الرئيسية / من / قصص وعبر / المسيح في ليلة القدر 28

المسيح في ليلة القدر 28

الرواية الثّانية والعشرون: الشهداء أحياء

 الرواية الثّانية والعشرون: الشهداء أحياء – رواية حضور الإمام الخامنئي دام ظله إلى منزل الشهيد هراج طوروسيان بتاريخ 02/01/1995م

 
الشهيد هراج طوروسيان
الشهادة في: سومار، كرمانشاه
بتاريخ: 26/06/1988م
 
 
 
 
 
406

350

الرواية الثّانية والعشرون: الشهداء أحياء

 كنتُ فرحاً جدّاً يومها! فرح لا يكاد يسعني! لدرجة أنّه لم يرني قبلها أحد بهذه الشدّة من الفرح. يومها شيّعوا شهيداً كان بعمري! وقد كتبوا على صوره ومعلّقات النعي: “الشهيد ذو السبعة عشر ربيعاً”. فاستفسرت وسألت، فوجدت أنّه يُمكن الذهاب إلى الجبهة تطوّعاً قبل أن يحين موعد الخدمة العسكريّة. الحقيقة، أنّي كنتُ مهووساً في تلك الأيام بالذهاب إلى الجبهة والحرب. 

كنتُ أجلِس على الدوام أمام التلفاز، وأُصغي إلى الراديو وأُتابع أخبار الحرب. وحفظتُ نشيد “الشهداء أحياء” وكنتُ أُردّده دوماً: 
الشهداء أحياء .. الله أكبر 
عرجوا نحو الحقّ.. الله أكبر 
يومها أيضًا، عندما كنتُ أطير من الفرح دخلتُ البيت وأنا أُردّد هذا النشيد بصوت عالٍ. كانت أمّي منشغلة في المطبخ، وأختي تُشاهد التلفاز. وعندما التفتتا أنّي أدخل البيت بكلّ هذا الضجيج أسرعتا نحوي بينما دخلت مباشرة إلى غرفتي وبدأت بالبحث في أدراج خزانتي. 
– هراتش! ماذا هناك؟ هل حصل شيء؟ 
– هويّتي! أين هويّتي؟ 
– وماذا تريد من الهويّة يا ولدي؟ 
– حُلّت المشكلة يا أمّي، حُلّت! يُمكنني الذهاب تطوّعاً. 
وجدت الهويّة وذهبت مسرعاً إلى بيت خالي ليون. كنتُ أُحبّ خالي كثيراً، وكان ابنه رازميك أعزّ صديق لديّ. ما إنْ دخلت البيت حتى عانقت خالي. فقال لي رازميك: ماذا هناك يا هراتش؟ 
– حُلَّت المشكلة، سأذهب بعد غد إلى الخدمة العسكريّة. 
– وكيف ذلك؟
 
 
 
 
 
407

351

الرواية الثّانية والعشرون: الشهداء أحياء

 – لقد تطوّعت. ذهبت إليهم وألححت فقبلوا. 

كنتُ أنا ورازميك في نفس العمر. كبرنا معاً. وكان من المقرّر أن نذهب إلى الخدمة في شهر شباط، لكنّي كنتُ متلهّفاً للذهاب إلى الجبهة قبل ذلك. 
في تلك الأثناء، رنّ جرس الهاتف. رفع رازميك السمّاعة وبدأ بالحديث. فاغتنم خالي الفرصة وقال:
– لقد تحقّق ما كنتَ تتمنّاه أليس كذلك؟ 
– نعم يا خالي! فأنا لستُ مثل البعض الّذين لا تساوي خدمته أكثر من مئتي تومان! 
ضربني خالي على رقبتي وقال لي: “أيها الملعون! أتهزأ بي؟” فضحكنا معاً. كان خالي في زمن الشاه قد دفع مبلغ 200 تومان كي يتمّ إعفاؤه من خدمة العلم، فكنتُ أُمازحه دائمًا بهذا الموضوع. أنهى رازميك الاتصال وبان عليه الغضب! قال لي: لا يُمكنك الذهاب بمفردك. عليك الانتظار ستة أشهر لنذهب معاً. فأجبته أُريد أن أذهب قبل ذلك لأُلقّن البعثيّين درساً لن ينسوه. لكنّه لم يقتنع بكلامي وتشاجرنا. علمت فيما بعد أنّ الاتصال كان من أمّي وقد أقسمت عليه بمريم المقدّسة أن يُثنيني عن الذهاب بأيّ طريقة كانت، لكنّه لم يستطع! 
أنا “هراتش” الولد الأخير للعائلة. كنتُ أهوى الفنون والرياضة. انشغلت في الفنون بالمسرح، وفي الرياضة كنتُ أمارس كرة القدم. كان أبي يملك محلّ حدادة وكان عمله شاقّاً، فكنتُ أذهب لمساعدته أيّام الدراسة وبعد العودة في المأذونية. كان الجميع يقول لي: “يا هراتش! لقد أتيت لترتاح بضعة أيام لا أن تُشغل نفسك بالعمل”. لكنّي لم أكن أستطيع أن أرتاح من دون أن أُساعد أبي. فهو ربّى ابنه ليكون سنداً له، لا ليأكل وينام. مع هذا، كان أبي أكثرهم إلحاحاً عليّ ويقول لي: إنّه لا يحتاج المساعدة. لكنّني لم أكن أتحمّل أن يبقى أبي وحيداً في دكّانه يكدح، بينما أخرج للترفيه مع أصحابي، أو أبقى في البيت لأُشاهد التلفاز!
 
