا أَبُو عبيد اللَّه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جعفر بن محمود بن حَسان الماليني، بقراءة أبي‏ذرّ عَبْد الرَّحمن بن أَحْمَد الماليني الهروي عليه من أصله بمالين،

 

 

في ذي‏القعدة سنة ست وتسعين وثلاث مئة، أنبأنا أَبُو علي أَحْمَد بن علي بن رزين الباساني، أنبأنا سفيان بن وكيع، أنبأنا جميع بن عمر بن عَبْد الرَّحمن أَبُو جعفر العجلي أملاه علينا من كتابه،

 

 

أنبأنا رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عَبْد اللَّه، عن ابنٍ‏لأبي‏هالة، عن الحَسَن بن علي‏(94)

شاهد أيضاً

مقاطع مهمه من كلام الامام الخامنئي دامت بركاته تم أختيارها بمناسبة شهر رمضان المبارك .

أذكّر أعزائي المضحين من جرحى الحرب المفروضة الحاضرين في هذا المحفل بهذه النقطة وهي: أن ...