10حركات الدجالين في العراق – بحث لأية الله الشيخ علي الكوراني
26 يوليو,2019
الاسلام والحياة, صوتي ومرئي متنوع
2,230 زيارة
اعترف بأنه لم يدرس شيئاً في الحوزة العلمية !
ثم اعترف بأنه لم يدرس في الحوزة شيئاً لأنه لمس تدني مستواها العلمي عن مستواه العالي ، فدرس في بيته على نفسه !
ولكنه الى الآن ما زال يخطئ في اللغة وفي النحو وفي قراءة القرآن ، فهذا مستواه من مقدمات العلم ، فكيف في العلم نفسه !
الصحيح أن هذا الدجال ذهب الى النجف بمهمة من مخابرات صدام ، وليس للدراسة أو لإصلاح الحوزة كما يزعم . وقد توثقت علاقته في النجف بصديقه الشيخ حيدر مشتت ، وكان حيدر أعرف منه بالجو الحوزوي والشيعي ، أما أحمد فكان بعيداً عن جو الحوزة والشيعة ، إلا ما سمعه ووجهه به مسؤوله في المخابرات .
كان أحمد تلميذاً لحيدر ، لكنه أقوى منه شخصية وطموحاً ، وأيسر منه مالياً .
ذكر لي بعضهم أنهم كانوا مجموعة من بضع نفرات ، والبارز فيهم حيدر ثم ضيفه أحمد ، و كانوا يذهبون كثيراً الى جدول النجف ، وهو منخفض فيه بعض البساتين ، قال إنهم يزعمون أنهم كانوا يقومون بالإرتياض بالعبادة والعزلة ويأكلون الخبز والخضرة فقط ، حتى يصلوا الى درجات السلوك والمقامات الروحانية بزعمهم !
وفي سنة 1424 هجرية ، أطلق حيدر وأحمد دعوتهما للإنضمام الى حركة اليماني ، فكانا شريكين فيها ، وجعلا الأمر مبهماً ، فلم يكن حيدر يصرح بأنه هو اليماني أو صاحبه !
ويظهر أن أحمد بعد ذلك قَبِل يومها أن يكون حيدر هو اليماني (وآمن به) !
فنشط حيدر في ادعاء أنه اليماني الموعود ، الذي سيحكم اليمن ، ويمهد للإمام المهدي( عليه السلام ) ، وكان شريكه أحمد مؤيداً أو ساكتاً !
وقد جاء حيدر مراتٍ الى قم ، محاولاً التأثير على بعض الطلبة والعرب المقيمين فيها ! وذات مرة جاء مع مجموعة من أتباعه وقام بتوزيع منشورات تبشـر باليماني الموعود ! وخرج مع أنصاره على شكل تظاهرة بشعارات وهتافات ، متجهين من وسط قم الى مسجد جمكران ، الذي يزوره الناس ليلة الأربعاء ، لأنه مسجد الإمام المهدي( عليه السلام ) . فقامت الشرطة الإيرانية باعتقالهم وإبعادهم الى العراق .
وبعد سقوط صدام سمعنا عن حركة اليماني حيدر مشتت ، فقد استغل فترة الفراغ الأمني والسياسي فأخذ يدعو الى نفسه . وكان يزورني حيدر مشتت ، كما سيأتي .
رد ما افتراه على الحوزة العلمية في النجف الأشرف
زعم أنه رأى الإمام المهدي( عليه السلام ) في المنام في عهد صدام ، فأمره بالذهاب الى الحوزة لإصلاحها ! وقد كان موظفوا المخابرات الذين أدخلهم صدام في الحوزة وعممهم ، يتكلمون يومها عن فساد الحوزة ووجوب إصلاحها !
يدعي أنه أصلح الحوزة العلمية في النجف ، قال: (وذلك لأن الحوزة لايدرَّس فيها القرآن ، فدرَّس القرآن فيها ) !
ولم يذكر لنا حضرته إسم طالب واحد درسه القرآن ، أو إسم رجل عادي علمه قراءة القرآن أو ترتيله ! وقد تعلم هذه التهمة للحوزة العلمية في النجف وقم ، من الوهابيين ، لأن معاهد الوهابيين وجامعاتهم الدينية سطحية ، تتلخص الدراسة فيها بتعليم الطالب قراءة القرآن وفتاوى ابن تيمية وتكفير المسلمين ! وليس فيها تعمق في اللغة العربية ، لا في النحو ولا في المعاني والبيان ، ومن سطحيتهم في اللغة أنهم الى الآن لا يفهمون الحقيقة والمجاز ، وينكرون وجود المجاز في القرآن ! وليس في مناهجهم دراسة أي كتاب في أصول الفقه ، ولا في المنطق ولا الفلسفة ، ولا يهتمون بدراية الحديث ومحاكمة الأدلة النقلية ، ولا بالتعمق في الأدلة العقلية ! فترى الطالب منهم يتخرج من معاهدهم وجامعاتهم (لا عقل ولا نقل) وكأنه شريط مسجل لتلاوة القرآن وفتاوى ابن تيمية ، ويسمونه:عالماً ودكتوراً !
