شمعون الصفا وصي المسيح (ع) وجد الإمام المهدي (ع) لأمه
21 أكتوبر,2022
بحوث اسلامية
353 زيارة
اصطفاها الله ووهبها عيسى (ع) من غير أب !
قال الله تعالى: وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّه اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ . يَا مَرْيَمُ اقْنُتِى لِرَبِّكِ وَاسْجُدِى وَارْكَعِى مَعَ الرَّاكِعِينَ . ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ .
إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ الله يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجيِهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ . وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ . قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّه يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالآنْجِيلَ . وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّى قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّى أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ الله وَأُبْرِ‹ُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِى الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّه وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَاكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لايَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّه وَأَطِيعُونِ. (آل عمران:42-50).
في تفسير العياشي (1/172): (عن الحكم بن عيينة قال:سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله في الكتاب: وَإَذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّه اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ . اصطفاها مرتين والإصطفاء إنما هو مرة واحدة ؟ قال: فقال لي يا حكم إن لهذا تأويلاً وتفسيراً ، فقلت له ففسره لنا أبقاك الله .
قال: يعني اصطفاها أولاً من ذرية الأنبياء المصطفين المرسلين ، وطهرها من أن يكون في ولادتها من آبائها وأمهاتها سفاحاً . واصطفاها بهذا فيالقرآن: يَا مَرْيَمُ اقْنُتِى لِرَبِّكِ وَاسْجُدِى وَارْكَعِى ، شكراً لله ، ثم قال لنبيه محمد (ص) يخبره بما غاب عنه من خبر مريم وعيسى (ع) :يا محمد: ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ في مريم وابنها وبما خصهما الله به وفضلهما وأكرمهما حيث قال:وَمَاكُنْتَ لَدَيْهِمْ، يا محمد: إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ ، حين أيتمتمن أبيها ).
وفي قصص الأنبياء للقطب الراوندي/263، عن الإمام الصادق (ع) قال في قوله تعالى: ( وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا، قال: فأول من سوهم عليه مريم ابنه عمران ، نذرت أمها ما في بطنها محرراً للكنيسة ، فوضعتها أنثى فكانت تخدم العُبَّاد تناولهم ، حتى بلغت ، وأمر زكريا أن يتخذ لها حجاباً دونالعباد ، فكان زكريا يدخل عليها فيرى عندها ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء ، قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّه..
وقال الباقر (ع) :إنها بشرت بعيسى (ع) فبينا هي في المحراب إذ تمثل لها الروح الأمين بشراً سوياً: قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا. قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا ، فتفل في جيبها ، فحملت بعيسى (ع) فلم تلبث أن ولدت.. وأتى إبليس تلك الليلة فقيل له: قد ولد الليلة ولد لم يبق على وجهالأرض صنم إلا خرَّ لوجهه،وأتى المشرق والمغرب يطلبه فوجده في بيت دير قد حفت به الملائكة،فذهب يدنو فصاحت الملائكة:تنحَّ، فقال لهم: من أبوه؟فقالت: فمثله كمثل آدم، فقال إبليس:لأضلن به أربعة أخماس الناس..
عن الحكم بن عيينة قال: قال أبو جعفر (ع) : لما قالت العواتق الفرية ، وهي سبعون ، لمريم (س) : لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ، أنطق الله تعالى عيسى (ع) عندذلك ، فقال لهن: تفترين على أمي، أنا عبد الله آتاني الكتاب ، وأقسم بالله لأضربن كل امرأة منكن حداً بافترائكن على أمي! قال الحكم: فقلت للباقر (ع): أفضـربهن عيسى (ع) بعد ذلك ؟ قال: نعم ، ولله الحمد والمنة ) .
وفي قصص الأنبياء (ع) /316: (عن أبي بصير ، قال: سألت أبا جعفر (ع) عن عمران أكان نبياً ؟ فقال: نعم كان نبياً مرسلاً إلى قومه ، وكانت حنةامرأة عمران وحنانة امرأة زكريا أختين ، فولد لعمران من حنة مريم ، وولد لزكريا من حنانة يحيى (ع) ، وولدت مريم عيسى (ع) ، وكان عيسى ابن بنت خالته ، وكان يحيى (ع) ابن خالة مريم ، وخالة الأم بمنزله الخالة..
وعن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله تعالى جل جلاله أوحى إلى عمران:إني واهبٌ لك ذكراً مباركاً يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذن الله ، وإنيجاعله رسولاً إلى بني إسرائيل قال: فحدث عمران امرأته حنة بذلك وهي أم مريم فلما حملت كان حملها عند نفسها غلاماً فقالت: رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَافِي بَطْنِى مُحَرَّراً ، فوضعتها أنثى فقالت: وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالآنْثَى ، إن البنت لا تكون رسولاً فلما أن وهب الله لمريم عيسى بعد ذلك ، كان هو الذي بشرالله بهعمران ).
