الرئيسية / تقاريـــر / النفوذ الديني – وأثره على الواقع الشيعي بالعراق

النفوذ الديني – وأثره على الواقع الشيعي بالعراق

 /1

▪️مقدمة :
يلوح في أفقنا شبحُ حربٍ أهليةٍ خطّط لها أعداءُ العراق والتشيع، وأسّست لها خلافاتٌ داخليةٌ نشأت في الغالب عن ضيق أفقٍ وتعصّبٍ وإنشغالٍ بالمصالح الضيقة.
ما كان لتلك الخلافات أن تتوسع لو وُجِدت قيادةٌ إسلامية عطوفةٌ تحنُو على أبنائِها وتجمع شملهم وتذيب الخلافات بينهم، تشخّص المسيئين والمنحرفين بشحاعةٍ وتعزلهم، وتقوّم الخطائين، وتدني إليها الصالحين وتحيط نفسها بالنخب المؤمنة الواعية.
 
— خلال تاريخنا المعاصر برزت نماذجُ قياديةٌ إمتلكت القدرة على توحيد القلب الشيعي، كما امتلكت الوعي والشجاعة والانضباط وحب الجماهير لها, وكانت حريصةً على القيم الإسلامية ومؤمنةً بضرورة إستثمار القوة العقائدية للنهوض بواقع الأمة.
– كما كانت مصرةً على إمتلاك وسائل القوة الدفاعية لحماية الوجود الشيعي من أعداءه الكُثُر .
— الأعداء كانوا دقيقين في تشخيص تلك النماذج وقدراتِها على تأسيس مشروعٍ نهضوي ، لذا استعجلوا في تصفيتها.
— بقية الزعماتِ الإسلامية استوعبت رسالة الأعداء ، وعلمت أن عليها البقاءَ على نهجها القديمِ – وإلا ستكون هي أيضا في دائرةِ الإستهداف.
— بعضها أعلن إختيار الطريق السلمي لمعالجة جميع القضايا ، مبيّناً للجميع أنه ( لا يتبنى مشروعاً نهضوياً للشيعة ) وإنما يريد الخير للعراق ككل.

— بينما راح البعض الآخر يغازل الأعداءَ ويتودد إليهم بدافع طموحه بالسلطة ، فإستوعبوه وحوّلوه الى أداةِ إضعافٍ للواقعِ الشيعي .
  وقد شاهدنا جهاتٍ صريحةً في عداءها للشيعة – كيف إندفعت علناً لتبني هذا النموذج ودعمته بكل الوسائل ليهيمنَ على الواقع الشيعي.

▪️وبالنظر لخطورة المرحلة التي نمر لها، سنضطر إلى تناول جانب من خصوصيات البيت لشيعي – والتي كانت الرؤية السائدة تتطلب ابعادها عن الضوء مراعاة للمصلحة العامة ..
.. لكن تلك الخصوصيات قد خرجت عن إطارها المعقول لتصبح عاملَ تأزيمٍ وصراعٍ على النفوذ، مهددةً الواقعَ الشيعي والعراقي بالانفجار الوشيك
.. الامر الذي يفرض تناولها بالنقد , كي يلتفت المعنيون بها إلى خطورة آثارها ونتائجها المدمرة ، ويبادروا لعلاجها , مستثمرين قدراتِهم ومنابرِهم المؤثرة وموقعيّتِهم المميزة .

▪️ لا يهدف هذا التناول صرفَ النظر عن عوامل الفساد السياسي والإداري الذي وقعت بها أحزاب السلطة
▪️ كما ينبغي التركيز دوما على دور الإحتلال في صناعة الخراب. فقد بقي الاحتلال حريصا على إدامة الازماتِ ومنع المخلصين من إيجاد حلولٍ 

شاهد أيضاً

رسائل ومقالات – الشيخ جعفر السبحاني

الرسالة الأولى الشيعة الإمامية الاثنا عشرية رسالة موجزة تتناول تاريخ الشيعة الإمامية الاثني عشرية، نشأتهم، عقائدهم، ومنهجهم الفقهي الحمد ...