- 2025/02/07 –
التقى عدد من القادة والعاملين في القوة الجوية والدفاع الجوي للجيش الإيراني، اليوم الجمعة، قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه بالتزامن مع ذكرى انتصار الثورة الإسلامية وذكرى المبايعة التاريخية لبعض الطيارين مع الإمام الخميني (رض) في 8 فبراير 1979، قام عدد من القادة والعاملين في القوة الجوية والدفاع الجوي للجيش الإيراني، اليوم الجمعة، بلقاء قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي.
وخلال اللقاء أكد قائد الثورة الإسلامية أن إجراء محادثات مع الولايات المتحدة ليس ذكياً ولا حكيماً و لا مشرفاً والتجربة أثبتت ذلك.
وفي ما يلي مقتطف من تصريحات سماحته:
أولًا، المفاوضات مع أمريكا لا تؤثر إطلاقا في حل مشكلات البلاد. يجب أن نفهم هذا الأمر جيدا، وينبغي ألا يُصوَّر لنا بأننا إذا جلسنا إلى طاولة المفاوضات مع تلك الحكومة، فإن هذه المشكلة أو تلك ستُحل. كلا، لن تُحل أي مشكلة من خلال التفاوض مع أمريكا.
الدليل؟ التجربة!
في العقد الماضي، جلسنا وتفاوضنا مع أمريكا لمدة عامين تقريبا، وتم التوصل إلى اتفاق. بالطبع، لم تكن أمريكا وحدها، بل كانت هناك عدة دول أخرى، لكن المحور الرئيسي كان أمريكا. جلست حكومتنا آنذاك للمفاوضات – الحكومة في ذلك الوقت – فتفاوضوا، تحدثوا، ضحكوا، تصافحوا، وأبدوا الود، وفعلوا كل شيء، وتم التوصل إلى اتفاق. في هذا الاتفاق، أظهر الطرف الإيراني سخاءً كبيرًا، وقدم الكثير من التنازلات للطرف المقابل. لكن الأمريكيين لم يلتزموا بالاتفاق. الشخص الذي يتولى السلطة الآن مزّق الاتفاق وقال إنه سيمزقه، وقد فعل. لم يلتزموا به. حتى قبل مجيئه، لم يلتزم أولئك الذين أبرموا الاتفاق بتنفيذه. كان الاتفاق يهدف إلى رفع العقوبات الأمريكية، لكن العقوبات لم تُرفع! لم تُرفع العقوبات الأمريكية! كما وضعوا عائقًا في الأمم المتحدة ليبقى كتهديد دائم فوق رأس إيران. كان هذا الاتفاق ثمرة مفاوضات استمرت أكثر أو أقل من عامين.
حسنًا، هذه تجربة، فلنستفد منها. قدمنا التنازلات، تفاوضنا، تنازلنا، تراجعنا، لكننا لم نحصل على النتيجة التي كنا نرجوها. ومع ذلك، قام الطرف الآخر بإفساد هذا الاتفاق، وانتهكه، ومزقه.
لا ينبغي التفاوض مع حكومة كهذه، فالتفاوض معها ليس عقلانياً، وليس ذكياً، ولا مشرفاً.
الأمريكيون يجلسون ويعيدون رسم خريطة العالم على الورق. لكن هذا مجرد حبر على ورق، ولا أساس له في الواقع. فهم يدلون بآرائهم حولنا، يتحدثون، يهددون. وإذا هددونا، فسوف نهددهم. وإذا نفذوا تهديداتهم، فسننفذ تهديداتنا أيضًا. وإذا تعرضوا لأمن أمتنا، فسنستهدف أمنهم بلا شك.
هذا التصرف مستمد من تعاليم القرآن وأوامر الإسلام، وهو واجب يقع على عاتقنا. نأمل أن يوفقنا الله في أداء واجباتنا.
بالطبع، لدينا مشكلات داخلية؛ لا أحد ينكر وجود المشكلات. في المعيشة، تعاني معظم شرائح الشعب من مصاعب ومشكلات، لكن العامل الذي يحل هذه المشكلات هو العامل الداخلي.
العامل الداخلي يتمثل في همة المسؤولين الملتزمين وتكاتف الشعب الموحد؛ أي ما ستشهدونه في المسيرة إن شاء الله. مسيرة 10 فبراير (ذكرى الثورة الإسلامية) هي رمز للوحدة الوطنية في بلدنا. شعب واعٍ ومسؤولون لا يعرفون الكلل؛ هذا هو ما سيحل مشكلاتنا.