 
 
 
 
408

352

الرواية الثّانية والعشرون: الشهداء أحياء

 في خريف سنة 86، أنهيت دراستي وبدأت فرصتي. كانت الفرحة لا تسعني لأنّي سأذهب إلى الجبهة، وكنتُ أُمازح أخي وأختي وأقول لهم:

– أتراه يأتي ذاك اليوم الذي يُخاطبونكم فيه بعائلة الشهيد طوروسيان؟ 
فكانوا ينقضّون عليّ مزاحاً ويُشبعونني ضرباً ويقولون: “سنجعلك نحن شهيداً!”، فأهرب منهم قائلاً: “والله هذا ما سيحصل! سترون”. 
كنتُ في كلّ مرّة أرجع فيها من الجبهة وأطرق الباب وأواجه أخي أو أختي خلفه سائلين عن الطارق، أُغيّر صوتي وأقول: “عفواً! هل هنا منزل الشهيد طوروسيان؟”. لكنّني لم أكن أقول ذلك أبداً أمام والديّ. كنتُ أُطمئنهم دوماً وأقول إنّ كلّ شيء بخير، وإنّني مرتاح حيث
 
 
 
 
 
409

353

الرواية الثّانية والعشرون: الشهداء أحياء

أنا، وسأرجع سريعاً ليخطبوا لي. لم أكن أجرؤ أن أذكر اسم الشهيد أو الشهادة أمامهم. 

كنتُ أُمازح خالي أيضًا كثيراً. كنتُ أذهب إليه في كلّ مأذونية وأقول: “يا خالي! لا تأمل رجوعي في المرّة القادمة!”، كنتُ في سرّية المغاوير “ذو الفقار” العاملة والمتموضعة في قلب الأعداء؟ لهذا عرفت أنّها تُحارب لمرّة واحدة. 
عندما حدّدوا موعد مراسم خطبة أخي كنتُ في ، وكان الجميع ينتظر رجوعي خصوصاً أمّي. لكن لم يكن هناك من مجال لترك الجبهة والمشاركة في المراسم، فكتبتُ رسالة قبل أيام من الموعد، وأخبرت أمّي أنّي لن أقدر على المجيء، لكنّي سوف أحضر الزفاف إن شاء الله. لكنّ الرسالة لم تصلها وبقي الجميع بانتظاري. كنتُ أشارك في المعارك عندما أقاموا حفل الخطوبة. ومن شدّة القلق والخوف لم تُدرك أمّي شيئاً من فرحة أخي. وتزامنت لحظة استشهادي مع اللحظة التي كانت أمّي تضع الطوق في عنق العروس. في هذه اللّحظة بالذّات، انخفض ضغطها وهوت إلى الأرض.. تماماً لحظة استشهادي! وعندما استيقظت كان الكاهن يذكر المجاهدين ويدعو لهم. ومع دعائه علا صوت بكاء أمّي وأختي شوقاً لي، وبكى الحاضرون لبكائهما.
* * *
بعد استشهادي، كان هذا اللقاء أهم حدث في حياة عائلتي. فقد زارنا السيّد الخامنئي قائد الجمهوريّة الإسلاميّة في بيتنا بعد مرور ستّ سنوات وستة أشهر على استشهادي. وكان ذلك تزامناً مع ليلة الميلاد.
 
كلّ أفراد العائلة حاضرون: أبي، أمي، أخي، أختي، ابن أختي وطبعاً أنا! فالشهداء أحياء. 
– السلام عليكم. كيف حالك يا سيّدتي؟ هل أنتِ أمّ الشهيد؟
 
– نعم. أهلاً وسهلاً. كيف حالكم؟ 
– الحمد لله. هلّا عرّفتني إلى الشباب ما هي نسبتهم بك؟ 
– هذا ابني وهذه ابنتي، وهذا زوجي. 
– وفّقكم الله إن شاء الله.
 
