عن ابن عباس قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يجلس على الأرض ويأكل على الأرض
ويعتقل الشاة ويجيب دعوة المملوك .
عن أنس بن مالك قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مر على صبيان فسلم عليهم
وهو مغذ .
عن أسماء بنت يزيد قالت : إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مر بنسوة فسلم عليهن .
عن ابن مسعود قال : أتى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رجل يكلمه فأرعد ، فقال : هون
عليك فلست بملك ، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد ( 1 ) .
عن أبي ذر قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يجلس بين ظهراني أصحابه فيجئ
الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل ، فطلبنا إلى النبي أن يجعل مجلسا يعرفه الغريب
إذا أتاه فبنينا له دكانا من طين فكان يجلس عليها ونجلس بجانبيه .
سئلت عائشة ما كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يصنع إذا خلا ؟ قالت : يخيط ثوبه ، ويخصف
نعله ويصنع ما يصنع الرجل في أهله .
وعنها : أحب العمل إلى رسول الله الخياطة .
من كتاب النبوة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) يقول : مرت برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) امرأة
بذية وهو جالس يأكل ، فقالت : يا محمد إنك لتأكل أكل العبد وتجلس جلوسه ، فقال لها
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ويحك ! وأي عبد أعبد مني ، فقالت : أما لي فناولني لقمة من
طعامك فناولها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لقمة من طعامه فقالت : لا والله إلى التي في فيك
قال : فأخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لقمة من فيه فناولها فأكلتها . قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) :
فما أصابت بداء حتى فارقت الدنيا .
عن أنس بن مالك قال : خدمت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تسع سنين فما أعلمه قال لي قط :
هلا فعلت كذا وكذا ولا عاب علي شيئا قط .
عن أنس بن مالك قال : صحبت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عشر سنين وشممت العطر
كله فلم أشم نكهة أطيب من نكهته وكان إذا لقيه أحد من أصحابه قام معه فلم ينصرف
حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول بيده
ناولها إياه فلم ينزع عنه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع وما أخرج ركبتيه بين
يدي جليس له قط وما قعد إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رجل قط فقام حتى يقوم .
عن أنس بن مالك قال : إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه ( 1 )
جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد أثرت بها حاشية
الرداء من شدة جبذته ثم قال له : يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فضحك وأمر له بعطاء .
عن أبي سعيد الخدري يقول : كان رسول الله حييا ، لا يسئل شيئا إلا أعطاه .
وعنه قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أشد حياءا من العذراء في خدرها ، وكان
إذا كره شيئا عرفناه في وجهه .
عن ابن مسعود قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي
شيئا ، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر .
في جوده ( صلى الله عليه وآله وسلم )
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أجود
الناس كفا وأكرمهم عشرة ( 2 ) من خالطه فعرفه أحبه .
من كتاب النبوة عن ابن عباس عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : أنا أديب الله وعلي أديبي
أمرني ربي بالسخاء والبر ونهاني عن البخل والجفاء وما شئ أبغض إلى الله عز وجل
من البخل وسوء الخلق وإنه ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل .
و برواية أخرى عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إنه كان إذا وصف رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
يقول : كان أجود الناس كفا وأجرأ الناس صدرا وأصدق الناس لهجة وأوفاهم ذمة
وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ،
لم أر قبله ، ولا بعده مثله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
عن ابن عمر قال : ما رأيت أحدا أجود ولا أنجد ولا أشجع ولا أوضأ من
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
عن جابر بن عبد الله قال : لم يكن يسأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شيئا قط فيقول : لا .
عن ابن عباس قال : كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه فقال :
يا رسول الله ثلاث أعطنيهن قال : نعم ، قال : عندي أحسن العرب وأجملهم أم حبيبة
أزوجكها ، قال : نعم ، قال : ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك ، قال : نعم ، قال :
وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما قاتلت المسلمين ، قال : نعم ، قال ابن زميل : ولولا
أنه طلب ذلك من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما أعطاه إياه لأنه لم يكن يسأل شيئا قط إلا قال : نعم .
عن عمر قال : إن رجلا أتى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فسأله فقال : ما عندي شئ ولكن
اتبع علي فإذا جاءنا شئ قضيناه قال عمر : فقلت : يا رسول الله ما كلفك الله ما لا
تقدر عليه قال : فكره النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله [ ذلك ] فقال الرجل : أنفق ولا تخف من
ذي العرش إقلالا ، قال فتبسم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعرف السرور في وجهه .
في شجاعته ( صلى الله عليه وآله وسلم )
عن علي ( عليه السلام ) قال : لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ ( 1 ) بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو
أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسا .
وعنه ( عليه السلام ) قال : كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله فما
يكون أحد أقرب إلى العدو منه .
عن أنس بن مالك قال : كان في المدينة فزع فركب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فرسا لأبي طلحة
فقال : ما رأينا من شئ وإن وجدناه لبحرا .
وبرواية أخرى عن أنس قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أشجع الناس وأحسن
الناس ، وأجود الناس ، قال : لقد فزع أهل المدينة ليلة فانطلق الناس قبل الصوت ،
قال : فتلقاهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد سبقهم ، وهو يقول : لم تراعوا وهو على فرس لأبي
طلحة وفي عنقه السيف قال : فجعل يقول للناس : لم تراعوا وجدناه بحرا أو إنه لبحر .
في علامة رضاه وغضبه ( صلى الله عليه وآله وسلم )
عن ابن عمر قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعرف رضاه وغضبه في وجهه ، كان
إذا رضي فكأنما يلاحك الجدر وجهه ( 1 ) وإذا غضب خسف لونه واسود .
عن كعب بن مالك قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا سره الامر استنار وجهه
كأنه دارة القمر .
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا رأى
ما يحب قال : الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
عن عبد الله بن مسعود يقول : شهدت من المقداد مشهدا لان أكون أنا صاحبه
أحب إلي مما في الأرض من شئ ، قال : كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا غضب احمر وجهه .
عن ابن عمر قال : كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعرف رضاه وغضبه في وجهه ، كان إذا
رضي فكأنما يلاحك الجدر ضوء وجهه وإذا غضب خسف لونه واسود .
قال أبو البدر : سمعت أبا الحكم الليثي يقول : هي المرآة توضع في الشمس فيرى
ضوءها على الجدار يعني قوله : يلاحك الجدر .
في الرفق بأمته ( صلى الله عليه وآله وسلم )
عن أنس قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام
سأل عنه فإن كان غائبا دعا له ، وإن شاهدا زاره ، وإن كان مريضا عاده .
عن جابر بن عبد الله قال : غزا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إحدى وعشرين غزوة بنفسه
شاهدت منها تسع عشر غزوة وغبت عن اثنتين ، فبينا أنا معه في بعض غزواته إذ أعيا
ناضحي تحت الليل فبرك ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أخريات الناس يزجي الضعيف ،
ويردفه ويدعو لهم ، فانتهى إلي وأنا أقول : يا لهف أماه ما زال لنا ناضح سوء ( 1 ) ،
فقال : من هذا ؟ فقلت : أنا جابر بأبي وأمي يا رسول الله ، قال : وما شأنك ؟ قلت :
أعيا ناضحي ، فقال : أمعك عصا ؟ فقلت : نعم ، فضربه ، ثم بعثه ، ثم أناخه ووطئ
على ذراعه وقال : إركب ، فركبت وسايرته فجعل جملي يسبقه فاستغفر لي تلك الليلة
خمسة وعشرين مرة ، فقال لي : ما ترك عبد الله من الولد ؟ – يعني أباه – قلت : سبع
نسوة ، قال : أبوك عليه دين ؟ قلت : نعم ، قال : فإذا قدمت المدينة فقاطعهم فإن
أبوا فإذا حضر جداد نخلكم ( 2 ) فآذني ، فقال : هل تزوجت ؟ قلت : نعم ، قال :
بمن ؟ قلت : بفلانة بنت فلان بايم ( 3 ) كانت المدينة ، قال : فهلا فتاة تلاعبها وتلاعبك ؟
قلت : يا رسول الله ، كن عندي نسوة خرق – يعني أخواته – فكرهت أن آتيهن
بامرأة خرقاء ، فقلت : هذه أجمع لا مري ، قال : أصبت ورشدت ، فقال : بكم
اشتريت جملك ؟ قلت : بخمس أواق من ذهب ، قال : بعنيه ولك ظهره إلى المدينة ،
فلما قدم المدينة أتيته بالجمل ، فقال : يا بلال ، أعطه خمس أواق من ذهب يستعين بها
في دين عبد الله ، وزده ثلاثا ، ورد عليه جمله ، قال : هل قاطعت غرماء عبد الله ؟
قلت : لا يا رسول الله ، قال : أترك وفاء ؟ قلت : لا ، قال : [ لا عليك ] فإذا حضر
جداد نخلكم فآذني ، فأذنته فجاء فدعا لنا فجددنا واستوفى كل غريم ما كان يطلب
تمرا وفاء وبقي لنا ما كنا نجد وأكثر ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ارفعوا ولا تكيلوا ،
فرفعناه وأكلنا منه زمانا .