المسؤولون يعملون، والحمد لله هناك جهود تُبذل، وأنا متفائل جدًا بأن هذه الحكومة الموقرة ستتمكن، على الأقل، من تخفيف المشاكل المعيشية للشعب.
تفاصيل اللقاء
ووصف قائد الثورة الإسلامية خلال هذا اللقاء يوم 8 فبراير التاريخي بأنه يوم ولادة جيش شامخ، مستقل وذو هوية، وأشار إلى التجربة العقيمة للمفاوضات التي استمرت قرابة عامين مع أمريكا العقد الماضي، وإلى قيام الولايات المتحدة بنقض جميع التزاماتها، مؤكدًا أن التفاوض مع أمريكا لن يحل أي مشكلة، بما في ذلك الأزمات الاقتصادية والمعيشية، كما أنه لم يحلها سابقًا؛ ولذلك، فإن حل المشكلات يكمن في همة المسؤولين الملتزمين وتعاون الشعب المتحد، مشيرا إلى أن هذا التلاحم والتضامن سيتجلى، بإذن الله، في يوم 10 فبراير.
كما أشار سماحة آية الله الخامنئي إلى النقاشات المطروحة حول المفاوضات في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك تصريحات بعض الأفراد، قائلًا: “محور هذه الأحاديث هو مسألة التفاوض مع أمريكا، حيث يتم تصوير التفاوض على أنه أمر إيجابي، وكأن هناك من يعارض مبدأ التفاوض نفسه.”
وأشار سماحته إلى النشاط المكثف لوزارة الخارجية في مجال التفاوض، وإبرام الاتفاقيات، والتواصل مع مختلف دول العالم، مؤكدًا أن الاستثناء الوحيد في هذا المجال هو الولايات المتحدة. وأضاف: “بالطبع، لا نذكر الكيان الصهيوني ضمن هذه الاستثناءات، لأنه في الأساس ليس دولة، بل عصابة إجرامية غاصبة للأراضي.”
وفي شرحه لأسباب استثناء الولايات المتحدة من المفاوضات، قال سماحته: “هناك من يوهم الآخرين بأن الجلوس على طاولة المفاوضات سيؤدي إلى حل المشكلات، لكن الحقيقة التي يجب فهمها جيدًا هي أن التفاوض مع أمريكا لا تأثير له في حل مشاكل البلاد.”
كما اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن التجربة السلبية في العقد الماضي، والمفاوضات التي استمرت قرابة عامين مع الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى، والتي أفضت إلى الاتفاق النووي، دليل واضح على عدم جدوى التفاوض مع أمريكا. وأضاف: “في ذلك الوقت، حكومتنا جلست معهم، وتفاوضت، وتبادلت الزيارات، وضحكوا معًا، وصافحوا بعضهم، وأظهروا الصداقة، وقاموا بكل شيء، ونتج عن ذلك اتفاقٌ قدّمت فيه إيران الكثير من التنازلات بسخاء كبير للطرف الآخر، لكن الأمريكيين لم يلتزموا به.”
وأشار سماحته إلى تصريحات الرئيس الأمريكي الحالي بشأن تمزيق الاتفاق النووي، مؤكدا: “حتى قبل أن يأتي هو، كانت الحكومة الأمريكية السابقة التي قبلت الاتفاق قد نقضت التزاماتها أيضًا، ولم تُرفع العقوبات الأمريكية التي كان من المفترض أن تُرفع، كما بقيت قضية الأمم المتحدة كعائق دائم، لتظل تهديدًا قائمًا على رأس إيران.”
سماحة آية الله الخامنئي شدد على ضرورة استخدام تجربة “سنتين من المفاوضات، والتنازلات، والتراجع، دون الوصول إلى نتيجة”، وأضاف: “حتى مع وجود نواقص في المعاهدة، نقضت الولايات المتحدة نفس المعاهدة وخرجت منها. ولذلك، التفاوض مع دولة مثل هذه غير عقلاني وغير حكيم وغير مشرف، ولا ينبغي التفاوض معها.”
وفيما يتعلق بالمشاكل الداخلية والمعيشية التي يعاني منها غالبية الناس، قال سماحته: “ما يحل هذه المشاكل هو العامل الداخلي، أي همة المسؤولين الملتزمين وتعاون الشعب المتحد، والمثال على هذا الاتحاد الوطني هو مسيرة 10 فبراير، التي نأمل أن نرى فيها هذا التلاحم هذا العام أيضًا.”