 
 
 
410

354

الرواية الثّانية والعشرون: الشهداء أحياء

 علَت البسمة كلّ وجه، وعمّ الفرح، فبحضور السيّد الخامنئي فاضت الغرفة بمشاعر الفرح والحيويّة. الكلّ مبتهج باستضافة هذا الرجل المهمّ والعزيز. يلتفت الحاج أولاً إلى والدي ويُحدّثه. 

– أين استشهد ولدكم وفي أيّ عملية كان ذلك؟ 
– عملية مرصاد. في تموز سنة 88م. 
– يلتفت الحاج إلى ورقة النعي: 
– ولد سنة 69م. كان عمره تسع عشرة سنة؟ صحيح؟ 
– نعم يا حاج. تطوّع قبل سنة من موعد خدمته. 
– عجباً! عجباً! آجركم الله وأعزّكم. إنّه لفخر عظيم أن يُجاهد ابنكم الشاب في سبيل الله، وفي سبيل حفظ الوطن والدفاع عن العرض الّذي قطعاً هو عرض أبيه وأمّه أيضاً. حقّاً إنّه فخر عظيم. 
كنتُ أُحبّ دوماً عندما أرجع إلى البيت أن أُحدّث والدي بهذه الأحاديث وعن حلمي بأن أستشهد، لكنّ لم يكن ذلك ممكناً. كنتُ كلّما أرجع تُحدّثني أمّي عن الخطبة والزواج وأبي عن التقاعد. كانت أمّي تقول: ارجع سريعاً لأنّي اخترت بضع فتيات لتختار إحداهنّ،
 
 
 
 
411

355

الرواية الثّانية والعشرون: الشهداء أحياء

 وأبي يقول: ارجع سريعاً لأُسلّمك الورشة. هكذا هم الآباء، لهم آلاف الأحلام لأولادهم. 

لكنّني الآن سعيد جدّاً لأنّي أسمع هذا الكلام من الحاج. سيكون ذلك بلسماً لقلوبهم ويُخفّف من معاناتهم. 
سأل السيّد الخامنئي عن مهنة أبي وأخي، ماذا وأين يعملان؟ وعندما علم بمهنتهما الفنّية أشاد بحضور الأرمن الفنّيّين في الجبهة. تحدّث عن أولئك الشباب الّذين أتوا تطوّعاً لتصليح الآليات العسكريّة وأشغال النقل. فقد فتحوا ورش عمل في الأهواز ودزفول وعملوا هناك. 
ثم بدأ يسأل العائلة عن زيارة الكنيسة وهل يذهبون إليها أم لا؟ وإن كانوا يفعلون فأيّ كنيسة يزورون؟ وأين تقع، ومن المطران؟ الكلّ يشارك في الحديث مع الحاج، ويُجيبونه على أسئلته، وقد بدا جليّاً على وجوههم أنّهم قد استأنسوا بمجالسته ومحادثتهم له.
بعد السؤال عن الكنيسة يستطرد أبي قائلاً: باعتقادي يا حاج أنّ الكنائس لا تختلف عن بعضها. أنا أذهب حيث أستطيع، ولست أؤمن بكنيسة محدّدة فقط لأقصدها دون غيرها. 
– هذا ممتاز. فأينما وجد بيت لله فهو مكان عبادته وله قدسيّة، ومن الجيّد إنْ استطاع الإنسان أن يتواصل مع الله في مكان يتحلّى بالقدسية. 
تُحدّثه أمّي عنّي فتقول: 
– كان يُحبّ أخته كثيراً. في آخر فترة كان يُردّد كثيراً أناشيد “الشهداء أحياء” و “رأيت أمس أبي مجدّداً في المنام”. ويبكي كلّما ينشد “رأيت أمس أبي”. كان يقول له ابن خاله رازميك عندما يراه في هذه الحالة: “هراتش! لماذا تبكي فأبواك إلى جانبك!؟” فيُجيبه: “أنا أبكي على أولاد الشهداء. فهم مظلومون جدّاً”.
ثمّ روت له كيف تزامنت شهادتي مع حفل خطبة أخي. كانت أمّي تتحدّث طوال الوقت بينما ينصت لها الحاج بدقّة وأحياناً يهزّ رأسه علامة التأييد. 
فأخذ يواسيها ودعا لها بأن يسعد الله قلبها ويحفظ لها بقيّة أبنائها. 
فأتته بصورة مرسومة لي، أُعجب بها كثيراً واستحسن براعة الرسم فيها.
 
