هيأت بعض الكتل السياسية اوراقها التفاوضية مع بدء رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي مشاوراته لتشكيل الكابينة الوزارية الحكومية، فيما اعلن العبادي انه لن يغادر بغداد حتى تشكيل الحكومة وعرضها على مجلس النواب.
وذكر بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء المكلف، بدء حيدر العبادي مشاورات لتشكيل الكابينة الوزارية الحكومية منذ الساعات الاولى لتكليفه بشكل رسمي.
ونقل البيان الذي تلقت “الصباح” نسخة منه ان العبادي منشغل حاليا بتشكيل الكابينة الحكومية واعداد البرنامج الحكومي بالاتفاق مع بقية الكتل السياسية، مشيرا الى ان هناك جهودا مضنية تبذل في هذا المجال من اجل الخروج بحكومة قوية تعتمد على الكفاءة والنزاهة وتسهم بانقاذ البلد من الازمات والاشكالات التي تواجهه على المستويات الامنية والسياسية والاقتصادية.واشار المكتب الاعلامي الى ان رئيس الوزراء المكلف دعا الكتل السياسية الى تعيين ممثلين لها لغرض التفاوض والاتفاق على الحقائب الوزارية وان يكون المرشحون من الكفاءات الوطنية القادرة على النهوض بالعراق الى المستوى اللائق به، مركزاً على اهمية تمثيل المرأة في الحكومة المقبلة بشكل مناسب.
ونفى المكتب الإعلامي للمكلف بتشكيل الحكومة حيدر العبادي، الأربعاء، سفر الاخير إلى اقليم كردستان، مؤكداً انه موجود حالياً في العاصمة بغداد ولن يغادرها حتى تشكيل الحكومة. من جانبه قال عضو مجلس النواب عن ائتلاف الكتل الكردستانية ئاريز عبد الله القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني ان الائتلاف اكد دعمه واستعداده الكاملين للتعاون مع رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي.
وقال عبد الله في حديثه لـ”الصباح” انه من المتوقع ان ينجز رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي حكومته خلال مدة وجيزة لاستعداد جميع الكتل للتعاون معه والمشاركة في حكومته، اذا رغب بان تكون هناك شراكة وبناء برنامج حكومي على اساس ذلك وخدمة الشعب العراقي.وأضاف عبد الله ان لدى ائتلاف الكتل الكردستانية مطالب دستورية وقانونية وستكون مشاركتها في الحكومة على هذا الاساس، وسيكون لها كلام اخر في حال عدم تلبيتها، ملمحاً الى ان ابرز هذه المطالب هو الالتزام بالدستور، وتطبيق المادة 140 خلال مدة معينة، اذ ان الاكراد لا يستطيعون الانتظار الى ما لا نهاية، وصرف مستحقات الاقليم من موازنة 2014 التي لم تصرف لحد الان لموظفي ومتقاعدي كردستان من الموازنة التشغيلية، وصرف مستحقات البيشمركة باعتبارها جزءا من منظومة الدفاع العراقية، وتشريع قانون النفط والغاز وفق الدستور وبقية المشاكل العالقة بين كردستان والمركز. وقال عضو مجلس النواب عن ائتلاف “ديالى هويتنا” صلاح مزاحم الجبوري القيادي في تحالف القوى الوطنية، ان لدى التحالف اولويات في تشكيل الحكومة او الشراكة فيها اذ نعتقد بان السنوات العشر الماضية شهدت اصابة مكون اساس في العراق بالغبن والتهميش والاقصاء، مشيراً الى ان ابرز هذه الملفات هي حقوق الانسان والعفو العام والتوازن في اجهزة الدولة واصلاح الملف القضائي وتشريع قانون السلطة التنفيذية والتشريعات والمساءلة والعدالة اضافة الى الملف الامني والشراكة في قرار القيادة العامة للقوات المسلحة.
