الرئيسية / الاسلام والحياة / الفكر معيار قيمة الإنسان معيار شخصك بالتفكّر

الفكر معيار قيمة الإنسان معيار شخصك بالتفكّر

(إنّ في ذلك لآيةً لقوم يتفكّرون) كما يمتدح عزّ وجل أولئك الذين يذكرون الله . (.. ويتفكّرون في خلق السموات والأرض)  بل هو يذمّ أولئك الذين يعرضون عن التفكّر والتدبّر بقوله: (أفلا يتدبّرون القرآن، أم على قلوب أقفالها) 

العدد 018

تغذية الجسم تشبه تغذية الشجرة:
للمجلسي عليه الرحمة إيضاحات في المجلد الرابع عشر وما يمكن ذكره هو أنه أولاً: فلنعلم من أي شيء تتكون النطفة؟ بعد أنّ يتم إنتاج المادة الغذائية في الجسم، يصل الغذاء بواسطة العروق المتحركة إلى كل جزء من أجزاء البدن… إلى العظام واللحم والجلد والعروق والشرايين.

 

 

. إلى كلّ ذرةٍ من ذرات الجسم، من أُمِّ الرأس وحتى أخمص القدمين لا يبقى عضو من الأعضاء إلاّ ويجب أنّ تصله المادة الغذائية تماماً كما إذا أُهرق دلو ماءٍ بالقرب من الأعضاء إلاّ ويجب أن تصله هذه الشجرة بعد أنّ تمتص هذا الماء تقوده إلى أعلى وحينئذٍ لا تبقى ورقة في شجرة عليها فرضاً مئة ألف ورقة،

 

 

إلاّ ويصلها الماء ولا يمكن أنّ يصل إلى الورقة الأقرب كمية من الماء أكثر مما يصل إلى الورقة الأبعد. كذلك جميع المخلوقات فهم من ناحية الرزق على السواء، لا فرق بينهم فيعطي هذا غذاءه ولا يعطي ذاك،

 

 

يصل الماء إلى عضوٍ ولا يصل آخر. ما ان يراق الماء بالقرب من جذع الشجرة حتى تمتصه قوتها الماصّة وتوصله إلى كل الأوراق والأغصان بل وحتى الثمار والثمرة مع أنّ قشراً سميكاً يحيط بها، مع ذلك،

 

 

فهي توصل الماء إلى وسطها ليستفيد من هذا الماء لب الثمر ونواتها. كل ورقة تتألف من مئات بل ألوف الأجزاء.. لا يبقى جزء واحدٌ منها إلاّ ويصله الماء [6]. جسمي أنا وجسمك أنت أيضاً هما كذلك فالغذاء الذي نأكله يمر ـ في إصطلاح الطب القديم ـ في أربع مراحل حتى يتم هضمه وذكر هذه المراحل الأربع خارج عن بحثنا. المرحلة الرابعة هي جريانه في العروق،

 

 

لا يبلغ عضواً إلاّ ويترك له من المادة الغذائية بمقدار كفايته ثم يتجاوزه إلى غيره وما إن يأخذ كل عضو حاجته المحدّدة من المادة الغذائية حتى يحيلها إلى جزءٍ منه مع أنها ليست إلاّ مادة غذائية ليس أكثر. ولكنها ما إن تبلغ العظم حتى تتحول إلى عظم، وما إن تبلغ اللحم حتى تتحول إلى لحم،

 

 

وما إن تبلغ العصب حتى تتحول إلى عصب. هكذا ما إن تصل إلى عضو حتى تصطبغ بصبغة ذلك العضو.. إذا ما بلغت بشرة أبيض البشرة صارت بيضاء وكذلك الأمر إذا ما بلغت أحمر البشرة صارت حمراء وإذا ما بلغت أسودها صارت سوداء [7] فأين هو يا ترى جهاز الصباغة في بدني وبدنك؟

 
في بعض الأحيان يتم سلب النّعمة من وقت لآخر عن أصحابها وذلك حتى يتضح لهم قدرها، لقد شاهدتم أولئك الذين يبتلون بمرض البرص. سلب النعمة هذا حتى نشكر ونتذكر أنا وأنت. حتى نعرف قدر النعمة فلا نكفر بها.

 

 

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...