مدرسة أهل البيت ( ع ) وحل المشكلات الإجتماعية … سالم الصباغ
ماذا خسر المسلمون بالبُعد عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ؟
المشاكل الإجتماعية ــ الطلاق
من أخطر المشاكل الإجتماعية التي وقع فيها العالم الإسلامي بسبب بعده عن مدرسة اهل البيت عليهم السلام هي مشكلة الطلاق …
فعند اهل السنة يقع الطلاق بمجرد اللفظ ، حتى لو كان بدون شهود …..!
أما في مدرسة أهل البيت عليهم السلام فيوجد تشدد في شروط الطلاق ، وذلك حماية للأسرة وللأطفال وللمجتمع ، و من هذه الشروط :
1 ـ أن تكون المرأة في طهر لم يمسسها فيه زوجها
2 ـ أن يقع الطلاق أمام شاهدي عدل
وهذه الشروط الهدف منها أن يتأكد الزوجين وخاصة الرجل من أن الطلاق هو الحل الأخير الذي لا مفر منه ، وأن القرار ليس عن عجلة وتهور وغضب ، خاصة إشتراط العدالة في الشهود ليتقدموا بالنصيحة المخلصة التي تنقذ الإسرة من الإنهيار ،
و الغريب أن هذه الشروط ذكرها القرأن في سورة مخصوصة هي سورة الطلاق ، يقول تعالى :
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ ) وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ .
والاعجب أن تختتم أية الشهادة علي الطلاق بقوله تعالى ( ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ . ) وهو إشارة قرأنية لطيفة بأن الذين يطبقون هذه الشروط هم من يؤمن بالله واليوم الأخرة حقاَ .
كما ان روايات أهل البيت عليهم السلام تشدد علي كراهية الطلاق ، ففي إحدي الروايات :
( مازال جبريل يُبغض لي الطلاق حتي ظننت انه لا طلاق إلا بفاحشة مبينة )
وكان من نتيجة البعد عن مدرسة أهل البيت عليهم السلام أن ملايين من مشاكل الطلاق أمام المحاكم ، بسبب سهولة وقوع الطلاق بمجرد اللفظ ، أو حتي بالشرط المعلق ، أو حتى بالهزل ، وكانت النتيجة أيضا أن تعددت وتشعبت أنواع الطلاق عند أهل السنة : مثل الطلاق المباشر ، أو بشرط ، او بالكناية ، وطلاق الهازل ، وطلاق الساهي ، وطلاق الغضبان ، وطلاق السكران ، والطلاق المتعلق بشرط مستحيل ، ،،!! حتي وصلت إلي أكثر من عشرين نوعاَ من الطلاق ، ضاعت خلالها حفوق المرأة وتشتت الأسر أمام المحاكم ، بل كان أمل المرأة في بعض الاحيان أن تعرف : هل هي مطلقة أم لا ….؟!! مثال ذلك :
رجل طلق زوجته الطلقة الثالثة بدون شهود ، فتحرم عليه ، وعندما تشكوه للقاضي ينكر أنه طلقها ، فماذا تفعل …؟ هل تعيش معه وهي محرمة عليه ، أم تتركه ونخسر مستحقاتها وحقوقها ؟ وهل تظل كالمعلقة لاهي متزوجة ، ولا هي تستطيع الزواج من أخر ، أو كيف ترعي اولادها …. في مدرسة أهل البيت عليهم السلام حذرت الروايات الشريفة من زواج ذات البعل ( اي من المرأة المطلقة بدون شروط الطلاق الصحيح )
ففي مدرسة أهل البيت عليهم السلام لا يوجد إلا نوع واحد من الطلاق وهو المباشر أمام شاهدي عدل ، وفي طهر لم يمسها فيها الزوج ، وغير ذلك ليس بطلاق ..
هذا نموذج موجز لإحدي المشاكل الإجتماعية الخطيرة التي تعاني منها الأسرة والمجتمع والمرأة والطفل ، وحلها سهل وميسر في تطبيق ماورد من شروط خاصة بوقوع الطلاق سواء في ( القرأن ) أو عند (أهل البيت ) أو بمعني أخر مطابقاًَ لحديث التمسك بالثقلين الموجود في صحاح أهل السنة :
كما في صحيح مسلم :
تركت فيكم الثقلين :
كتاب الله ، فحث علي التمسك به ، ثم قال : واهل بيتي
إذكركم الله في أهل بيتي
إذكركم الله في أهل بيتي
إذكركم الله في أهل بيتى