وأضاف الجبوري في حديثه لـ”الصباح” ان قوى التحالف ستعلن هذه الملفات خلال الايام القليلة المقبلة، مؤكدا انها ستطرح قبل المطالبة بالمناصب.واردف ” نرغب في تحقيق شراكة مضامين وليس شراكة عناوين كما نتمنى ان تكون الشراكة حقيقية في بناء الدولة والحقوق والواجبات، اما النوع الاخر من الشراكة فانها ستكون تحصيل حاصل”.وبين الجبوري انه لم يجر لحد هذه اللحظة اي تفاوض مع اي كتلة لتشكيل الحكومة المقبلة، مؤكداً ان التفاهم مع اتحاد القوى سيكون في ضوء هذه الورقة لنكون داعمين ومشاركين في الحكومة، متوقعاً ظهور من يقول إن هناك قسما من هذه المضامين قابل للتفاوض والتنفيذ واخرى ربما يصعب تنفيذها، ملمحاً الى ان تنفيذ هذه الملفات سيدفع ابناء الارض المسيطر عليها من قبل الجماعات الارهابية الى تحريرها وعودة النازحين الى منازلهم.
ونبه القيادي في تحالف القوى الوطنية الى ان من يحاول ان يبني بلداً مستقراً وامناً ويسعى لعودة النازحين، عليه ان يتفاعل معنا في هذه الملفات، موضحاً ان التحالف لا يفرضها لانها ليست ملفات مكون بعينه بل هي مطالب وطنية تمس المواطن من البصرة الى زاخو، حيث اثبتت التجارب منذ 2006 وحتى الان بأن من حارب ودحر عصابات الارهاب هو مكون واحد، معرباً عن اعتقاده بان مشاركة مكونات تحالف القوى وجمهورها اذا ما تم الاتفاق مع سياسييها على هذه الملفات ستكون نقطة البداية لدحر العصابات الارهابية في هذه المحافظات.
أما عضو مجلس النواب عن كتلة “بدر”رزاق عبد الائمة الحيدري فقد بين بأن يوم امس شهد اجتماعا للكتلة حيث حث فيه الامين العام هادي العامري على ثوابت ابرزها تأييد موقف المرجعية بشكل مطلق، والاتفاق على ان تبقى مسارات العملية السياسية والتأكيد على قانونيتها اذا تم تشكيل الحكومة ووجوب دعمها حتى لو لم يكن اعضاء الكتلة مشاركين فيها بالقضايا الرئيسة المهمة.
وأضاف الحيدري في حديثه لـ”الصباح”انه لم يتم الاتفاق خلال اجتماع الكتلة على جزئيات توزيع المناصب بل التأكيد على ضرورة دعم التحالف الوطني ككتلة اكبر،وضرورة تماسكه بعد اتصالات مع الكتلة يلعب الامين العام فيها دورا مهما بتقريب وجهات النظر بين قوى التحالف، اذ ان تماسك التحالف ضرورة ملحة للحفاظ على العراق لانه الممثل الحقيقي لغالبية الشعب العراقي.أما عضو مجلس النواب عن ائتلاف الاحرار مازن المازني فقد اعرب عن اعتقاده بان تشكيل الحكومة سيكون في وقت قياسي وقبل مدة التكليف القانونية، لان هناك اتفاقا بين اغلب الكتل السياسية على تشكيل الحكومة واستكمال الكابينة الوزارية ما دام رئيس الوزراء بدأ اتصالاته ومشاوراته لهذا التشكيل، مستبعداً وجود مشاكل في هذه العملية.
وأضاف المازني في حديثه لـ”الصباح” ان تحالف القوى الوطنية قد استكمل ورقته التفاوضية في حين لايزال جارياً اعداد ورقة كل من التحالف الوطني والتحالف الكردستاني، معرباً عن تفاؤله بتشكيل الحكومة خلال الايام المقبلة.والمح المازني الى ان كتلة الاحرار في طور اعداد مسودة تفاوضية ولم يتم الافصاح عنها حتى الان، متوقعاً ان تشهد الايام المقبلة اعلان مضامين هذه الورقة.