اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش أن “ما يهم “حزب الله” هو أن يبقى لبنان مستقرا، وأن يتعاون اللبنانيون لمعالجة خلافاتهم وأزماتهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ويعطوا الأولوية للاستقرار الداخلي وللإصلاحات الاقتصادية والمالية”.
وخلال رعايته حفل في مدينة بنت جبيل، شدد الشيخ دعموش على أنه “من غير المقبول تعريض السلم الأهلي للاهتزاز، وضرب الاستقرار والاقتصاد، وتشويه صورة لبنان، من أجل معالجة أزمات خاصة أو إيصال رسائل معينة أو استدراج دعم ضد خصوم في الداخل”، معتبراً أن “الحفاظ على صورة لبنان وحماية العيش المشترك والسلم الأهلي والاستقرار الداخلي، هو مسؤولية الجميع، ويجب أن يكون أولوية لدى الجميع”.
وشدد على “وجوب إعطاء الأولوية على المستوى الاقتصادي للإصلاحات المالية”، لافتاً إلى أن “الموازنة هي المدخل الأساسي للإصلاح المالي، وأن “حزب الله” يسعى ويبذل جهوداً كبيرة خلال نقاش الموازنة، ويتعاون مع الجميع من أجل إنجاز موازنة يكون فيها أكبر قدر من الإصلاحات والحد من الهدر والإنفاق غير المجدي، وتكون خالية من الضرائب”، داعياً إلى “الإسراع في إقرار الموازنة في المجلس النيابي كي تنطلق العجلة الاقتصادية في البلد، ويتمكن لبنان من استعادة دوره ومكانته الاقتصادية والمالية في المنطقة والعالم”.
ورأى أن “المحاولات الأميركية الجديدة لإخضاع ايران ستنتهي الى الفشل كما انتهت كل محاولات أميركا السابقة الى الفشل”، مشيراً إلى أن “بوادر الفشل الأميركي في المواجهة مع إيران بدأت تظهر بوضوح في أكثر من محطة من محطات الصراع والمواجهة، وبات الأميركي اليوم عاجزاً ومربكاً ومتخبطاً”.
واعتبر أن “أكبر دليل على فشل الإدارة الأميركية ودونالد ترامب وجون بولتون ورهاناتهم وعقوباتهم على إيران، هو تراجع الولايات المتحدة عن معادلاتها التي حاولت فرضها في المواجهة مع إيران، فهي كانت تقول إذا تعرضت أي مصلحة من مصالح حلفائها لأذى على يدي أي من حلفاء إيران، فإن إيران ستدفع الثمن غاليا، ولكن ضربت ناقلات النفط وخطوط إمداد النفط وبالرغم من أن أميركا حملت إيران المسؤولية عن ذلك، إلا أنها لم تستطع أن تفعل شيئا، بل خفضت من سقف معادلاتها وقالت إنها ستضرب إيران في حال تعرضت قواتها للاستهداف وليس قوات حلفائها، فأسقط الإيرانيون الطائرة الأميركية، وبادرت ايران إلى الإعلان رسمياً عن مسؤوليتها المباشرة، فإذا بالموقف الأميركي يتخبط، وكانت النتيجة أن ترامب تهرب من الرد بأعذار ومبررات مختلفة”.
ولفت الشيخ دعموش إلى أن “التخبط الاميركي بعد سقوط الطائرة دفع الكثير من حلفاء أميركا إلى التساؤل عما بقي من معادلة الردع الأميركية ومن هيبة أميركا”، مشيراً إلى “اننا ننصح حلفاء أميركا في الخليج أن لا يراهنوا عليها، فعند أول مفترق جدي تتركهم وتتخلى عنهم كما تخلت عن الكثير من حلفائها في الماضي مقدمة مصالحها عليهم، ولذلك فإن أقصر الطرق للاستقرار والحفاظ على أمن الخليج والمنطقة هو الحوار مع إيران والتفاهم معها بدلا من الكيد لها والتآمر عليها”.
ورأى الشيخ دعموش “أننا اليوم أمام مشهد أميركا المرتبكة والعاجزة والفاشلة في مواجهة ايران، في مقابل مشهد ايران المتماسكة والصامدة والقوية والعزيزة والشامخة والجاهزة لمواجهة أي استحقاق يمكن أن يفرضه الأعداء عليها”.
المصدر: النشرة اللبنانية