قائد الثورة الإسلامية وصف “الشعب البصير والمسؤولين الذين لا يكلون” بأنهم العامل الأساسي في حل المشاكل، وأضاف: “الحمد لله، المسؤولون مشغولون بالعمل، ونحن متفائلون للغاية أن يتمكن هذا الحكومة المحترمة من تقليل مشاكل الناس المعيشية والتخفيف من الصعوبات.”
كما أشار سماحته إلى محاولات الأمريكيين لتغيير خريطة العالم، قائلاً: “ما يفعلونه لا يستند إلى أي واقع، إنه فقط على الورق؛ بالطبع، هم يتحدثون ويهددون بشأننا أيضًا.”
وأكد قائد الثورة الإسلامية: “إذا هددونا، نحن أيضًا نهددهم، وإذا نفذوا تهديداتهم، نحن أيضًا ننفيذ تهديدنا، وإذا تعرضوا لأمن شعبنا، فبدون شك سنهدد أمنهم.”
وأشار سماحة آية الله الخامنئي إلى أن هذا التصرف المتبادل هو مستمد من القرآن وتعاليم الإسلام، وقال: “نأمل أن يوفقنا الله تعالى في أداء واجباتنا.”
وفي الجزء الأول من كلمته، وصف قائد الثورة الإسلامية 8 فبراير 1979 بأنه ذكرى مباركة وعظيمة، وقال: “الخطوة البطولية لهؤلاء الشبان قد حددت مسار الجيش الجديد، وجعلت العديد من عناصر الجيش وكوادره المختلفة، ملهمين بتلك البيعة، ينضمون إلى صفوف الشعب.”
كما أشاد قائد الثورة الإسلامية بشهداء بارزين مثل صياد شيرازي، ستاري، بابائي، كلادهوز وفلاحي، وأضاف: “العامل الأساسي في ظهور هؤلاء الأبطال كان التحرك الشجاع الذي قام به عدد من أفراد القوات الجوية وموظفيها، قبل ثلاثة أيام من انتصار الثورة، في خضم الخطر.”
وأشار سماحته إلى أن الخصائص المهمة لحركة 8 فبراير هي ما تحتاجه اليوم البلاد والشعب، قائلاً: “الشجاعة و التوقيت المناسب كانتا من أبرز صفات أفراد القوة الجوية.”
سماحة آية الله الخامنئي اعتبر “اتخاذ القرارات في الوقت المناسب” و “في اللحظة اللازمة” أمرًا في غاية الأهمية، وأضاف: “الذين تراجعوا عن نصرة الإمام الحسين (ع) في عاشوراء، لم يأتوا لمساعدته في تلك اللحظة، لكنهم ثاروا لاحقًا، فاستشهدوا جميعًا، ولكن كانت تلك الثورة غير مجدية لأنها لم تكن في الوقت المناسب.”
كما اعتبر سماحته العقلانية و القيام بالتحرك بناءً على الحسابات من الخصائص الأخرى لحركة 8 فبراير 1979، قائلاً: “بعض الناس يعتقدون أن الحركة الثورية تتعارض مع العقلانية، ولكن في الواقع، الحركة الثورية بحاجة إلى أكثر من أي حركة أخرى إلى الحسابات والعقلانية.”
قائد الثورة الإسلامية أشار أيضًا إلى استغلال غفلة العدو كخاصية بارزة أخرى في تحرك أفراد القوة الجوية، وأضاف: “أجهزة الاستخبارات المعادية و قادة الجيش لم يتمكنوا من اكتشاف هذا التحرك في القوة الجوية أو حتى التنبؤ به، وفي الحقيقة، تلقوا الضربة من حيث لم يتوقعوا.”
سماحة آية الله الخامنئي أشار إلى إجراءات نظام الشاه في جعل الجيش تحت السيطرة العسكرية الأمريكية، وقال: “كانت الهيكلة، والأسلحة، والتدريب للجيش أمريكية، وكانت التعيينات المهمة وحتى كيفية استخدام الأسلحة تتم وفقًا لإذن الأمريكيين، وكانت شدة التبعية إلى حد أن الإيرانيين لم يكونوا يملكون الحق في فتح أو إصلاح القطع بأنفسهم.”
كما وصف سماحة آية الله الخامنئي الدفاع عن إيران كأولوية، واعتبر تعزيز الجيش أهم واجب، وأضاف: “يجب أن يُعزز الجيش من حيث الموارد البشرية، الأسلحة، التدريب، الجاهزية القتالية والدفاعية، ويجب أن يُعالج نقاط الضعف والأضرار المحتملة، وكذلك الاستمرار في الابتكار والإنتاجات الجديدة ليومًا بعد يوم، ليثبت أنه قادر على إنجاز مهام أكبر بكثير.”