الرئيسية / من / الأسباب السرية وراء انشقاقات “الناتو” العربي

الأسباب السرية وراء انشقاقات “الناتو” العربي

قال دبلوماسي إسرائيلي إن انشقاقات وتصدعات كبيرة باتت تهدد “الناتو” العربي ضد إيران.

وذكر السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر، تسيفي مزال، أمس الأربعاء، أن هناك تصدعات كبيرة باتت تظهر على التحالف العربي الأمريكي القائم ضد إيران، والمعروف إعلاميا باسم (الناتو العربي)، بدعوى أن كل دولة من دول التحالف العربي حريصة على الدفاع عن مصالحها قبل أي دولة أخرى.

تحالف عسكري

قوات من دول الناتو
© AP PHOTO / MINDAUGAS KULBIS
ذكرى إنشاء الناتو… تاريخ حافل بمواجهات تلفح نارها العالم العربي

وأوضح تسيفي مزال في بحثه المصغر، والذي نشر، أمس الأربعاء، في المركز الأورشليمي لشؤون الدولة والمجتمع، باللغة العبرية، أن مصر انسحبت من هذا التحالف الأمني العسكري في الشرق الأوسط، والذي ترعاه الولايات المتحدة، لمواجهة التهديد الإيراني، وهو التحالف السياسي العربي السني للرد على التهديدات الإيرانية، بزعامة الإدارة الأمريكية.

وأكد السفير الإسرائيلي أن مصر تغيبت عن اجتماع الرياض الأخير لحلف “الناتو العربي”، والذي جرت وقائعه، يوم التاسع من أبريل/نيسان الجاري، والخاص بتفعيل التحالف، وبأن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي زار العاصمة الأمريكية، واشنطن، قد تحدث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول أهمية التعاون الاستراتيجي بين البلدين.

وأشار السفير تسيفي مزال إلى أن اللقاء المصري الأمريكي لم يتطرق لقضايا محددة، وليس مؤكدا، من خلال تلك الزيارة، إذا ما كانت مصر انسحبت نهائيا من هذا التحالف، لكن من الواضح أن لديها جملة تحديات كبيرة.

ويذكر أن وكالة “رويترز” قد نقلت، في الحادي عشر من الشهر الجاري، عن أربعة مصادر قولها إن مصر انسحبت من الجهود الأمريكية لتشكيل “الناتو العربي”، على غرار حلف شمال الأطلسي “الناتو”، مع الحلفاء العرب الرئيسيين، فيما يمثل ضربة لمساعي إدارة الرئيس دونالد ترامب، لاحتواء نفوذ إيران.

الخليج العربي

دونالد ترامب
© REUTERS / CARLOS BARRIA
تفاصيل مفاجئة لصالح إيران… انقسامات واستقالات تهدد “الناتو العربي”

وفي السياق نفسه، أشار السفير الإسرائيلي إلى أن”الناتو العربي” يشمل دول الخليج الست: السعودية، الإمارات، الكويت، البحرين، قطر، عمان، بجانب الأردن ومصر، ويهدف لإقامة قوة عسكرية عربية للتصدي لإيران، وقد تم تقديم طلب تدشين هذا التحالف العربي إبان ولاية الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، وإن أراد الأخير الاستمرار في المفاوضات مع طهران حول الاتفاق النووي، وتجاهل المصالح المشتركة للسعودية وإسرائيل لمواجهة إيران.

وأضاف تسيفي مزال في دراسته المطولة، التي نشرها المركز الأورشليمي لشؤون المجتمع والدولة، الكائن بمدينة القدس المحتلة، أن مشروع “الناتو العربي” أعيد طرحه من جديد على يد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إبان انعقاد القمة العربية الإسلامية، التي جرت في السعودية، في الواحد والعشرين من مايو/آيار 2017، بحضور الرئيس الأمريكي، ترامب، وحينها دعا الأخير الدول العربية والإسلامية لمواجهة الحركات الإسلامية “المتطرفة” والنفوذ الإيراني، ودعم بلاده لهذا التوجه، ووقع الرئيس الأمريكي على اتفاقيات تجارية واستثمارات مع السعودية، بقيمة 350 مليار دولار، تشمل صفقات أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار، لتقوية أمن السعودية.

وتطرق السفير الإسرائيلي في دراسته إلى أن إقامة “ناتو عربي” يعني إلقاء عبء مواجهة إيران على الدول العربية المهددة منها، ومنع إرسال جنود أمريكيين مجددا لمنطقة الشرق الأوسط.

وشدد السفير الإسرائيلي إلى أنه منذ اللحظة الأولى لتشكيل “الناتو العربي” وهو يسوده الخلاف بين أعضائه، حيث تتعدد المشاكل، أولها خلافات الدول الأعضاء حول الأهداف الحقيقية للتحالف، لأنه بعد أسبوعين فقط من قمة الرياض 2017 أعلنت عدة دول خليجية، ومعها مصر مقاطعة قطر، وفرضت عليها حصارا، بزعم تعاونها مع إيران، ودعمها السياسي والمالي لجماعة “الإخوان المسلمين” والمنظمات الإسلامية، وذلك في الخامس من يونيو/حزيران 2017.

