الوقت- تمتلئ الكتب الدينية اليهودية بعبارات تدعو إلى الحذر في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة. إن إلقاء نظرة على الكتب التي كتبها اليهود، التلموديون، تظهر أنهم يحذرون باستمرار من الخطر الذي يتعرض له الصهاينة من الجبهة الشمالية.
خلال العقدين الماضيين، وخاصة بعد حرب تموز (يوليو) 2006 بين حزب الله في لبنان وجيش الكيان الصهيوني المحتل، توصل المستوطنون والجيش الصهيوني إلى أن الجبهة الشمالية ستكون أخطر مناطق المقاومة كافة التي تهدد وجود إسرائيل؛ لأن الجانب الذي يهدد إسرائيل من الجبهة الشمالية هو حزب الله، وقدراته تضاهي قدرات أقوى جيوش العالم. في الوقت الذي يكون فيه كعب أخيل لجيش الكيان الصهيوني هو قوته البرية، والتي أظهرت مرارًا ضعفها في مختلف مجالات المواجهة مع المقاومة، بينما يمتلك حزب الله في لبنان قوة برية قوية جدًا لها قدرها، وأثبتت وكفاءتها أثناء الحرب السورية 2011 مع الإرهابيين التكفيريين. لكن مع كل هذه القدرات، يوجد في الجبهة الأمامية لقوات حزب الله البرية هناك وحدة خاصة تسمى “رضوان”.
اسم وحدة حزب الله الخاصة المعروفة باسم وحدة “رضوان” والتي تحمل اسم “عماد مغنية”، القائد العسكري وشهيد حزب الله المعروف بـ “الحاج رضوان” القائد الذي اغتاله الصهاينة خلال عملية في دمشق عام 2008، قد قضت مضاجع الصهاينة. هذه الوحدة التي تشكل تحديًا كبيرًا للمحتلين، جذبت انتباه العديد من الخبراء والمحللين في الكيان الصهيوني، ويقدرون أن وحدة رضوان ستكون مسؤولة عن تحرير منطقة “الجليل” شمال فلسطين المحتلة. ويشيرون إلى كلام الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله، الذي كشف أن لديه قوات من وحدتي رضوان وعباس، تملكان عددا كبيرا جدا من القوات ومجهزة بكميات كبيرة من الأسلحة الحديثة. كما أن هذه القوات متخصصة للغاية في القتال الهجومي، وقد زادت قدراتها بشكل كبير منذ عام 2006. لكن نظرًا لقلقهم الشديد من قوات رضوان حزب الله الخاصة، فقد أجرى خبراء الكيان الصهيوني الكثير من الأبحاث حول هذا الموضوع لفترة طويلة وحصلوا على المعلومات التالية في تقييماتهم حول خصائص هذه الوحدة:
– وتتألف وحدة رضوان من قوات حزب الله الخاصة التي يقدر عددها بنحو 2500 مقاتل. هذه القوات تم اختيار اعضائها بشكل دقيق وخضعت لتدريب صارم في مجال نيران القناصة، واستخدام الأسلحة المضادة للدبابات والمتفجرات، والجري لمسافات طويلة، والتنقل في المناطق الجبلية، وتنفيذ عمليات الاعتقال، وما إلى ذلك. كما قامت هذه القوات بالعديد من المهمات العسكرية السرية والحساسة، وجميعها يتم إجراؤها بسرعة وبشكل احترافي. تنقسم وحدة رضوان إلى عدد كبير من المجموعات، كل مجموعة تتكون من 7 إلى 10 أشخاص قادرين على تنفيذ عمليات مستقلة دون أي رجوع أو تلقي مساعدة لوجستية من القيادة المركزية. لذلك، فإن إحدى السمات الرئيسية لوحدة رضوان هي استقلالية مجموعاتها وقد وفرت القيادة المركزية هذه الميزة للمجموعات المذكورة؛ نظرًا لأنه يُسمح لهم باتخاذ قرارات تكتيكية سريعة في الميدان، فإن هذا يساعد كثيرًا في سرعة مجموعات وحدات رضوان.
– تأسست هذه الوحدة بعد حرب تموز (يوليو) 2006 على يد “عماد مغنية” قائد الفرع العسكري لحزب الله.
– وذكر خبراء صهاينة في تقديراتهم أن القوات الخاصة لوحدة حزب الله رضوان قاتلت إلى جانب الجيش الروسي في العديد من العمليات في سوريا وتلقت تدريبات كثيرة في هذا المجال. كما لعبت هذه الوحدة التابعة لحزب الله دورًا فاعلًا في تحرير مناطق مختلفة من سوريا من الجماعات الإرهابية التكفيرية.
– ويقدر الجيش الصهيوني أن هذه الوحدة الخاصة من حزب الله ستستخدم الأنفاق في الحرب القادمة لتحرير منطقة الجليل. وبما أنه لا يمكن لقوات حزب الله الانتقال للأراضي المحتلة جواً، فإن النفق سيكون الخيار الأفضل لتنفيذ عملية حزب الله هذه، وبالتالي ستكون قوات وحدة رضوان هي الذراع التنفيذي لهذه الخطة. ويعتقد المحلل العسكري الصهيوني رون بن يشاي أن مجموعات المقاومة الأخرى ستساعد حزب الله في تنفيذ هذه الخطة.
وفي وقت سابق، نشرت وسائل الإعلام الحربية الموالية للمقاومة عدة مقاطع فيديو تظهر مشاركة قوات وحدة رضوان في حزب الله في عملية التحرير الثانية. أظهرت هذه المقاطع أن قوات وحدة رضوان كانت تمتلك مهارات قتالية كبيرة، من التصوير الدقيق في أصعب الظروف إلى تكتيكات الحرب المختلفة في المناخات القاسية والمعارك الجبلية والصحراوية إضافة إلى المعارك البحرية. تتمتع هذه القوات أيضًا بمهارات وخبرات واسعة في استخدام الدراجات النارية والدبابات وناقلات الجند المدرعة وغيرها من وسائل النقل القتالي، فضلاً عن الخبرة الواسعة في مجال القفز بالمظلات. تبين في هذه المقاطع أن قوات وحدة رضوان مجهزة بأحدث الأسلحة، مثل مسدسات HS-9 وبنادق كلاشينكوف المتطورة للمظليين AKS-74، والتي يمكن استخدامها مع التدريب المتقدم في القتال الدقيق. على سبيل المثال، في أحد مشاهد هذه الأفلام، تبين أن قوات وحدة رضوان في مناوراتها يمكنها بسهولة استهداف المواقع القريبة والبعيدة بدقة.
– اكتسبت قوات وحدة رضوان خبرة عملية واسعة في سوريا، وإضافة إلى القتال العسكري، لديهم أيضًا الكثير من الخبرة في مجال المعلومات والحرب السيبرانية.
نشر موقع صهيوني تقريرًا في عام 2021 يفيد بأن إحدى مهام قوات وحدة حزب الله رضوان هي إجراء عمليات استطلاعية واستخباراتية بطائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية، بهدف التحضير لتهديدات وهجمات على المستوطنات ومواقع عسكرية