الرئيسية / شخصيات اسلامية / أنساب الأشراف 22

أنساب الأشراف 22

185 – وقال الواقدي : قال أصحابنا : بين الفيل والفجار عشرون سنة . وبين
الفجار وبناء الكعبة خمس عشرة سنة . وبين بناء الكعبة ونزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس سنين . فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الركن وهو ابن خمس وثلاثين سنة . ومن قال غير هذا فقد غلط .
186 – وحدثني محمد بن سعد [ 1 ] ، عن الواقدي ، عن سلمة بن بخت ، عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص قالت : سمعت أبي يقول :
أسلمت وأنا ابن اثنتين وعشرين سنة . وولدت [ 2 ] عام الفجار .
مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
187 – قالوا : وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وله أربعون سنة . وذلك في ملك
إبرويز . وعلى الحيرة إياس بن قبيصة بن أبي عفر الطائي الذي ملك بعد النعمان ابن المنذر . وكان النعمان قتل بالمدائن .
188 – وحدثني محمد بن سعد [ 1 ] ، عن الواقدي ، عن أبن أبى سبرة ، عن إسحاق بن عبد الله ، عن أبي جعفر قال :
نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة [ 2 ] خلت من شهر رمضان ، بحراء ، ورسول الله / 47 / صلى الله عليه وسلم ابن أربعين سنة . وكان قبل ذلك يرى ويسمع .
189 – وحدثني محمد بن سعد [ 3 ] ، عن الواقدي ، عن علي بن محمد بن عبيد الله ، عن منصور بن عبيد الله عن أمه عزيزة بنت أبي تجراة :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ، حين أراد الله كرامته وابتداءه بالنبوة ، إذا خرج لحاجته أبعد حتى لا يرى بيتا ويفضى إلى الشعاب والأودية .
فلا يمرّ بشجرة إلا قالت : « السلام عليك يا رسول الله » ، فيلتفت عن يمينه وشماله وخلفه فلا يرى أحدا .
190 – وحدثني محمد بن سعد [ 4 ] ، عن محمد بن عمر الواقدي ، عن أبي حبيبة ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :
بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأجياد إذ رأى ملكا واضعا إحدى رجليه
على الأخرى في أفق السماء ، يصيح : « يا محمد ، أنا جبريل » . فذعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورجع سريعا إلى خديجة . فقال : إني لأخشى أن أكون كاهنا . قالت : كلا ، يا بن عم ، لا تقل ذاك ، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث ، وتؤدى الأمانة وإن خلقك لكريم .
191 – وحدثني محمد بن سعد [ 1 ] ، عن الواقدي ، عن معمر بن راشد ، ومحمد بن عبد الله ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت :
أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة .
فكان لا يرى رؤيا إلا كانت مثل فلق الصبح . وحببت إليه الخلوة . فكان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه – والتحنث التعبد والتبرّر – ويمكث الليالي قبل أن يرجع إلى أهله . ثم يرجع إلى خديجة ، فيتزود . حتى فجأه الحق وهو في غار حراء . وعرض له جبريل ليلة السبت وليلة الأحد . ثم أتاه بالرسالة يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان : ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أربعين سنة .
192 – وحدثني محمد بن سعد ، عن الواقدي ، عن طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال :
كانت قريش إذا دخل رمضان ، خرج من يريد التحنث منها إلى حراء ، فيقيم فيه شهرا ، ويطعم من يأتيه من المساكين . حتى إذا رأوا هلال شوال ، لم يدخل الرجل على أهله حتى يطوف بالبيت أسبوعا [ 2 ] . فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك .
193 – حدثنا عمرو بن محمد الناقد ، حدثنا إسحاق بن منصور السلولي [ 3 ] ، حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي
إسحاق ، عن أبيه ، عن ابن إسحاق [ 4 ] ، قال : حدثني أبو ميسرة :
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما بعث ، يدعى : « يا محمد » ، ولا يرى شيئا غير أنه يسمع الصوت ، فيهرب منه في الأرض ، قال : فذكر ذلك لخديجة ابنة خويلد ، وقال : خشيت أن يكون قد عرض لي أمر .
قالت : وما ذاك ؟ قال : إذا خلوت ، دعيت فأسمع صوتا ولا أرى شيئا