ثم تراهم يهاجمون مناهج حوزاتنا ، لأنا لا ندرس فيها قراءة القرآن وترتيله ! فهذه مرحلة ما قبل الحوزة ، ومناهج الحوزة للتعمق في أدبيات وعقليات علوم القرآن والحديث والفقه وأصول الفقه ، وكلها بحوث تقوم على القرآن والسنة .
وهم وغيرهم يعرفون أن أصل مذهبنا قائم على القرآن والسنة ، تطبيقاً لوصية النبي(صلى الله عليه وآله ) المؤكدة والمكررة: (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي) !
إنهم يريدون تعميم سطحيتهم وتحويل حوزاتنا الى مكاتب حفافيظ للقرآن والمتون ، ولا يريدون مناهج التعمق والإجتهاد ، أو لايفهمون قيمتها !
إن تعليم قراءة القرآن وترتيله وتجويده وتحفيظه ، أمور حسنة وضرورية ، لكنها مرحلة من مقدمات الدخول في الحوزة ، أو عمل من نشاط الحوزة في المجتمع ، ولا يصح أن يكون بدل مناهج الحوزة التخصصية المعمقة . وقد أدرك ذلك الشيخ محمد عبده( رحمه الله) عندما تسلم مشيخة الأزهر ، فعرَّفه بعضهم يوماً بطالب علم ، ومدحه قائلاً: إنه يحفظ البخاري عن ظهر قلب ! فأجابه الشيخ محمد عبده: ( الحمد لله ، زادت عندنا نسخة في البلد ) ! إنهم يريدون تحويل الحوزة من خط تخريج فضلاء ومجتهدين ، الى تخريج نسخ من القرآن والكافي ، كما جعلوا معاهدهم تخرج نسخاً من القرآن ومنهاج السنة لابن تيمية الحراني !
4. أما ادعاؤه أنه نشر قضية الإمام المهدي( عليه السلام ) في الحوزة ، فيكذبه لأنه لم يطرح شيئاً في النجف إلا شراكته مع مشتت ، وبعد سنوات ادعى أنه رسول المهدي وابنه !
وكذلك قوله إنه وقف في وجه صدام عندما كتب القرآن بدمه ، ولا أظنه تجرأ على مخالفة واحدة لصدام حتى في أمر صغير ! لأنه من المخبرين الذين ضخَّهم صدام في حوزة النجف ، وعممهم ، وفرضهم عليها !
أما ما سماه الإصلاح الإقتصادي في الحوزة فقال: (ودخل في يوم على أحد وكلاء المراجع ومعه أكثر من ثلاثين طالب ، وطلب منه إبلاغ ذلك المرجع بالفساد المالي وضرورة إصلاحه) !
فقد حدثني بعض طلبة النجف أن حيدر مشتت وبعض الطلبة ذهبوا الى مكتب السيد السيستاني مد ظله ، يعترضون على قلة رواتبهم ، وقد استمع اليهم نجله السيد محمد رضا ووعدهم خيراً .
وقد يكون أحمد اسماعيل يومها في النجف فذهب معهم ، ثم جعل نفسه رئيسهم ، وجعل موضوعهم: (إصلاح الفساد المالي في الحوزة) !
فواقع الأمر أن المرجعية من قديم تعطي لكل طالب في الحوزة راتباً قليلاً ، وهو راتب رمزي ، بسبب إمكاناتها المتواضعة . وهؤلاء المجموعة الذين منهم حيدر مشتت لم يكونوا طلبة بل موظفين في مخابرات صدام فرضهم على الحوزة كطلبة ، وكان المراجع مضطرين لإعطائهم رواتب كبقية الطلبة ، لكنهم كانوا يطالبون بأكثر ويسمون ذلك: (إصلاح الفساد المالي في الحوزة) !
لاحظ جرأة هذا المغرور العامي أحمد اسماعيل، حيث ادعىه أنه بقي في النجف بضعة شهور فتخرج من حوزتها ، وأنه قام بالإصلاح على مختلف الأصعدة !
الاسلام والحياة العراق بحوث اسلامية حركات الدجالين 2019-07-26