سلطنة عمان

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
© REUTERS / JIM YOUNG
أمريكا: وحدة الخليج ضرورة لنجاح “الناتو العربي” ضد إيران

ولفت تسيفي مزال إلى أن لقطر وإيران علاقات أمنية واقتصادية مهمة، تحول دون إتمام “الناتو العربي”، فضلا عن وجود مشكلة أخرى، تكمن في سلطنة عمان، التي تتمتع بعلاقات قوية مع إيران، والسلطان قابوس بن سعيد نفسه، يعمل وسيطا مهما بين طهران والمجتمع الدولي، ومن الصعب موافقة عمان على العضوية في تحالف استراتيجي ضد إيران.

ومن بين الأسباب الأخرى التي تحول دون قيام “الناتو العربي”، بحسب السفير الإسرائيلي، هو عدم عقد قمة للدول الأعضاء في يناير/كانون الثاني الماضي، فضلا عن رفض واشنطن شراء مصر لطائرات مقاتلة روسية جديدة، من نوع “أس يو 35″، وهو ما تبين من إعلان وزير الخارجية الأمريكي، مارك بومبيو، بأن القاهرة قد تتعرض لعقوبات أمريكية إن نفذت تلك الصفقة مع موسكو، وذلك قبل وصول الرئيس السيسي للبيت الأبيض بساعات قليلة.

وأوضح السفير الإسرائيلي الأسبق لدى مصر، تسيفي مزال، أن الرئيس السيسي لديه مشاكل داخلية عديدة، لا تجعل التهديد الإيراني، أحد مهامه الرئيسة في هذه الآونة، فهو يحارب “التنظيمات الإسلامية” بشبه جزيرة سيناء، ويسعى لتحسين الأوضاع الاقتصادية في الداخل، فضلا عن أن إيران بعيدة جغرافيا عن مصر، وتمتنع عن مهاجمتها كدول الخليج، ولذلك لا يوجد سبب لزيادة التوتر معها.

الإخوان المسلمون

الجيش الكويتي
© AFP 2019 / YASSER AL-ZAYYAT
“ليس فقط ضد إيران”… الكويت تكشف رسميا الهدف من تشكيل “الناتو العربي”

وأورد مزال في دراسته المطولة أن لدى مصر تهديدات أقرب جغرافيا، في السودان وليبيا وإثيوبيا، مبينا أن قطر لم تقطع علاقاتها مع حركة “الإخوان المسلمين”، وبالتالي فإنه من الصعب على الرئيس السيسي أن يمضي مع الدوحة في تفاهمات استراتيجية واحدة، ضمن ما يسمى بـ”الناتو العربي”.

وأشار تسيفي مزال أن مصر، في الأساس، لم تكن عضوا في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”، ولا التحالف الذي أقامته السعودية لحرب اليمن”التحالف العربي”، كما أن التقارب المصري الروسي سببا آخر يصعب من مهمة قيام “الناتو العربي”.

واختتم تسيفي مزال دراسته المطولة بأنه لا يلوح في الأفق قيام “الناتو العربي” لأن لكل عضو في التحالف العربي الأمريكي مصالحه الخاصة، وبأن التحالف العربي السُني الأمريكي لن يتطور ليصبح تحالفا استراتيجيا سياسيا أمنيا، وبأنه على الإدارة الأمريكية إيجاد مخرج مهم لهذه المصالح، حتى تستمر واشنطن في نيتها استكمال مراحل “الناتو العربي”.

ويشار إلى أن الولايات المتحدة قد أجرت، يوم 22 فبراير/شباط، مشاورات حول تشكيل تحالف استراتيجي شرق أوسطي، بمشاركة 6 دول خليجية، إضافة إلى الأردن ومصر ومجلس التعاون الخليجي.

وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية عقب المشاورات بدورها أن التحالف، يحمل طابعا دفاعيا، ويسعى إلى تحقيق أهداف مشتركة للدول الأعضاء، ومواجهة التهديدات الأمنية والإقليمية للاستقرار والازدهار.

تعميق التفاعل

 
 
ما أهداف إنشاء “الناتو العربي” في هذا التوقيت بالذات

 

ومن المتوقع أن يصبح التحالف العسكري الجديد، في حال تشكيله، منصة للمشاورات المشتركة، إضافة إلى أساس لإنشاء أنظمة إقليمية للدفاع الجوي والصاروخي، وإجراء مناورات عسكرية مشتركة.

وتتماشى نوايا ترامب مع استراتيجية الأمن القومي الأمريكية، التي تنص على “توسيع آليات التشاور الإقليمية و”تعميق التفاعل” بين الدول، التي تدعمها الولايات المتحدة.

ومن وجهة نظر ترامب، فإن الولايات المتحدة دفعت الكثير لتوفير أمن حلفائها في الشرق الأوسط، والآن حان الوقت لأن يدافعوا عن أنفسهم.

https://t.me/wilayahinfo

https://chat.whatsapp.com/JG7F4QaZ1oBCy3y9yhSxpC

 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...