فقد خشيت . قالت : ما كان الله [ 1 ] ليفعل بك سوءا ، إنك لتصدق الحديث ، وتصل الرحم ، وتؤدى الأمانة . ثم إنّ خديجة قالت لأبى بكر الصديق : انطلق مع محمد إلى ورقة بن نوفل ، فإنه رجل يقرأ الكتب [ 2 ] ، فليذكر له ما يسمع . فانطلقا ، حتى أتيا ورقة . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إني إذا خلوت ، دعيت « يا محمد » ، فأسمع صوتا ولا أرى شيئا . قال له ورقة : ليس عليك بأس ، فإذا دعيت فاثبت ، حتى تسمع ما يقال لك ، فتثبت للصوت . فقال له : قل : « بسم الله الرحمن الرحيم » . فقال : بسم الله الرحمن الرحيم . فأعادها عليه ثلاث مرات . ثم قال : قل « الحمد لله ربّ العالمين » ، ثلاث مرات . حتى ختمها [ 3 ] ، فقال له : قل « آمين » . ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ورقة . فذكر له ذلك . فقال : أشهد أنك النبي الذي بشر به عيسى بن مريم ، وأنك الذي نجد في الكتاب ، وإنك لنبي مرسل ، ولتؤمرن بالقتال ، ولئن طالت لي [ 4 ] الحياة ، لأقاتلن معك .
194 – قال الكلبي : هو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى / 48 / بن قصيّ
تنصر حتى استحكمت نصرانيته . ثم خرج إلى الشأم . فمات هناك . وقال بعضهم : مات بمكة بعد المبعث ، ودفن بها .
195 – وقال الواقدي : أقام ورقة على النصرانية ، فكان يدعا القس . وعاش حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، فلقيه ببعض طرق مكة ، فقال له :
يا محمد ، انه لم يبعث نبي إلا له آية وعلامة ، فما آيتك ؟ فدعى رسول الله صلى الله عليه وسلم سمرة ، فأقبلت تخدّ الأرض خدا . فقال ورقة : أشهد لئن أمرت بالقتال ، لأقاتلن معك ولأنصرنك نصرا مؤبدا . ثم مات . فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت القس وعليه حلة خضراء يرفل في الجنة .
وقال الواقدي : أثبت خبره أنه خرج إلى الشأم . فلما بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بالقتال بعد الهجرة ، أقبل يريده . حتى إذا كان ببلاد لخم وجذام ، قتلوه وأخذوا ما كان معه . فكان النبي صلى الله عليه وسلم يترحّم عليه .
196 – قال أحمد بن يحيى : وقد روى أن الحمد مدنية .
حدثني بكر بن الهيثم ، ثنا محمد بن يوسف الفاريابي ، ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال :
أنزلت فاتحة الكتاب [ 1 ] بالمدينة .
حدثني عمرو بن محمد الناقد ، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، ثنا إسرائيل ، عن منصور ، عن
مجاهد بمثله .
وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو الأحوص ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن أبي هريرة :
إنّ إبليس أرنّ حين نزلت فاتحة الكتاب . قال : وأنزلت بالمدينة . قال :
وقال أبو الأحوص : ويقال إنها مكية .
197 – وحدثنا زهير بن حرب أبو خيثمة ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا أبو عمرو الأوزاعي ، قال :
سمعت يحيى بن أبي كثير ، قال :
سألت أبا سلمة أي القرآن أنزل قبل ؟ فقال : يا أيها المدثر [ 2 ] . فقلت لأبى سلمة : أو اقرأ [ 3 ] ؟ فقال : سألت جابر بن عبد الله ، أي القرآن أنزل قبل ؟ ، فقال : « يا أيها المدثر » . فقلت : أو اقرأ ؟ قال جابر : أحدّثكم ما حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
جاورت بحراء شهرا ، فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي ، فنوديت ، فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي ، فلم أر أحدا ، ثم نوديت ،
فنظرت ، فلم أر أحدا ، ثم نوديت الثالثة ، فلم أر أحدا ، ثم نوديت فإذا هو في الهواء . يعنى جبريل عليه السلام – فأخذتني رجفة شديدة ، فأتيت خديجة ، فقلت : « دثروني ، دثروني » ، فدثروني ، وصبوا عليّ الماء ، فأنزل الله « يا أيها المدّثر » .
198 – حدثني شريح بن يونس أبو الحارث ، حدثنا سفيان [ 1 ] ، عن معمر ، عن الزهري ، قال :
فتر الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم . وكان أول ما أنزل عليه اقرأ باسم ربك الذي – إلى قوله « ما لم يعلم [ 2 ] » – فلما فتر ، حزن حزنا شديدا حتى جعل يأتي رؤس الجبال مرارا ، فكلما أوفى على ذروة جبل ، بدا له جبريل عليه السلام فيقول : « إنك نبي » ، فيسكن لذلك جأشه وترجع إليه نفسه .
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحدّث عن ذلك ، قال : بينا أنا أمشى يوما إذ رأيت الملك الذي كان يأتي بحراء ، بين السماء والأرض ، فجشئت منه رعبا :
فرجعت إلى خديجة ، فقلت : دثروني . قالت خديجة : فدثرناه . فأنزل الله :
« يا أيها المدثر قم فأنذر » .
199 – حدثنا محمد بن حاتم المروزي ، ثنا حجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، عن ابن عباس :
أنّ أول ما نزل من القرآن : اقرأ باسم ربك الذي خلق . قال حجاج :
ثم اختلفنا ، فقال بعضهم : نزلت كلها بحراء ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم معتكف هناك ، وقال بعضهم : نزل منها إلى قوله « ما لم يعلم » ، ونزل باقيها بعد ما شاء الله .

شاهد أيضاً

    إقرأ المزيد .. الإمام الخامنئي: الشعوب المسلمة تتوقع من حكوماتها قطع العلاقات مع ...