وهي مبادرة حسينية نحاول من خلالها ان نقف على محطات مسيرة قافلة الامام الحسين عليه السلام ونقوم من خلال هذه الحلقات بنقل الاحداث والوقائع باختصار من مصادرها الصحيحة والمسندة. *من كتاب “أعيان الشيعة”، ج2، ص401-404.
▪️إعداد خادم الحسين منتظر الاسدي
الحلقة 7
وكان دخوله (عليه السلام) إلى مكة يوم الجمعة، لثلاثٍ مضين من شعبان، فيكون مقامه في الطريق نحواً من خمسة أيام، لأنه خرج من المدينة لليلتين بقيتا من رجب كما مرّ .
ودخلها وهو يقرأ: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} [القصص: 22]، فأقام بمكة باقي شعبان وشهر رمضان وشوالاً وذا القعدة وثماني ليال من ذي الحجّة. وأقبل أهل مكة ومن كان بها من المعتمرين وأهل الآفاق يختلفون إليه، وابن الزبير بها، قد لزم جانب الكعبة، فهو قائم يصلي عندها عامّة النهار، ويطوف ويأتي الحسين (عليه السلام) فيمن يأتيه اليومين المتواليين، وبين كلّ يوم مرة ولايزال يشير عليه بالرأي، وهو أثقل خلق الله على ابن الزبير، لأنه قد علم أنّ أهل الحجاز لا يبايعونه مادام الحسين (عليه السلام) باقياً في البلد، وأن الحسين (عليه السلام) أطوع في الناس منه وأجلّ.