ولدت عيسى (ع) وعمرها ثلاث عشرة سنة
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيّاً. فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا. قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا. قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا . قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا.قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَعَلَىَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً للَّنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا . فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا . فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا . فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلا تَحْزَنِى قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا . وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا . فَكُلِي وَاشْرَبِى وَقَرِّى عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ للَّرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا. فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا . يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا. فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا . قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّه آتَانِىَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّا . وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَاكُنْتُ وَأَوْصَانِى بِالصَّلاةِ وَالزَّكَوةِ مَا دُمْتُ حَيًّا . وَبَرًّا بِوَالِدَتِى وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيًّا. وَالسَّلامُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا.(مريم:16-33).
افتراء اليهود على مريم (س)
قال الله تعالى:فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّه وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّه عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلاً. وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيماً.
وفي أمالي الصدوق/164: (قال علقمة: فقلت للصادق (ع) : يا ابن رسول الله إن الناس ينسبوننا إلى عظائم الأمور ، وقد ضاقت بذلك صدورنا !
فقال: يا علقمة ، إن رضا الناس لايملك ، وألسنتهم لاتضبط ، فكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسله وحججه (ع) ؟ ألم ينسبوا يوسف إلى أنههمَّ بالزنا ؟ ألم ينسبوا أيوب إلى أنه ابتلى بذنوبه؟ ألم ينسبوا داود إلى أنه تبع الطير حتى نظر إلى امرأة أوريا فهواها، وأنه قدم زوجها أمام التابوت حتىقتل ثم تزوج بها ؟ ألم ينسبوا موسى (ع) إلى أنه عنين وآذوه حتى برأه الله مما قالوا ، وكان عند الله وجيهاً ؟ ألم ينسبوا جميع أنبياء الله إلى أنهم سحرةطلبة الدنيا ؟ ألم ينسبوا مريم بنت عمران (ع) إلى أنها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف ؟ ألم ينسبوا نبينا محمداً (ص) إلى أنه شاعر مجنون؟ألم ينسبوه إلى أنه هوى امرأة زيد بن حارثة فلم يزل بها حتى استخلصها لنفسه؟ ألم ينسبوه يوم بدر إلى أنه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء ، حتىأظهره الله عز وجل على القطيفة وبرأ نبيه (ص) من الخيانة ، وأنزل بذلك في كتابه: وَمَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْللَّ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ !
ألم ينسبوه إلى أنه (ص) ينطق عن الهوى في ابن عمه علي (ع) ؟ حتى كذبهم الله عز وجل ، فقال سبحانه: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَإِلا وَحْىٌ يُوحَى . ألمينسبوه إلى الكذب في قوله: إنه رسول من الله إليهم؟ حتى أنزل الله عز وجل عليه: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ،ولقد قال يوماً: عرج بي البارحة إلى السماء . فقيل: والله ما فارق فراشه طول ليلته .
وما قالوا في الأوصياء (ع) أكثر من ذلك ، ألم ينسبوا سيد الأوصياء (ع) إلى أنه كان يطلب الدنيا والملك ، وأنه كان يؤثر الفتنة على السكون ، وأنهيسفك دماء المسلمين بغير حلها ، وأنه لو كان فيه خير ما أمر خالد بن الوليد بضـرب عنقه ؟ ألم ينسبوه إلى أنه أراد أن يتزوج ابنة أبي جهل علىفاطمة (س) ، وأن رسول الله (ص) شكاه على المنبر إلى المسلمين ، فقال: إن علياً يريد أن يتزوج ابنة عدو الله على ابنة نبي الله ، ألا إن فاطمة بضعةمني ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن سرها فقد سرني ، ومن غاظها فقد غاظني؟
يا علقمة ، ألم يقولوا لله عز وجل: إنه ثالث ثلاثة؟ ألم يشبهوه بخلقه؟ ألم يقولوا إنه الدهر؟ ألم يقولوا إنه الفلك ؟ ألم يقولوا إنه جسم ؟ ألم يقولوا إنهصورة ؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
يا علقمة ، إن الألسنة التي تتناول ذات الله تعالى ذكره بما لا يليق بذاته كيف تحبس عن تناولكم بما تكرهونه! فاستعينوا بالله واصبروا إن الأرض للهيورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، فإن بني إسرائيل قالوا لموسى (ع) :أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَاتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا. فقال الله عز وجل قل لهم ياموسى: عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) .
2022-10-21