 
 
 
412

356

الرواية الثّانية والعشرون: الشهداء أحياء

 استفسر الحاج أيضاً عن زواج أختي وعن حفيدة أمّي سائلاً: ابنتكم متزوّجة أليس كذلك؟

– نعم يا حاج.
– وما اسم هذه الفتاة الصغيرة؟ 
وأشار إلى ابنة أختي الّتي ولدت بعد استشهادي وأخرجت البيت من هدوئه وسكونه. 
– اسمها ” بي آينا!”. 
فحاول أن يُحادث بي آينا ذات الأربع سنوات بلسان الأطفال: 
– ما هو اسمك أيّتها الآنسة الصغيرة؟ 
فأجابت أمّها بخجل: لا تُجيد الفارسيّة كثيراً. فاستمرّ الحاج بمحادثتها بمزاح وبلسان حال الأطفال: 
– لماذا لم تتعلّمي الفارسيّة أيّتها الآنسة الصغيرة؟ 
فضحك الجميع من هذا المزاح، حتّى الحاج ومرافقوه ضحكوا. مضى زمن طويل لم يكن أبي وأمّي وأختي وأخي مسرورين ومبتهجين ومطمئنين إلى هذا الحدّ. بينما بي آينا هي الوحيدة الّتي بقيت مذهولة لا تضحك.
 
 
 
 
413

357

الرواية الثّانية والعشرون: الشهداء أحياء

 حاول الحاج أن يقرب بي آينا منه:

– تعالي إليّ أيّتها الآنسة الصغيرة. اقتربي، إن فعلتِ فهذا من مصلحتك! 
لكنّها خجلت ولم تتزحزح من جوار أمّها. حاولت أمّها كثيراً أن تُقنعها بالأرمنيّة وقالت لها: اذهبي إلى الحاج ودفعتها إلى الأمام. لكن بي آينا تشبّثت بها ولم تتحرّك. فقال والدي: 
– إنّها تخجل، إنّها تُشبه جدّها. 
لم يُدرك الحاج قصد والدي: 
– تُشبه جدّها؟!
– هي تخجل مثلي. 
– وهل أنت خجول؟ 
يظهر أنّ الحاج قد استأنس بمجالسة عائلتي والحديث معهم، لأنّه لم يرغب بالوداع وإنهاء اللّقاء. فسأل عن الأسقف مانوكيان وشرح لهم قصّة لقائه به. ثم تحدّث عن تاريخ الشعب الأرمني وتعاطي الشاه “عباس الصفوي” معهم، وكيف أنّ الأرمن هم إيرانيّون. 
– أنتم مواطنون مثلكم مثل كلّ الإيرانيّين، ولستم منفصلين عنّا. فإيران ملك لكم. عليكم
 
 
 
 
 
414

358

الرواية الثّانية والعشرون: الشهداء أحياء

 الدفاع عنها، عليكم أن تعملوا وتعمّروها. هذا واجبنا جميعاً وليس حكراً على جهة خاصة أو مذهب خاص أو عرق خاص. يجب على جميع أفراد الشعب الإيرانيّ أن يتعاونوا لنُعمّر هذا البلد إن شاء الله. 

كان أفراد العائلة يؤيّدون كلّ ما يقوله الحاج ويُضيفون عليه.
– كان هدفنا من زيارتكم في هذه اللّيلة أن نُبارك لكم أولاً بالسنة الجديدة، وأن نُعبّر عن حبّنا وإخلاصنا للشهيد في محضركم. نتمنّى لكم أيامًا سعيدة ولتكن قلوبكم مليئة بالسرور. إن واجهتكم مشكلة أو كان لكم طلب أو أيّ شيء يُمكنكم مراجعة هذا العنوان أو الاتصال بالرقم الموجود. تستطيعون مراجعة السادة في المكتب فهم موجودون، وكلّ مشكلة ستُحلّ إن شاء الله. 
أعطى أحد المرافقين العنوان ورقم الهاتف لأبي. مجرّد إعطاء هذا العنوان والرقم كان دعماً معنويّاً لعائلتي وتشجيعاً لهم فقد أحسّوا أنّ قائد الجمهورية الإسلاميّة يُبدي اهتمامه بعوائل الشهداء ويرعاهم. ثمّ كان الإهداء الذي قدّمه لأمّي: 
– وهذا تذكار بهذه المناسبة للسيّدة، والدة الشهيد.
هذه اللّيلة عظيمة لعائلتي لدرجة أنّهم ظنوّا أنّهم في حلم! لأنّ حضور الحاج خامنئي البسيط والبعيد عن التكلّف يُشبه الحلم والخيال.
 
 
 
 
 
415

359

الرواية الثّانية والعشرون: الشهداء أحياء

 تسابق أهل البيت في تقديم الشكر للحاج! فأجاب الجميع بابتسامته، ثمّ التفت إلى والديَّ قائلاً: “أتسمحون لنا بالمغادرة؟”. وبعد الشكر والترحيب نهض واستودع الجميع. 

إنّ شدّة ألفة السيّد الخامنئي أنست أبي مقامه ومنصبه الرفيع، فقال له عند المغادرة: البيت بيتكم يا حاج. شرّفونا كلّما أحببتم وأعيدوا علينا اللّقاء!
 
 
 
 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...